تسعى الدول العربية وبريطانيا إلى توسيع وتعزيز التعاون التجاري بينها وذلك عبر مؤتمر يعقد الأسبوع المقبل في ظل الظروف الاقتصادية العالمية التي تشكل تحديا للتعاون بين هذه البلدان والذي يتناول العديد من القضايا المهمة كالطاقة وتجدد المصادر، والتكنولوجيا ذلك كله إلى جانب تأثيرات الأزمة الاقتصادية وتأثيراتها على التجارة بين هذه البلدان والحلول الممكن ايجادها لتخطي هذه الازمة.

في الجزء الاول من الحوار..

الشعيبي: نعد لمؤتمر بريطاني عربي يوسع الاستثمارات ويذلل معوقاتها

لندن : قالت الدكتور أفنان الشعيبي الامينة العامة والرئيسة التنفيذية لغرفة التجارة العربية البريطانية انها واجهت لدى توليها لمهمتها شكوكا بريطانية في نجاحها بعملها نابعة من عدم دراية بقدرات المرأة العربية ومجالات العمل المختلفة التي ولجت ابوابها. واضافت الشعيبي وهي خبيرة اقتصادية سعودية في مقتبل العمر في مقابلة خاصة مع quot;ايلافquot; في مقر الغرفة وسط لندن ان الازمة الاقتصادية العالمية قد اثرت سلبا في التعامل التجاري العربي البريطاني واشارت الى خطط حالية للغرفة لتعريب إعلامها ونشرياتها ومطبوعاتها وموقعها الالكتروني .
وكانت الشعيبي قد اشارت في القسم الاول من المقابلة أمس إلى ان مؤتمرا يهدف الى توسيع وتعزيز التعاون التجاري بين الدول العربية وبريطانيا تعد لانعقاده الغرفة في لندن يوميالثلاثاء والاربعاء المقبلين بهدف بحث سبل توسيع العلاقات العربية البريطانية وتذليل معوقاتها ومواجهة العالم العربي لتحديات القرن الحادي والعشرين والمتعلقة بالاقتصاد والعولمة وتجدد المصادر والتكنولوجيا واثار الازمة الاقتصادية العالمية موضحة ان شخصيات مهمة بينها وزراء وخبراء ورجال اعمال يتقدمهم الامين العامة للجامعة العربية عمرو موسى ستشارك في أعماله .

وفي ما يلي اسئلة quot;ايلافquot; وأجوبة الدكتورة الشعيبي عليها في القسم الثاني الاخير من المقابلة :

*** يلاحظ وجود نقص في اهتمام الغرفة بالنشاطات المغاربية ومساهمة القطاعات التجارية الرسمية والخاصة في دول المغرب العربي بنشاطات الغرفة التي تهدف الى توسيع التعاون البريطاني مع هذه الدول .. فما سبب ذلك ؟
.. على العكس فالغرفة في تواصل مستمر مع دول المغرب العربي حتى ان هناك بعض المآخذ من بعض الاشخاص مفادها ان الغرفة تعير اهتماما اكثر لدول المغرب العربي. فقد نظمت الغرفة خلال الاشهر الماضية اربعة نشاطات عن دول المغرب العربي وخاصة تونس والمغرب وكلنا حرص للعمل مع سفارات دول المغرب العربي من اجل مشاركتها في هذه النشاطات . والملاحظ الان ان دول المغرب العربي بدأت تنشط لتفعيل علاقاتها التجارية مع بريطانيا ولها خطط مستقبلية في هذا المجال .

*** على ضوء الازمة الاقتصادية العالمية هل اثرت هذهفي التعامل التجاري العربي البريطاني؟
بالتأكيد. لندن تعتبر العاصمة المالية عالميا فهي تأثرت بها لكن العالم العربي لم يتاثر بالحجم الذي تأثرت به اوروبا والولايات المتحدة وهو أمر وضع العالم العربي في وضع اقتصادي قوي وان كان احدث تباطؤا في التبادل التجاري نتيجة الحذر الامر الذي ادى الى تأجيل تنفيذ عدد من المشاريع . لكن التقارير تشير الان الى بداية الخروج من الازمة العالمية هذه على الرغم من توقع استمرار سلبياتها لفترة غير ان المؤشرات الايجابية الحالية تعطي نوعا من التفاؤل الذي بدأت فيه الحركة التجارية بالنشاط .

