إيلاف تنشر ملخصات لقاءات الأف بي آي مع الرئيس في سجنه (3)
صدام يصف المجموعات الفلسطينية العاملة في الخارج بـ quot;بائعي كلامquot;

زيد بنيامين_ إيلاف:تركز المقابلة الثالثة مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين على موقفه من القضية الفلسطينية حيث يؤكد صدام في حديثه مع الأف بي آي أن مشكلة فلسطين هي مشكلة عربية لأن الشعوب العربية غيرت قياداتها لأنها لم تكن قادرة على التعامل مع القضية أو إهمالها أو القيام بما هو مزيج من بين الحالتين. ويؤكد صدام حسين أن الرئيس المصري جمال عبد الناصر لم يخسر إحترام الشعب العربي رغم خسارته الحرب، وأنه كان أكثر الحكام قرباًمن شعوبهم مضيفاً quot;ناصر كما يبدو كان يعتمد على السياسة الدولية أكثر من إعداد العسكرية والشعبquot;.

ويتحدث الرئيس العراقي السابق خلال المقابلة عن تحركاته خلال الايام الاخيرة قبل سقوط بغداد قائلاً انه غادر العاصمة العراقية في العاشر او الحادي عشر من ابريل حيث عقد قبل مغادرته اجتماعاً لكبار اعضاء القيادة العراقية وقال لهم إنهم سيقومون بالقتال بشكل سري، وغادر بغداد متخلصاً من افراد حمايته تدريجياً لكي لا يسترعي وجودهم معه الانتباه.

ويتطرق الرئيس السابق خلال المقابلة ايضاً الى الرئيس المصري انور السادات واسباب ما وصل اليه، ودور العراق في حرب 1973 وطلب نائب الرئيس انذاك حسني مبارك المساعدة، كما تحدث عن اسباب تخلي الجيش السوري عن مساعدة الجيش العراقي لدى وصول الاخير لانقاذ دمشق من السقوط بيد اسرائيل. ويتحدث فيها عن موقف العراق من اللاجئين الفلسطينيين والمجموعات الفلسطينية المسلحة بحسب الملخصات التي رفعها من اجرى المقابلة وهو عميل الاف بي اي (جورج بيرو) حيث تم نشر ملخصات بصورة علنية وفق قانون حرية المعلومات.

وكان جورج بيرو قد ادلى في كتاب صدر بعنوان (ذي تيريروريست وتش) بتفاصيل عن مقابلاته مع صدام ، لكن هذه الملخصات تقدم تفاصيل اضافية لمواقف الرئيس العراقي السابق واسبابها، وقد نشرت ايلاف ذلك في وقت سابق تحت عنوان (كنت صديقاً لصدام في المعتقل). ونظراً لاهمية هذه المقابلات التاريخية تقوم ايلاف بنشرها تباعاً :

وزارة العدل الاميركية
مكتب التحقيقات الفيدرالي
مركز عمليات بغداد
10 فبراير 2004
رقم جلسة المقابلة: 3
اجريت المقابلة من قبل: جورج ال بيرو

صدام: لهذا السبب لم أهزم إيران

صدام: رفاقي في القيادة.. رفضوا التعددية الحزبية!

اولاً: تمت مقابلة صدام حسين (محتجز عالي الاهمية بالرقم 1) في العاشر من فبراير 2004 في مركز الاحتجاز العسكري في مطار بغداد الدولي، بغداد، العراق. وقد قدم حسين المعلومات التالية:

ثانياً: قدم حسين تعليقاته في ما يخص الوضعية الفلسطينية، فإن اي محاولة لفهم جذور المشاكل المتعلقة بالقضية الفلسطينية يجب ان تكون من خلال وجهة النظر العربية، وليس فقط الفلسطينية.

المشكلة ليست متعلقة بالفلسطينيين فقط ولكنها مشكلة عربية.. في الستينات العديد من الثورات حصلت في الدول العربية حيث كانت اهم اسبابها هو عدم رضى الشعوب على الحكام القائمين في ذلك الوقت. وسبب من اسباب ازاحة هؤلاء القادة كان اخفاقهم في التعامل مع القضية الفلسطينية او اهمالها او مزيج من الحالتين.

