خليل المقدسي
&
&
&

لماذا نحن معشر الصحفيين نعتبر انفسنا افهم خلق الله؟؟
لماذا لا نقبل موقف الشخص الذي نقابلة لو جاء على عكس توقعاتنا؟؟ هل هو الغرور؟؟
لماذا تغيرت القواعد والمبادئ الاخلاقية للعمل الاعلامى والصحفى واصبحت وسائل الاعلام اما ان تكون خجولة بكل شئ.. او فاقدة الحياء في كل شئ؟؟؟
&هذا الاسئلة& والكثير غيرها& اخذت تدق راسى مؤخرا& وانا ارى كيف تحول الصحفى الى صانع الخبر وكاتبه وناقده ومحلله ومكذبه في بعض الاحيان& ولتدليل على هذا الكلام& اليكم ما جرى في الايام الاخيرة& وانا اتابع تغطية وسائل الاعلام لتحركات الامير "الحسن بن طلال "& في الموضوع العراقى كيف ان& معظم وسائل الاعلام& بالغت وكبرت القصة وكثر المحللون والخبراء وكان احد من كبار الاعلامين وصغارهم لم يسمع نفى الامير والذي دوى عاليا.
&لا اعرف احد يشتهى ان يكون مكان الامير الحسن فالذين راوه على شاشة تلفزيون& " العربية " يتحدث& مع المذيعة الحسناء "جزيل خورى" راوا& فيه سياسيا بارعا يحاول ان يطيل من صبره على اسئلة الصحفية التلفزيونية التى لم تكن تمت الى المواضيع بصلة& لقد تحدث الامير ونفى ان يكون له اي مارب شخصى او غاية&
في الوصول الى عرش العراق ذلك لانه& اذكى واقدر من السعى لمثل هذا المنصب السامى المحفوف المخاطر والمتفجرات ولكن المذيعة الحسناء- كما يبدو - لم تكن قد اقتنعت باصرار الامير الهاشمى على النفى... حيث عادت تسال وتؤكد وتدور حول الموضوع وكانها تريد منه& ان يقول بالفم المليان " نعم، سيدتى انا اريد عرش العراق..."& وهذا ليس واردا في ذهن الامير لا اليوم ولا غدا كما يؤكد المقربون&
&وعندما انتهى او اوشك الحديث ان ينتهى قال الامير وقد نفذ صبره
&"... يا سيدتى& اعاهدك، واؤكد لك اننى لن اعود الى مثل هذه المواضيع لا في التلفزيون ولا في الصحافة ولا في اي وسيلة اعلامية& لاننى لن اجيب على اي سؤال عن هذه الموضوع
&وعندما انتهى ويكاد الامير ان ينفجر اتصل به صديقه& الصحفى والكاتب المعروف ناصر الدين النشاشيبي وقال له:& شعرت وانا اتابع هذا المقابلة يا سمو الامير وكان شلالات نياغرا تصب في قناة صغيرة وسط صحراء جرداء..
وسكت الامير فاستطرد& النشاشيبي يقول ولكن سموك بلغت نهايةالحديث وكانك تعاهد نفسك بان لا تلتقى بعد اليوم على شاشة اي تلفزيون...
&اعتقد ان كل واحد منا يمكنه ان يخمن& اجابة الامير الحسن....
فصحافتنا بكل اشكالها& والوانها تحولت من صحافة البحث عن الحقيقة او على الاقل نقل الحدث كما هو& ومن جميع جوانبه لنترك للمواطن ان يقرر. تحولت الى الحاكم والقاضى والجلاد فهى تقرر ما يجوز.. وما لا يجوز...& حتى انها فقدت الكثير من بريقها& واصبحت باهته بلا طعم ولا رائحة ولا نكهة.