*** هناك عقوبات اقتصادية دولية تفرض على بعض الدول العربية ماهو موقف الغرفة منها وكيفية التعامل معها ؟
ان هذا الامر خارج اطار عمل الغرفة رغم انها تتابع الامر ولكن من دون تدخل فالقضية ترجع الى الهيئات الرسمية المعنية لاتخاذ الاجراءات المطلوبة بصددها.

*** ان اسم مؤسستكم غرفة التجارة العربية البريطانية .. لكننا نرى ان جميع نشرياتكم ومجلاتكم وموقعكم الالكتروني باللغة الانكليزية وحدها من دون العربية ألا تعتقدون ان ذلك يشكل نقصا في اعلامكم ؟
ان الامر يحكمنا فيه مجلس الادارة المتكون من جانبين عربي وبريطاني والغرفة مسجلة كشركة بريطانية فتظل الانكليزية هي اللغة الاساسية .. وبالتأكيد اللغة العربية لغة رئيسة لنا في الغرفة وموجودة ولذلك فان لدينا الان مشروعا لادخال العربية الى موقعنا وهي موجودة في مطبوعاتنا وتعريب الموقع وهو مشروع يمكن ان يرى النور مطلع العام المقبل 2010 .

*** هل تعطينا فكرة عن مسيرة انخراطك كشابة عربية في العمل الاقتصادي والعلاقات التجارية الدولية ؟
كان هذا الدخول تدريجيا، بدأ عندما كنت ادرس في واشنطن في اختصاص (القيادة) فعملت في مجلس الاعمال السعودي الاميركي كمستشارة وكانت المملكة منخرطة في وقتها بمفاوضات للدخول الى منظمة التجارة العالمية وكان لي شرف المشاركة عن طريق المجلس السعودي لتطوير التجارة الخارجية في مجلس الغرف السعودبة .اما بالنسبة إلى عملي في الغرفة وكما تعلم فان منصب الامين العام لغرفة التجارة العربية البريطانية يتم من خلال ترشيح مجالس الغرف في الدول العربية شخصية من هذه الدولة او تلك الى اتحاد الغرف العربية المشتركة ومن ثم يتم الاختيار وعلى هذا الاساس تم تكليفي بهذا المنصب الذي اعتبره مهمة وواجبا علي القيام في الوقت نفسه بمسؤوليته التي لا يمكن التهاون بها.

*** هل خلق هذا المنصب عندك في البداية مخاوف من عدم النجاح في مهمتك الجديدة ؟
لم يكن هناك تخوف حقيقي .. وعندما عرضت علي هذه الوظيفة تم وضعي في ملابسات المهمة الامر الذي خلق لدي طموحا او تحديا لتحقيق النجاح لان الغرفة عانت من ازمة قيادة في فترة ما .. ومعروف ان اي هيئة تترك من دون قيادة تحصل فيها فوضى داخلية .. فكانت مهمتي الاولى ترتيب البيت الداخلي للغرفة وكانت مهمة كبيرة وتحتاج للتعرف إلى النظام الداخلي وعلى طريقة عمل الافراد الذين تعمل معهم وتحاول ان تكسبهم الى صفك .. ولا انكر انه كانت هناك الكثير من المطبات التي استطعت تجاوزها حتى اصبح لدي الان فريق عمل متكامل وان كان يحتاج الى زيادة تكفل تحقيق الخطط التي نسعى إلى تنفيذها .ومن هنا يمكن القول انه كان هناك تحد في مواجهة مراهنة الكثيرين على فشل الغرفة وعدم نجاحها في مهامها بعد فترة الركود التي شهدتها .. لكننا فخورون الان بما استطعنا ان ننجزه من مراحل عمل متقدمة وبفضل الله ودعم السفراء العرب المعتمدين لدى المملكة المتحدة واعضاء مجلس ادارة الغرفة والغرف العربية والهيئات المختصة في كافة البلدان العربية وصلنا الى ما نحن عليه من نجاح .

*** هل تشعرين ان وجودك على رأس الغرفة كسيدة عربية في مقتبل العمر قد خلق عقبات امام ادائك لمهماتك فيها ؟
التحديات موجودة ولكن الاصرار والعمل الدؤوب هو مرجعنا الى طريق النجاح. المراة العربية الان قادرة على بناء مستقبل حافل بالنجاح وهي باتت تؤمن اكثر من أي وقت مضى بأنها جزء رئيس في صناعة المجتمع المدني القادر على مجاراة ما يحدث حولها مع المحافظة على كينونتها العربية من تقاليد قد تكون اساسا للنجاح في مواقف متعددة .