اي حل للقضية الفلسطينية يجب ان يكون قائماً على العدالة والقانون الدولي، فالقانون الدولي وتطبيقاته تسببت في قيام المشكلة عام 1948 بعد تأسيس الدولة اليهودية (اسرائيل) على اراضي قال الفلسطينيون انها لهم. وبالتالي فإن الحل للاجانب ومن لهم علاقة بالقضية يجب ان يكون في الاطار نفسه. الكل كان يبحث عن حل لهذه المشكلة، وهنا يقول حسين quot;الحل الذي لايقنع اغلبية الفلسطينيين لن يكون ناجحاًquot;، وان تأسيس اي حل ونتائجه النهائية يجب ان يكون انشاء دولة مستقلة للفلسطينيين.

ثالثاً: حينما سئل عن خطاب ادلى به بخصوص ثورة 1968 في العراق، وافق صدام حسين على انه قال في خطابه quot;نحن لم نقم بالثورة تجاه شخص، بل تجاه نظامquot; وذكر ان الثورة قامت quot;من اجل دفع الشعب العراقي، العراق، الامة العربية باكملها والفلسطينيين الى الامامquot;، واضاف ان حزب البعث العربي الاشتراكي كان الحزب السياسي الوحيد الذي تظاهر ضد الحكومة العراقية في 1967.

رابعاً: بخصوص حرب الايام الستة العربية الاسرائيلية في 1967، ذكر حسين ان العرب كانوا يأملون في استعادة الاراضي التي خسروها في عام 1948، وقال quot;شعرنا بالحزن حينما لم يتم ذلكquot;. ورغم ان التوقعات بالنجاح كانت منخفضة، كانت الانباء مدمرة حينما تم الكشف عن تفاصيل الخسارة السريعة التي لقيتها القوات العسكرية المصرية والسورية، واصبحت الشعوب العربية quot;حزينة ومتشائمةquot; وتطور شعور الثورة.

خامساً: بعد خسارة حرب 1967، فأن حسين كان ومايزال يحترم الرئيس المصري جمال عبد الناصر بعد الحرب، وبرأي حسين فأن الناصر quot;كان يمكن له ان يمثل العرب للعالمquot; بينما كان الاخرون quot;ضعفاءquot;. في ذلك الوقت كان ناصر الحاكم الوحيد الذي يمتلك علاقات قريبة من quot;الجماهير العربيةquot;، وعلى الرغم من خسارة الحرب، فإن ناصر لم يخسر احترام الشعب، رغم ان امال الشعب العربي كان اكبر من النتائج التي كان يمكن لناصر ان يحصل عليها من اجلهم. خسارة الحرب اظهرت لناصر حدود مقدرته الشخصية ومقدرة القوات العسكرية المصرية.

وقد اشار حسين الى ان الحرب اظهرت ايضاً العلاقات الداخلية في قيادة ناصر، عبد الحكيم عامر رئيس القوات المسلحة المصرية لم يكن ليسمح لناصر بالتدخل في الشؤون العسكرية quot;رغم ان ناصر كان قائداً للبلادquot;، وحينما استقال ناصر فقد خرج ملايين المصريين من اجل دعوته للعودة الى واجباته كرئيس، ويقول حسين ان quot;ناصر كما يبدو كان يعتمد على السياسة الدولية اكثر من اعداد العسكرية والشعبquot; وقيادتهم الى الحرب، وحينما توفي (ناصر) في 1970 فإن المواطنين quot;بكوا من اجلهquot;.

سادساً: بخصوص الحرب العربية الاسرائيلية في 1973، فإن الرئيس المصري السادات الذي كان نائباً لجمال عبد الناصر quot;لم يكن باستطاعته اعادة الامل للعربquot;، فالسادات كان يبدو كمن ليس لديه السبب او الهدف وكان غير قادر على فعل شيء بخصوص 1948 وquot;اغتصاب فلسطينquot; لانه لم يكن quot;رجل اسبابquot;، فلهذا كان الجندي المصري لايملك quot;زخماًquot; للدخول الى الحرب. وكذلك الحال مع الشعب المصري الذي لم يكن لديه ما يتحرك من اجله، وفي الحقيقة وفي ذلك الوقت كان المصريون يضحكون على جنود بلادهم قائلين انهم لم يحاربوا في 1967. في المقابل قام السادات من خلال شخصيته، بايهام الولايات المتحدة واسرائيل وجعلهم يعتقدون انه بامكانه ان ينتصر في الحرب مع اسرائيل.

