المرشد الروحي للرئيس الإيراني: إطاعة الرئيس تعني إطاعة الله

محمد حميدة من القاهرة: أثارت أنباء بثتها مواقع ووكالات إيرانية عن تهنئة الرئيس مبارك للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بمناسبة فوزه بالانتخابات لولاية ثانية حالة من الجدل بين الكثيرين، فمنهم من قابل التهنئة باستغراب شديد عن مغزى التهنئة نظرًا للخلافات والإتهامات المتبادلة التي تصاعدت في الفترة الأخيرة بين البلدين، ومنهم من شكك في صحة التهنئة خاصة إذ لم يكن لها وجود في الصحف المصرية وخاصة القومية.

وكانت وسائل الإعلان الإيرانية قد نشرت خبر التهنئة على صدر صفحاتها وعناوينها الأولى قبل يومين بتاريخ 11 أب / أغسطس، وتقول ان quot; الرئيس مبارك بعث ببرقية تهنئة إلى المهندس محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية المنتخب بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية العاشرة التي أجريت في إيرانrlm;quot;، واكتفت المصادر الإيرانية بهذه الكلمات المقتضبة دون إعطاء تفاصيل أخرى.

وجاءت هذه التهنئة في وقت وصلت فيه الخلافات بين البلدين إلى أعلى مراحلها إبان حرب غزة والاتهامات المتبادلة، حيث اتهمت إيران مصر بالتواطؤ مع الاحتلال وهاجمت سياسة مصر فى التعاطي مع حرب غزة وإغلاق معبر رفح واتهمتها بحصار الشعب الفلسطيني والمساهمة فى تجويعه والخيانة والعمالة واتهامات أخرى أثارت حفيظة القاهرة، وقوبلت الاتهامات الإيرانية باستياء شديد وتدافعت التصريحات المصرية على لسان وزير الخارجية أحمد أبو الغيط والمتحدث باسم الوزارة ضد إيران بالإضافة الى التحذيرات من المد الشيعي والإيراني والأطماع الإيرانية فى المنطقة العربية، فضلا عن اتهامها بدعم حركات تسعي إلى التدمير والتخريبوالسعي إلى امتلاك زمام الأمور والسلطة في منطقة الشرق الأوسط.

وفي الوقت الذي اعتبرت فيه إيران تهنئة مبارك لأحمدي نجاد بمناسبة فوزه بالانتخابات بانها ايجابية وتذيب الكثير من الثلوج وتبعث على التفاؤل حيال عودة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ توقيع مصر لمعاهدة السلام مع إسرائيل، الا ان القاهرة لا ترى ذلك.

وقد أكد خبراء ومحللون سياسيون لquot;إيلافquot; ان تهنئة الرئيس مبارك لنظيره الإيراني لا تعكس باى حال من الأحوال ذوبان الخلافات بين البلدين او ان العلاقة أصبحت على ما يرام. وقال محمود سليم باحث في الشؤون السياسية الإيرانية ان مصر وإيران تمران بمرحلة من الخلافات لكن لم تصل هذه الخلافات الى حد العداوة.

ويقول محمود سليمquot;صحيح ان الاتهامات المتبادلة بلغت ذروتها في الفترة الأخيرة، لكن هذا لا يمنع البلدين من تبادل المجاملات. فبالرغم ان الخلافات موجودة والعلاقات مقطوعة منذ عام 1979 الا ان مصر لم تتوانَ عن الوقوف بجانب حق إيران فى تطوير برنامج نووى على أسس سلمية كما انها أرسلت طائراتها المحملة بمواد الإغاثة لمساعدة المنكوبين فى الزلزال الذي ضرب quot;بمquot; الإيرانية. وعلى الرغم من تصاعد الخلافات في الفترة الأخيرة أيضًا التقى وزيرا خارجية البلدين على هامش قمة عدم الانحياز التي لم يحضرها لرئيس الإيراني، مشيرًا انه يفضل استخدام لفظ quot; مقطعة quot; لوصف العلاقات لأنها موجودة في مجالات معينة ومجالات اخرىquot;.

ومن جانبه رفض سيد خليل معلق سياسي وعضو بالحزب الوطني المصري الحاكم ما رددته المصادر الإيرانية بأن التهنئة تعكس بداية مرحلة جديدة وذوبان الجليد بين البلدين، مؤكدًا ان الرسالة quot;عادة في مناصب التنصيبquot; وان الخلافات بين مصر وإيران جوهرية ومصر لها مطالب وشروط واضحة كي توافق على عودة العلاقات الدبلوماسية. وأشار خليل ان مصر لا تنسى بسهولة ما يسيء اليها وتقدر جيدًا حجم إيران وأهدافها وسياساتها وأطماعها في المنطقة العربية ولن تقدم مصر على اي خطوة ايجابية تجاه إيران اذا لم تقدم الأخيرة ضمانات كافية بعدم التدخل في شؤون البلاد العربية والتخلي عن أطماعها وأهدافها في المنطقة، وترفع يدها عن المناطق والقضايا الساخنة فى المنطقة، مشيرًا الى القضية الفلسطينية ودعمها لحركة حماس ما ساهم في اثارة الخلافات بين الحركات الفلسطينية.