محمد سليمان احمد
&
&
&

قيني ببأن هنالك أدباء نوبيون في مصر. هم المؤثريون فكريا وأدبيا وهم الذين يحركون القضايا النوبية بمساهماتهم الأدبية ويلاقون ما لا يوصف من المصاعب. فإذا كان هؤلاء هم القوى النوبية الضاربة من العمق فان أديبنا الأستاذ حجاج حسن ادول يمثل.. بذاته.. وفكره.. وقلمه.. جزء لا يستهان به من تلك القوة.
لم يكتفي أديبنا بالمشاركة الأدبية ورواياته الفائقة الروعة، فتجد أن هموم قريته ـ توماس وعافية ـ إلى جانب هموم النوبيين في الإسكندرية والقاهرة تؤرقه وتأخذ من وقته الكثير..وبالرغم من معايشته لتلك الهموم.. فهو يواصل الجهاد المشروع بقلمه في مواقع عدة.
وكان لنوبية هذا الأديب قسط وافر فيما أثرى به الأدب والرواية، شأنه شأن كثير من الكتاب والأدباء النوبيين الذين أبدعوا وأعطوا الكثير.. ولي هنا أن أشيد بالأستاذ فؤاد شابكا الذي زامل حجاج أدول في طرح القضايا النوبية بقوة من خلال مواقع شتى وعبر صفحات إيلاف حيث يطيب لي أن ألقبهم برواد نقل الأطروحة النوبية إلى الأسوار الخارجية لتشرئب بأعمالهم الأعناق وتطاول السماء. حيث تجد أن مقالاتهم المؤثر ة والمحركة للشأن النوبي دخلت الأروقة الرسمية.. وبقوة مؤثرة.
وبما ان التاريخ يُكتب اليوم حسب هوى (النفوس) ولعلها اصدق بالنوبية حيث لا يفرق النوبي بين السين و ما يقاربه من الحروف لفظا (س/ص/ز/ذ..) فلنا أن ننطقها حسب (النفوذ )
فان محاولة إذابة النوبيين في المجتمعات المصرية وكذا السودانية وان خالتها او (عمتها ) الجهات الرسمية خافية فإنها لم تعد كذلك
واليوم ومع إشراقات من وهبوا أنفسهم لخدمة نوبيتهم ووقفوا بالمرصاد لكشف زيف من أرَّخُــوا للفرعونية بمنأى عن النوبية هم قادرون على تصحيح مسار الأمة وتدارك الأمور
والعجيب في الأمر أن هنالك تهم توجه إلى النشطين من أبناء النوبة تختلف حسب أهواء من يوجه التهمة ففي مصر يُتهم من ينادون بحقوقهم ـ دعاة انفصال ـ وعلى النقيض تجيء التهمة من جنوب الوادي بالعنصرية
فلنا أن نقول لمن في يدهم السلطة والساسة في شطري الوادي..
إذا لم يعد النوبي الأسمر المسالم رمزا للدونية كما في الأفلام إياها..
ولم تُـردد بعض الأهازيج والأغاني الوضيعة على مسامع السمر..
وإذا مُـلك المهجرين قسرا الدور التى سكنوها ـ وهي اقرب إلى المقابر ـ منذ الهجير
&وقتها يحق للساسة أن يقولوا أن الشعب شعب واحد والنسيج نسيج واحد.. إلى آخر تلك الشعارات.. ولا يتناسوا أن القانون قانون واحد... و يكيلوا بكيل واحد.
&يمكن أن يقول قائل.. وهل الساسة مسئولون عن تلك..؟
نعم لهم إمكانياتهم وأدواتهم ووسائلهم، فهم الذين أرادوا لذلك الانحطاط الفكري أن يستمر ويتأصل إمعانا منهم. والكل يدرك انه إذا كان الأمر يخص شأن من شئون اليهود أو من ناصروهم لتنبهوا بل سارعوا ووجهوا كل أدواتهم الخاصة والعامة لنيل ودهم.. واذا ساندنا نحن النوبيون بعضنا البعض.. لما بيننا من أواصر علاقات أزلية وتآزرنا.. أُتهمنا بالعنصرية ودعاة الانفصال وتهم أخرى لا حصر لها.. لكننا نوبيون رغم أنوف الرافضين..
ولي أن أدعو أحباؤنا النوبيين ومحبيهم أن يتابعوا مقالات ومواضيع القوى النوبية الضاربة في شتى المواقع ويتفاعلوا معها إيجابا لنعزز موقفهم ولنا أن نشكر القائمين على هذا العمل الرائع في (إيلاف ) بما أتاحوا لأبناء هذا الكيان النوبي العملاق الممتد عبر شريط هذا النيل الخالد

كاتب نوبي
[email protected]