أخيرا.. فتوى تدير محرك سيارة المرأة
عالم دين يمنح رخصة قيادة للسعوديات
أحمد البشري من الرياض: من حرك حبة الرمل الصغيرة في آخر النفق، وسمح للضوء بأن يتسرب من الفتحة التي انفرجت مؤخراً في حياة النسوة السعوديات، وإن كن لم يعرفن بعد ما إذا كان المصدر شمسًا أو قنديلاً أو مصباح سيارة تقف في الجانب الآخر، تنتظر المرأة السعودية الأولى التي سيسمح لها بقيادة تلك السيارة وأي سيارة أخرى.
ففي الوقت الذي تلتزم فيه الحكومة السعودية الحياد حول قيادة المرأة للسيارة، وتترك القرار بكاملة للمجتمع السعودي، من أجل أن يقرر بنفسه متى يكون جاهزاً لمثل هذه النقلة النوعية، ومع سيطرة التيارات الدينية على التفكير الإجتماعي والقرارات الجماعية، وفتاوى التحريم والتحذير من قيادة المرأة، ظهرت فتوى جديدة، وربما تكون الفتوى الأولى من داخل السعودية التي تقف في صف المطالبات بسن أنظمة تتيح للمرأة قيادة السيارة، داخل الأراضي السعودية.
حيث أكد الدكتور محمد بن أحمد الصالح العضو السابق في المجلس العلمي في جامعة الإمام الإسلامية، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو مجمع البحوث التابع للأزهر، حق المرأة في قيادة للسيارة، وفي ممارسة الرياضة وقال الصالح: للمرأة دور كبير في المجتمع أكده الإسلام، فقد حفظ حقوقها وأكرمها وصانها، ومنحها فرصًا كثيرة لتملك المال، لافتًا إلى أنها نصف المجتمع. وعن ممارستها للرياضة قال: إن الأحاديث التي تدعو إلى ضرورة أن يكون المسلم قويا وقادرا على الدفاع عن نفسه وعن عرضه كثيرة، فللمرأة حق في أن تمارس الرياضة، لكن بأدب وحشمة وبعيدا عن أعين الأجانب، وينبغي ألا تكشف زينتها، وتكون في متناول أيدي الرجال، وكل ما كانت المرأة منيعة مستترة ومتحجبة يكون ذلك أرقى لها في نفوس الجميع، مستدلاً بمسابقة الرسول صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ومضى يقول كما أنه ليس هناك مانع في قيادتها للسيارة بشرط توفر الأمن والآمان والقدرة الفائقة للتصرف بحكمة، فليس هناك مانع شرعي يمنع من هذا، مشددًا على ضرورة أن تحتشم المرأة وتنأى بنفسها عن كل ما لا يليق بها.
كما انتقد الشيخ بعض الذين فسروا حديث lt;النساء ناقصات عقل ودينgt; بقصور المرأة في إتخاذ قراراتها، وتهميشها، والانتقاص من استقلاليتها، والصحيح أنالأمر مقصور على التكاليف الشرعية؛ بسبب إعفائها من الصلاة والصيام حين النفاس والدورة الشهرية التي فطرها الله عليها.
يذكر أن زوجة رجل الأعمال السعودي الأمير الوليد بن طلال quot; أميرة الطويلquot;، قد ابدت رغبتها وأستعدادها لقيادة سيارتها في السعودية في حال سمحت السلطات للنساء بذلك، في حديث صحافي الشهر الماضي، وقالت بأنها جاهزة للقيادة السيارة، حيث تمتلك رخصة قيادة دولية. وتعد قضايا المرأة ودمجها في المجتمع، وقضايا حقوق المرأة من أكثر قضايا المجالس السعودية، النسائية والرجالية على حد سواء، حيث يتم تناول هذه القضية على جميع المستويات والأعمار.
وكان الكاتب والمفكر الإسلامي السعودي، الدكتور محمد حامد الأحمري في لقاء تلفزيوني سابق قال: إن الإسلاميين في بلاده كانوا يتعلقون بقضية صغيرة quot;وهي مسألة دمج تعليم البنات مع وزارة المعارف، وفشلوا في ذلك، مشيرا إلى أنهم يجندون أنفسهم الآن ضد قيادة المرأة للسيارةquot; على حد قوله.
وأضاف: quot;إذا قادت المرأة السيارة، ماذا يحصل؟ لن يحصل أي شيء. هذا حق من حقوق الإنسان في أي مجتمع. وركوب الحمار والبعير أصعب من قيادة السيارة، فأسهل وأليق للمرأة أن تستخدم جميع وسائل عصرهاquot;.