سابعاً: حينما تم سؤال حسين ان كان بامكان السادات عمل المزيد من اجل شعبه بالمقارنة مع ناصر، من خلال جلب السلام والحصول على اراضيه المحتلة، قال حسين ان تأثير ناصر كان quot;رمزياًquot; مضيفاً quot;ان قلت للعراقيين ان الكويت ستكون جزءًا من العراق سيكونون سعداءquot;، فالامة العربية باغنيائها وفقرائها هي ارض واحدة، ولغتها واحدة، وحدودها واحدة واهدافها واحدة، هناك عالم عربي واحد من العربي البسيط وحتى صانع القرار والمفكرينquot;. قوة اي شخص في quot;عائلةquot; تأتي من التعاون والمحبة التي يكنها احدهم للاخر في تلك quot;العائلةquot;، واذا حصل ولم يفهم احد افراد quot;العائلةquot; هذا فإنه سيكون quot;ضعيفاً وسيسقطquot;.

السادات لم يكن وفياً للامور quot;العائليةquot;، وقبل حرب 1967، كانت الضفة الغربية والقدس تحت سيطرة الاردن، بينما كانت غزة تحت سيطرة مصر، واتفاقية السادات للسلام فشلت في اعادة هذه الاراضي الى اصحابها، الفلسطينيين، ولهذا كان السادات quot;خائناً للقضيةquot;، اسرائيل لم تكن تريد سوى إعادة شبه جزيرة سيناء لانها كانت quot;عبئاً عسكرياًquot; ولهذا كانت هذه quot;خطوة عسكريةquot; سهلة بالنسبة لها.

ثامناً: السادات فقد شرف انتصاره كنتيجة للمعاهدات التي عقدها مع اسرائيل، وقد ساء الاقتصاد المصري بصورة كبيرة تحت قيادته، في مقابل انتعاش الاقتصاد المصري في عهد ناصر حيث فتحت امامه جميع الاسواق العربية.

تاسعاً: قال حسين quot;ان تكون في سلام امر سهلquot;، لكن السلام بلا سبب سيغير موازين القوى. وبخصوص تعليق ادلى به لصحفي بريطاني قبل حوالي عامين ، ذكر حسين انه لم يعن ان السلام قد يتحقق من خلال خسارة الايمان او الهيبة. على العكس فإن اي سلام يجب ان يكون مبنيا على اساس التفاوض من اجل الحصول على مركز افضل على صعيد توازن القوى.

عاشراً: قال صدام ان العراق قاتل في حرب 1973 على جبهتين، حيث كانت قواته الجوية تساند كلا من مصر وسوريا، وقواته البرية تقاتل في سوريا. وحينما سئل ان كان بإمكان العراق ان يقوم بالمزيد، رد صدام quot;ما المزيد الذي كان علينا ان نفعله؟، لقد ارسلنا كل جيشنا للقتال تحت القيادتين المصرية والسوريةquot;. قبل الحرب ارسلت مصر نائب الرئيس انذاك مبارك الى العراق من اجل طلب طائرات وطيارين من اجل استخدامهم في الهجوم على قواعد صواريخ ارض جو الاسرائيلية، وقد قام العراق بتجهيز مصر بطائرات كانت تقاتل الاكراد في الشمال، اما السوريون فقد طلبوا المساعدة العراقية بعد ان بدأت الحرب قائلين ان اسرائيل ستحتل سوريا من دون مساعدة العراق.

حادي عشر: بخصوص فشل العسكرية السورية في الترحيب بالقوات العراقية بصورة علنية في 1973، قال حسين quot;لا يوجد هناك اكثر كرماً من العراقيينquot;، وسئل حسين حول رفض/فشل القوات السورية في تزويد القوات العراقية بالخرائط، الاتصالات، المعدات، والعديد من وسائل المساعدة الاخرى من اجل خوض الحرب معاً قال حسين quot;الخاسر لا يعرف رأسه من قدميه، كان الوضع صعباً، ووضعهما معاً كانت مهمة صعبةquot;، وافترض حسين quot;ربما السوريون لم يكن لديهم خرائط!quot;، وان الضباط العراقيين اعتادوا على معاملة مختلفة على صعيد صفوفهم العسكرية.

