لندن - ايلاف: كشف مصدر فلسطيني كبير في حديث عبر الهاتف من لندن الى مقر اقامته في غزة ان ملياري دولار نهبت من أموال الشعب الفلسطيني وان الذي نهبها يعيش حاليا حرا طليقا في القاهرة من دون محاسبة او ملاحقة قضائية.
وكان المصدر الفلسطيني وهو وزير سابق في السلطة الفلسطينية يتحدث معلقا على الانباء التي قالت ان رئيس السلطة ياسر عرفات حول مبلغ 560 مليون جنيه استرليني أي ما يعادل المليار دولار الى حسابه الشخصي من الميزانية الفلسطينية.
وكشف كريم النشاشيبي ممثل صندوق النقد الولي في غزة والضفة الغربية اول من أمس في دبي اما الصحافة ان عرفات حول المبلغ المذكور من الميزانية العامة الفلسطينية الى حسابه الشخصي، وشارك النشاشيبي في اجتماعات صندوق النقد الدولي الذي استضافته حكومة دبي هذا الاسبوع، وهي احدى الامارات السبع التي تتشكل منها دولة الامارات العربية المتحدة.
وقال المصدر الفلسطيني لـ"إيلاف" انه اذا كنا نتحدث عن الفساد وتحويل اموال الى حساب الرئيس عرفات الشخصي "فإنه من الأولى ان نتكلم عن مليارين من الدولارات نهبت من اموال الشعب الفلسطيني عبر استثمارات في الهواتف الجوالة في الجزائر وتونس واستثمارات فلسطينية اخرى في سورية والسودان وجنوب شرق آسيا".
ولمح المسؤول الفلسطيني السابق الذي لم يرغب في ذكر اسمه الى اسم خالد سلام (العراقي الكردي الأصل) الذي ظل عرفات يحتضنه لسنوات طويلة وكان هو مستشاره المالي وكان بيده القرار الاقتصادي، كما قال المسؤول.
وقال المسؤول الفلسطيني ان خالد سلام يعيش حاليا في القاهرة من بعد ان اعفاه الرئيس عرفات قبل شهور من مهامه كافة "ولكن الغريب في الأمر انه لم يطلب التحقيق القانوني الى اللحظة لتورطه في مشاكل الفساد المالي والاقتصادي التي تعاني منها السلطة الفلسطينية".
وأكد المسؤول ان هنالك مليارات الدولارات التي اختلست من ميزانية الشعب الفلسطيني، وقال "لا بد ان تتم مطاردة دولية لسارقي الشعب الفلسطيني وتقديمهم الى القضاء".
وكان كريم النشاشيبي صرح امام الصحافيين في دبي اول من امس ان عرفات حول مبلغ الـ 560 مليون جنيه الى حسابه الشخصي، كاشفا بذلك مدي الانهيار الاقتصادي الذي تعانيه السلطة الفلسطينية، اضافة الى الفساد المستشري في مهمات السلطة اداريا واقتصاديا.
وقال النشاشيبي ان هذه المبالغ التي كانت حصيلة استثمارات فلسطينية في 69 مشروعا تجاريا حولت الى حساب الرئيس عرفات الشخصي ما بين عامي 1995 و 2000 ولا أحد يعرف مصيرها الى اللحظة.
وأثارت تصريحات النشاشيبي التي هي الأولى من نوعها تصدر عن مسؤول دولي ردات فعل متباينة في الأوساط الفلسطينة التي بادر بعضها الى الدفاع عن عرفات.
وقال عبد الجواد صالح عضو المجلس التشريعي الفلسطيني "هذه هي النتيجة شعبنا يعاني الجوع والفقر والعوز، كما تعاني جامعاته من الافلاس فيما امواله تذهب الى حسابات خاصة".
ومن جانبه، قال وزير المال الفلسطيني سلام فياض وهو معروف على نطاق واسع في الغرب كمؤيد لإصحات فلسطينية شاملة ورشحته مصادر كثيرة لمنصب رئيس وزراء يمكن التعامل معه قال "هذه الأموال في الأساس كانت حصيلة الضرائب التي كانت تجمعها اسرائيل، وهي سلمتها للسلطة الفلسطينية، فالمجموعة الأوروبية على سبيل المثال اوقفت دعمها في ديسمبر (كانون الاول) الماضي.
وقال فياض "نحن في صدد البحث عن تلك الأموال فصندوق النقد الدولي حسب علمنا لم يدعم الميزانية الفلسطينية بمثل هكذا مبلغ".
ومن جهتها، قالت الدكتورة حنان عشراوي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني في معرض تعليقها على معلومات تحويل اموال الى حساب عرفات الشخصي "كل ما استطيع قوله ان تسريب هذه المعلومات وفي هذا الوقت بالذات لا يهدف الا لتدمير القيادة الفلسطينية المتمثلة بالسيد عرفات".
وقالت عشراوي "هذه حملة بغيضة ضد الرئيس وضد السلطة الفلسطينية سواء بسواء".
يذكر ان السلطة الفلسطينية حسب معلومات "إيلاف" تستثمر في عواصم عديدة في العالم وهي استثمرت اموالا في بناء كازينو اريحا الذي اغلق قبل عام كما انها تستثمر في تجارة الهواتف النقالة في كل من تونس والجزائر وجنوب شرق آسيا ولها استثمارات في العاصمة الاردنية وكذلك في شركات نقل جوي في اوروبا.