بإنتظار الإستجواب الدستوري الرابع لناصر المحمد
برلمان الكويت: ربع الساعة الأخير فراق أم وفاق؟

عامر الحنتولي من الكويت: مع ترقب ولادة استجواب دستوري رابع لحكومة الشيخ ناصر المحمد الصباح في أي لحظة، في ظل السباق البرلماني على نهش جسد حكومة الشيخ المحمد، يراقب أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الموصوف محليا وعربيا ودوليا بـ quot; الحكيم quot; المشهد السياسي على رقعة إمارته الصغيرة مدونا ملاحظاته السياسية على أداء وزارة الشيخ المحمد ومجلس الأمة الكويتي، وحال التنابز السياسي المتطاير الذي اخترق محاذير وخطوطا حمراء كثيرة دون أدنى اكتراث بالسوء الإقتصادي المتنامي تأثرا بالأزمة المالية العالمية.

وتشير حصيلة المعلومات التي أمكن لـ quot; إيلاف quot; تجميعها حتى وقت متأخر الليلة الماضية إلى أن رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح ورئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي قد بذلا كل مستطاع لدى حلقات القرار العليا لإرجاء أي أمر أميري بحل مجلس الأمة الكويتي quot;حلا دستورياquot; الى ما بعد استنفاد آخر اتصالات ومشاورات ممكنة بين الحكومة والنواب الذين قدموا استجواباتهم رسميا على مدى الأيام الماضية وسط أزمة سياسية خانقة تعصف بالعلاقة بين الحكومة ومجلس الأمة، إذ تذهب كل الجهود الهادفة الى حل الأزمة الى المجهول وسط ترقب من الشارع الكويتي للكلمة الفصل التي سيصارح بها الحكيم الكويتي شعبه من بعد تأن وطول نفس.

وبحسب المعلومات ذاتها فإن أمير الكويت سيستقبل على الأرجح قبل ظهر اليوم الخرافي والشيخ المحمد للإستماع منهما إلى حدود وحصيلة الإتصالات والمشاورات قبل أن يستخدم حقه الدستوري في حل مجلس الأمة حلا دستوريا وسط تراجع لافت لإحتمالات الحل غير الدستوري عبر تجميد العمل بالمادة (107) من الدستور الكويتي التي تنص على اجراء الإنتخابات خلال 60 يوما من تاريخ الحل، وإلا فإن المجلس المنحل يستعيد شرعيته الدستورية الكاملة الى حين انتخاب برلمان جديد.

وتتصاعد المعلومات الراشحة قوة حول احتمال حل مجلس الأمة الكويتي ليل يوم غد الخميس عبر خطاب سيلقيه الأمير صباح لمصارحة شعبه بأسباب حل البرلمان، لاسيما وأن رئيس البرلمان جاسم الخرافي قد لمح بقوة الى القرار المنتظر عبر إسقاط سياسي على حالة الطقس المتوقعة الى النهاية من اثارة للغبار والزوابع إذ قال ممازحا الصحفيين الذين انتظروه في قاعة التشريفات في مطار الكويت الدولي عائدا من العاصمة العمانية مسقط quot; سمعت أن الجو سيكون غبارا كثيرا في الكويتquot;.

الساعات أو الأيام القليلة المقبلة ستمر ثقيلة على حكومة الشيخ ناصر المحمد وعلى أعضاء مجلس الأمة الكويتي بإنتظار حل ما قد يتطور الى الأفضل أو الأسوأ وقد يتبدل في أي لحظة الى انفراج سياسي مفاجئ ولاسيما أن الحكومة الكويتية تعد خطاب اعلان حال عدم تعاون البرلمان معها لرفعه الى أمير البلاد.