مولوي والهلباوي وإبراهيم منير اقوي المرشحين
وفاة مراقب سوريا يجدد آمال إحياء التنظيم الدولي للإخوان

محمد حميدة من القاهرة : بعد وفاة الدكتور حسن هويدى المراقب العام لجماعة الإخوان بسوريا , والذي وافته المنية الجمعة الماضية بمنفاه القسرى بعمان , وبدأت على ما يبدو تتجه النية داخل جماعة الإخوان المسلمين نحو إحياء التنظيم الدولي مرة أخرى , هذا التنظيم الذي تراجع دوره من بعد أحداث 11 سبتمبر بمصادرة أموال واعتقال البعض من قياداته . و ك

شف مصدر مطلع من داخل الجماعة ل quot;إيلافquot; عن ثمة مشاورات واتصالات جارية بين إخوان الداخل والخارج لتسمية نائب المرشد الثالث الذي كان يشغله الدكتور حسن هويدى , والذي يكون بحكم هذا المنصب مسئولا عن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين, مشيرا الى ان حرص الجماعة على تسمية النائب الثالث يبدو فى جوهره اهتمما من جانبها على احياء دور التنظيم الدولى , الذى اصبح حبر على ورق منذ أحداث 11 سبتمبر . وهو تحول كما يصفه المصدر فى موقف إخوان مصر تجاه التنظيم الدولي الذى كان طالما تصفه بأنه عبء ثقيل .

وقال المصدر الذى طلب عدم ذكر اسمه ان الأمور تتجة الى تسمية احد القيادات الكبيرة فى الخارج لتولى هذا المنصب خلفا لهويدى الذي تولاه منذ إنشاء التنظيم الدولى عام 1982 , على يد مرشد الجماعة الخامس مصطفى مشهور الذي ترك مصر فى أعقاب تسريبات عن قيام الرئيس السادات بحملة اعتقالات كبرى ضد الإخوان , مهاجرا إلى الكويت ثم إلى ألمانيا حيث استغل طبيعته التنظيمية وعلاقاته القوية ببقايا التنظيم الخاص لإخوان مصر من أمثال كمال السنانيري وأحمد الملط وأحمد حسنين وغيرهم في هيكلة كيانات الإخوان المتناثرة في العالم لربط أواصرها معا وجعلها تنظيما واحدا.

وبالرغم من ان التكهنات ترجح عدم خروج هذا المنصب من سوريا تقديرا للرجل ولإخوان سوريا ونضالهم , الا ان مرشد الإخوان مهدى عاكف سيكون له القرار الأخير فى هذا الأمر بتفويض من التنظيم نفسه .

ومن جانبها حاولت quot;ايلاف quot; الاتصال بشخصيات قيادية وأعضاء بمكتب الإرشاد للحصول على معلومات بشأن المرشح الجديد لتولى هذا المنصب , لكن لم يتسنى الوصول إلى اى معلومات , مؤكدين انquot; الأمر لم يحسم بعد وان هذه المسألة قيد التباحث quot;.

المرشحين للمنصب

وعلمت quot;إيلاف quot; ان هناك بعض الأسماء المطروحة ربما لا يخرج عنهم الاختيار وهم كمال الهلباوي المتحدث السابق باسم الجماعة فى أوربا وفيصل مولوى مراقب الإخوان بلبنان والدكتور إبراهيم منير الأمين العام للتنظيم الدولي .

وفيصل مولوي quot;من مواليد 1941 طرابلس وكان رئيساً لجمعية التربية الإسلامية في لبنان وهو الآن الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان ، ورئيس بيت الدعوة والدعاة منذ تأسيسه سنة 1990 وعضو اللجنة الإدارية للمؤتمر القومي الإسلامي . وقاض شرف برتبة مستشارquot; بموجب مرسوم جمهوري رقم 5537 تاريخ 23 أيَار 2001 .

قضى مولوى في أوروبا خمس سنوات من 1980 حتى 1985 أصبح فيها مرشداً دينياً لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا ثمّ في أوروبا منذ سنة 1986 وحتّى الآن، وبقي على تواصل مع أكثر المراكز الإسلامية في أوروبا . واختارته الندوة العالمية للشباب الإسلامي في الرياض أثناء إقامته في فرنسا كأحسن داعية إسلامي في أوروبا ومنحته جائزة تقديرية . وهو العميد المؤسس للكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية في quot;شاتو شينونquot; في فرنسا منذ تأسيسها سنة 1990 . وهي كلية للدراسات الشرعية بالمستوى الجامعي ومخصّصة للمسلمين الأوروبيين أو المقيمين بصفة دائمة في أوروبا وسائر بلاد الغرب، واستمرّ في هذا المنصب حتىّ سنة 1994. وهو الآن نائب رئيس المجلس الأوروبي للبحوث والإفتاء .