ثاني عشر: العراق كان يقبل دائماً اللاجئين الفلسطينيين على ارضه، وقد شملت هذه التدفقات، الوجبة الاولى لعام 1948 بعد تأسيس اسرائيل، وبعد سبتمبر 1970 او ما يعرف بايلول الاسود في الاردن، وفي 1991 بعد حرب الخليج الاولى. ذكر حسين ان quot;العراق رحب بهم واعطاهم الوظائف، والحق في الحصول على اراضي ومنازلquot; ومنح حقوق للفلسطينيين لشراء منازل كان مخالفاً لمطلب الجامعة العربية التي لم تكن تسمح للفلسطينيين بالحصول على املاكهم الخاصة. وبحسب حسين فإن اعضاء الجامعة العربية اعتقدوا ان الفلسطينيين لن يتركوا البلدان التي حصلوا على املاك فيها، وهو ما لم يوافق عليه حسين حيث يقول ان ما اعتمده كان quot;لاسباب انسانيةquot;، وحينما طرح حسين ذلك على القيادة العراقية وافقوا على موقفه، وللفلسطينيين في العراق فإن ذلك quot;ساعدهم لتكون حياتهم اعتياديةquot;.

ثالث عشر: قال حسين ان الحكومة العراقية بنت و/او اجرت منازل للفلسطينيين من قبل مالكين عراقيين، وذكر حسين quot;كنا نهتم بالجميع في العراق، لم نكن لنتركهم للعيش في الشوارع، الامور مثل الطعام، العمل، والمنزل يحتاجها الانسان من اجل ان يعيش ويفخر بهاquot;، وقال حسين ان بعض الناس اتهموا العراق بمحاولته اعادة توطين الفلسطينيين واضاف quot;بالعكس لم يكن باستطاعتنا ان نطرد ضيوفناquot;.

رابع عشر: حسين لايتذكر ان كانت الحكومة العراقية قد دفعت كل او بعض الايجارات طوال الوقت مقابل استضافة الفلسطينيين في العراق. حسين لم يكن على علم بأن بعض اصحاب المنازل قد رفعوا قضايا على الحكومة العراقية مقابل الايجارات التي لم تدفع خصوصاً خلال بداية ومنتصف التسعينات، وخسارة البعض لقضاياهم ضد الحكومة، قال حسين quot;اذا وعدنا بالدفع، فنحن حتما قمنا بذلك، اما اذا خسروا القضية فإن الحكومة لم تكن قد وعدت بالدفع في هذه الحالاتquot;. حسين نفى ان يكون هناك قانون يسمح للحكومة باستئجار المنازل دون دفع ايجاراتها لاصحابها، فقد قال quot;هذا ليس صحيحاً، لم يكن مثل هذا القانون موجوداً، هذا اغتصاب او قانون الغابquot;، وطلب حسين رؤية القانون مطبوعاً على ورقة.

خامس عشر: حسين ادلى بتعليقات حول قمة الرباط 1974 حيث قيل وقتها ان الحكومة العراقية رفضت الخيار العسكري من اجل استعادة الاراضي المحتلة والقبول بـ quot;استراتيجية على مراحلquot;. يقول حسين ان هذه القمة هي الاولى التي حضرها في تاريخه، وكانت العادة ان يحضر وزير الخارجية العراقية ممثلاً عن الحكومة. خلال القمة، قدمت منظمة التحرير الفلسطينية استراتيجية عامة طالت فيها الاردن الحصول على الضفة الغربية باعتبارها بلداً مستقلاً.

في وقت سابق كانت الضفة الغربية والقدس تحت سيطرة الاردن والملك حسين بن طلال، حسين قال quot;وافقنا على ذلك بعد خطاب للملك حسينquot; وبرأي حسين فأن الملك حسين لم يواجه الخطة quot;لكنه لم يكن راضياً كما يبدوquot; عليها. وفي هذه الفترة بالذات ، فإن العراق وافق ان تكون منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لفلسطين.

