إيلاف&: باشرت في بغداد مؤسسة تعتبر الاولى من نوعها في العالم العربي نشاطها لتوثيق الاحداث التي شهدها العراق بين عامي 1968 و 2003 من خلال 30 مليون وثيقة مكتوبة ومسموعة ومرئية ومجسمة اطلق عليها اسم (مؤسسة الذاكرة العراقية) رصد لها مبلغ ستة ملايين دولار ويتولى رئاستها الاكاديمي العراقي الدكتور كنعان مكية الاستاذ بجامعة هارفرد الامريكية.
&& وأبلغ احد مدراء المؤسسة مصطفى الكاظمي (أيلاف) في أتصال هاتفي من بغداد ان الهدف منها هو تعريف العالم على ما جرى لشعب انهكه الاستبداد السياسي طوال عقود طويلة.. وذلك من اجل تجاوز الماضي الاليم لا الانغماس العقيم فيه وتسعى لان يبقى في مرأى عيون الاجيال الحالية والمقبلة هول القسوة والعذاب الذي فرضه النظام السابق على البلاد منذ استيلائه على السلطة عام 1968.
&& واضاف ان المؤسسة تضم ثمانية مشاريع للتوثيق والتاريخ الشفهي المصور ومتحف للقسوة والاعمال الفنية والثقافية لمدح النظام. وقال ان اهم مقتنيات المركز يتكون من ثلاثة ملايين وثيقة رسمية تم وضع اليد عليها في منطقة كردستان بعد انتفاضة عام 1991 فيما جمعت الاخرى قوات التحاف من الكويت بعد تحريرها بالاضافة الى اكثر من 26 مليون وثيقة وجدت في مؤسسات ووزارات وعيئات النظام بعد سقوطه مع ما تحتفظ به المجموعات العراقية المتعددة.
&& واشار الى ان متحف المؤسسة سيضم مجموعة من النتاجات الفنية والثقافية خلال العهد السابق بما فيها الكتب والاغاني والافلام والبرامج التلفزيونية التي تمجد الدكتاتورية بالاضافة الى رسوم ونحوت وفنون تشكيلية مرتبطة بما جرى في تلك الفترة من ممارسات وفظائع.
&& واوضح ان المؤسسة ستعمل على ادامة التواصل مع المنظمات المماثلة في العالم لاعداد برامج تعاون في اطار تعريف المواطن العراقي بتجربة المجتمعات الاخرى في هذا المجال ونقل التجربة العراقية بدورها الى تلك المجتمعات واضاف ان المؤسسة اختارت لها مكانا في ساحة الاحتفالات الكبرى بقلب العاصمة العراقية لانها تضم مجسما ضخما لذراعي صدام نحتتا من مخلفات الجنود الايرانيين الذين سقطوا في الحرب مع العراق بين عامي 1980 و 1988 اضافة الى نماذج لمعدات واسلحة من مخلفات حروب النظام السابق ونصبا صنعها من جماجم الجنود القتلى.
& واشار الكاظمي الى ان المؤسسة غير تابعة للدولة وهي استمرار لعمل مركز البحوث والتوثيق العراقي الذي اسسه مكية في مركز دراسات الشرق الاوسط بالولايات المتحدة عام 1992 والذي ارتأى مدراءه بعد تحرير العراق الانتقال به الى بغداد لتطوير مهامه.. واضاف ان الهيئة الاستشارية لمؤسسة الذاكرة العراقية ستضم شخصيات ومختصين عراقيين واجانب لهم حضور عالمي للاشراف على نشاطها وتقديم اقتراحات وخطط عمل تتعلق باعمالها بعيدة المدى فيما تتشكل هيئتها التنفيذية من طاقم عراقي يضم ثمانية مدراء يتولون توجيه انشطتها والاشراف على عملها اليومي.