اما كمال الهلباوي فهو من الشخصيات التي تتمتع بنشاط واسع على المستوى السياسي والفكري، وهو باحث متخصص في الدراسات الإسلامية والإستراتيجية، شغل منصب المتحدث الرسمي السابق باسم laquo;الإخوان المسلمونraquo; في الغرب، وكان قبل ذلك يدير مركز الدراسات السياسية في اسلام اباد في فترة الجهاد الأفغاني، وهو من مؤسسي الرابطة الإسلامية في بريطانيا والمجلس الاسلامي البريطاني، على أبواب السبعينات من العمر ناشط حقوقي اسلامي , يدير حاليا ، كلا من معهد الدراسات الحضارية ، ووحدة بحثية لدراسة الإرهاب من وجهة النظر الاسلامية، وتصدر الوحدة نشرة شهرية باللغة الانجليزية.

مولوى الأرجح

ويبدو على الأرجح ان يؤول هذا المنصب الى فيصل مولوى , الذى كان التنظيم الدولي يستعد للدفع به للترشيح على منصب المرشد العام بعد تزايد الحديث عن مرض مصطفى مشهور، وقد جرت مشاورات طويلة في هذا الصدد بين قيادة التنظيم الدولي التي رأت في فيصل مولوي كل المواصفات اللازمة لمنصب المرشد العام، حيث يتمتع الى جانب مكانته التنظيمية باحترام الجماعات والمؤسسات والهيئات الإسلامية العالمية الأخرى، نظرا لوضعه كقاض سابق وعالم شرعي كبير شغل عددا من المناصب العلمية والدينية، ولكن احداث 11 سبتمبر التي وقعت وتداعياتها أوقفت هذه المشاورات.

وكان التنظيم الدولي خارج مصر أبدى اعتراضه على استبعاده تماما من قضية اختيار المرشد وحصرها بين قيادات التنظيم المصري فقط، وهو ما يخالف ـ من وجهة نظره ـ اللائحة الداخلية للتنظيم الدولي والتي تقضي بانتخاب المرشد من بين قيادات التنظيم الدولي الذي يضم القيادات القطرية للجماعة في أنحاء العالم، باعتبار ان المرشد العام هو مرشد لجماعة الاخوان في كل أنحاء العالم وليس منصبا خاصا بمصر فقط.

حبر على ورق

ويعانى التنظيم الدولى من وهن شديد وخاصة من بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر واعتقال الحكومة المصرية لرموز الجماعة وتجفيف مصادر تمويلها. وقد لعبت الظروف الإقليمية والدولية التي طرأت في العشر سنوات الأخيرة إلى أضعاف قدرة هذا التنظيم والذي استمر نجمه في الصعود طوال مرحلة الثمانينات حتى أوائل التسعينيات. تزامنت تلك الاجراءات مع قناعة فى الوسط الاخوانى بأن التخلي عنه أفيد بكثير من التمسك به, ودفعت تلك التطورات والهجمات الشرسة التي تعرض لها الإخوان في الكثير من البلدان العربية مثل مصر والأردن والسودان وفلسطين وغيرها إلى أن يصبح كل تنظيم يتخذ سياسة منفصلة عن التنظيم الآخر بما يتفق مع ظروف البلد الذي يعيش فيه، ففي مصر على سبيل المثال بدا الإخوان في الشروع بتشكيل حزب لهم على الرغم من أن حسن البنا وصف الحياة الحزبية بأنها بلاء ابتليت به الأمة وفي العراق شارك الحزب الإسلامي في مجلس الحكم الانتقالي .

وفي الجزائر رشح إخوان الجزائر الشيخ محفوظ نحناح لرئاسة الجزائر دون العودة للتنظيم الدولي للإخوان وكنتيجة لهذا أصبح التنظيم الدولي للإخوان لا يتدخل في السياسات القطرية لكل تنظيم ولم يعقب محمد مهدي عاكف مثلا علي تحالف إخوان سوريا مع عبد الحليم خدام المدعوم أمريكيا، كما ان الضعف الذي أصاب التنظيم الدولي للإخوان قد دفع البعض مثل الدكتور عبد الله النفيسي في قطر إلى المطالبة بحل تنظيم الإخوان المسلمين لعدم ملائمة للتطورات الراهنة .