سادس عشر: اشار حسين إلى ان المجموعات الفلسطينية بما فيها فتح كانت لديها مكاتب في بغداد، في 1978 قامت فتح باغلاق مكاتبها ووزعت منشورات، حسين لم يكن يعلم بتفاصيل ما ورد في المنشورات لكنه علم انها كانت سلبية تجاه الحكومة العراقية وان العلاقة بين الحكومة العراقية وفتح quot;لم تكن جيدةquot;. بالنسبة الى اهداف المنظمات الفلسطينية الاخرى والتي كانت مختلفة عن اهداف منظمة التحرير الفلسطينية، قال حسين ان الاحتكاك بين الاشخاص او المجموعات بخصوص المسألة نفسها يؤدي الى الحصول على افكار مختلفة، وبحسب حسين، فإن الفلسطينيين كانوا بحاجة الى quot;قيادة مركزيةquot;.

الاشخاص الذين كانوا ضمن القيادة في مختلف المجموعات الفلسطينية لم يكونوا على quot;رأي واحدquot; كما كان الحال مع العراقيين، حيث كانت القيادة تلتقي وتقرر عدم التدخل في الشؤون الداخلية لمنظمة التحرير الفلسطينية. قال حسين ان العراق قرر انه quot;سيساعد قدر الامكانquot; وبالتالي عرف الفلسطينيون حدودنا، اي انهم عرفوا طاقتنا وتوجهاتنا في مساعدتهم، وقد تم تزويد جميع القطاعات في العراق بهذه التفاصيل، ويصف حسين العلاقات بين فتح والحكومة العراقية بين 1978 و 2003 بالـ quot;الجيدةquot;.

سابع عشر: يقول حسين ان ممثلين عن جبهة التحرير الفلسطينية ومنظمة ابو نضال كانت تتواجد في العراق بين فترة واخرى quot;لقد قبلنا بهم كضيوفquot;، وقد تم اخبارهم بأنه لا يمكن لهم القيام بنشاطات ضد العراق او تدعم الارهاب، وتم اخبار اعضاء المجموعتين بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفي مرحلة من المراحل تم الطلب من منظمة ابو نضال ايقاف النشاطات الارهابية.

ثامن عشر: اكد حسين وجود محمد عباس المكنى بـ (ابو العباس) في العراق خلال فترة من الفترات، ولم يقر صدام بقيامه بتصفية عباس ، قال حسين quot;اذا قبلناه كضيف، علينا ان نساعده، لكن الضيف لا يمكنه ان يطلب ما يشاء على الفطور، الغداء، او العشاءquot;، وقال حسين ان العراق يعتبر منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها المنظمة الشرعية الوحيدة لفلسطين وبقية المجموعات كان لها اهمية ثانوية.

تاسع عشر: تم اخبار حسين بتفاصيل شريط الفيديو الذي صور فيه اللقاء بين عباس وطاهر جليل الحبوش رئيس المخابرات العراقية، وخلال اللقاء طلب عباس المساعدة العراقية بضمنها المال، التدريب، الاسلحة، والنقل، من اجل قيادة عمليات في اسرائيل، وقد تم اخبار حسين ان من يجري المقابلة شاهد شريط الفيديو، وتم سؤال حسين ان كانت تلك العمليات التي خُطط لها كانت دفاعا شرعيا عن فلسطين او كانت عبارة عن ارهاب، حيث تتجاوز فيها المساعدة الخطوط الحمر لاي ضيف يمكنه خرقها.

سأل حسين quot;ما الذي قامت به الحكومة العراقية؟ اذا كان لديك التسجيلات، انت ستعرف تماماً ماذا فعلناquot;.. ذكر حسين ان موقفه واحد في ما يخص محاولات استعادة الاراضي العربية بضمنها تلك quot;المغتصبة و المحتلةquot;، وقال حسين ان ذلك لم يكن سرياً ولم يكن ليجلب العار، واضاف حسين quot;اذا التقى حبوش و عباس فإن هذا امر اخر، نحن ندعو للحل العسكري من اجل الحصول على الاراضي العربية، وهي المبادئ نفسها التي اعتمدنا عليها سابقاًquot; واضاف حسين quot;اذا طلب عباس هذه الاشياء، فهذا لايعني اننا قد منحناها له ، اذا كان عباس قد نفذ اي عمليات في اسرائيل فإن ذلك يعني انني ساعدناه، ونحن لم نساعدهquot;.

وحينما تم اخبار حسين ان عباس قام بعمليات ضد اسرائيل رد حسين quot;كان ذلك قبل ان يطلب المساعدة منا، كان هذا خيارهمquot; وقال حسين quot;في اي وقت، لدينا الحق في المساعدة في اي مواجهة عسكرية، انا لا اتحدث عن عباس، انا اتحدث عن جميع المنظمات في فلسطين، اما من يعيش خارجها فهم ليسوا جديينquot;، وقد طلب صدام الحصول على جواب حبوش على عباس، وقد قال من قام بالمقابلة مع صدام حسين بأن امواله قد تم تقديمها لعباس ولم تتخط الرقم الذي طلبه، قال حسين quot;هذا عمل المخابرات، لقد كنا منفتحين حول فلسطينquot;.

عشرون: سئل حسين ان كانت مساعدته لعباس ستحقق الاهداف الفلسطينية ، او انها ستكون ضد تلك الاهداف، قال حسين إنه كان quot;عسكريا بسيطاًquot; في حزب البعض وانه يؤمن بأن كل المنظمات يجب ان تقاتل من الداخل وليس من الخارج، وبحسب حسين فإن اي محاولات من الخارج هي عبارة عن quot;كلامquot; و quot;ليست جديةquot;. واقترح حسين بأن معلومات اضافية حول عباس يمكن الحصول عليها من حبوش او من خلال اعادة مشاهدة شريط الفيديو الخاص باللقاء بين الاثنين.

واحد وعشرون: بخصوص ان كان رئيس المخابرات العراقية يلتقي عباس من دون علم او موافقة القيادة العراقية خصوصا مع اهمية الموضوع المطروح للمناقشة، رد حسين quot;هل مدير المخابرات الاميركية يتصل بالرئيس بوش في كل مرة قبل ان يقابل احدهم؟quot;. وافق حسين على ان الرئيس في كل من الولايات المتحدة والعراق يضعان السياسة لكل الافرع في الحكومة، وذكر حسين بأنه على الرغم من طلب عباس من الحكومة العراقية ما مقداره مليون الى مليوني دولار بحسب من اجرى اللقاء مع صدام حسين ، فإن حسين لم يكن ليقدم له 10 الاف دولار حتى، واضاف حسين quot;اي فلسطيني يريد التدريب من اجل الذهاب للقتال في فلسطين ساقول لهم اذهب وتدرب، المال والسلاح امرهما مختلف عن التدريبquot;.

بسبب الحصار ضد العراق، فإن الحكومة لم يكن باستطاعته توفير ماهو اكثر مما كانت توفره سابقاً، وقال حسين quot;اذا كان لجهاز المخابرات المقدرة للمساعدة، فأن ذلك ليس خطأ مادامت المواجهة هي من الداخلquot;.

اثنان وعشرون: سئل حسين ان كان موقف العراق المعلن هو اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين يتعارض مع مساعدة المجموعات الفلسطينية الاخرى بضمنها مجموعة عباس، رد حسين quot;انا لم اقل انني ساعدت عباس، لا تضع كلمات لم اقلها على لسانيquot; مضيفاً quot; اعتقد ان الاسئلة يجب ان تكون بشكل حوار وليس بشكل تحقيقquot; واستمر بالقول quot;اذا ساعدت المخابرات العراقية عباس وقاتل عباس من اجل فلسطين، فإن ذلك ليس خطأ، ان قال شخص ما انه يريد القتال من اجل فلسطين وهو ليس الممثل الشرعي للفلسطينيين، فإن ذلك لا يعتبر تعارضاً مع السياسة العراقيةquot;. حسين قال ان اي شخص يقول انه يريد التفاوض فانه لن يدعم من العراق لان ذلك دور عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية.

ثلاثة وعشرون: في نهاية اللقاء، سُئل حسين عن تحركاته بعد ان بدأت العمليات العسكرية في مارس 2003، قال حسين انه بقي في بغداد حتى 10 ابريل او 11 ابريل 2003، حيث بدت المدينة وكأنها على وشك السقوط، وقبل مغادرته لبغداد عقد اجتماعاً ختامياً مع القيادة العراقية العليا وقال لهم quot;سنقوم بالقتال بشكل سريquot; وقد غادر بغداد وبدأ تدريجياً quot;يوزعquot; افراد حمايته قائلاً لهم انه قد اتموا واجباتهم، وذلك لكي لا يسترعي وجودهم الانتباه.