عبدالرزاق الجبران&
&

&
&
أوحى التاريخ للكاتب بضع آيات:
اذبحوا النخيل !... ولو في الظل حيارى
واشتهوا المحصنات.. وعطّلوا العذارى
وبيعوا أنهارنا خمرا.. وفي الشاطئين نفط يوارى
وتعالوا مع الصواريخ..
&دكوا بغداد شعري، أو بلخ جمال الدين، أو ليالي بخارى.
و... و... لا باس..
ولكن لا تقربوا الأقلام.. وانتم سكارى
&
على ما جاء في بعض أوراقه الفلسفية؛ لصديق ما زال يبكي على بغداد.. والعرب، والدين، ونفسه، والوجود.. كل الوجود؛ بعد مجيء ألف نبي ونبي وقديس وفيلسوف وشاعر وموت ألف ثائر وثائر.. أين صيرورة الوجود في جهة الآلهة تلك التي عمل عليها أولئك العباقرة؟
&على ما جاء في تلك الأوراق: احترت هل الناس هم ما زالوا يزدحمون أمام الأفكار فيثيرون شغبها، لتسقط مغمى عليها، لا تجدي، بعد كل تعب العمالقة فيها، أم ان الأفكار هي من ازدحمت على أذهان الناس، فتاهوا وسطها؟
هل الأفكار، والكلمات، والمقولات، هي من أخذت بنا إلى دروب تجاوزت مفترق طرق سوفكلوس بملايين، ليقتل أوديب أباه، مع أنهن ثلاث؟
أو ان البشر ذهبوا إلى باحة الأفكار بكل أوساخهم ومعهم كل حمير الطريق لتختنق عطور الأفكار بروائحهم وتفقد الموسيقى ذاكرتها أمام النهيق!!
هل مشكلة الناس هي الأفكار أم مشكلة الأفكار هم الناس؟.. بالتأكيد الإشكالية تملك جدلية معروفة بين ( الفكر والمجتمع ) أو الواقع.. وأخذت مذاهب واتجاهات، ومدالإشكالية، حتى أنها أخذت وطرا فلسفيا علق لفترات، سيما في مفهوم الاصالة داخل الجدلية.. اعتقد يمكن تجاوز وطر هذه الإشكالية، الباقي في حومة الثنائية.. كسجال معرفي. لنجد ان الجمهور بريء من هذا، كما هي كذلك الأفكار. المشكلة تقع في الشخص الواقف وراء هذه الأفكار. فيلسوفا أو مثقفا ( كل من تداولها مهنيا ) وبصورة أكثر عمقا؛ الأزمة تكمن في علاقة هؤلاء مع المفاهيم التي تقتات عليها تلك الأفكار.. بل التي نقتات عليها في كل وجودنا.
&بالرجوع..إلى فكرة ( التواصل بين الذوات ).. كشرط وجودي أساس لدى الفيلسوف الوجودي المؤمن كارل ياسبرز إلى جوار ( الحرية، والتكامل التاريخي ) ومع خطوة أكثر توغلا في الفكرة.. لي شان معها تأصيلا في بحوث خاصة لا تناسب المنهج الصحفي.. نجد ان الأس الوجودي الأساس هي المفاهيم. فالمجتمع هو شيء أكثر من مجموع الأفراد.. الوجود بالتأكيد ينبثق بواسطة تلك المفاهيم بين الانا والأخر ويضاف لها عنصر رابع هو الشعور أو ما يسمى اصطلاحا بالانفعال من قبيل الصدق، الخيانة، الحب، العدل، الظلم، الوطنية، العمالة، الدناءة، المروءة، الشجاعة، والشهامة وغير ذلك مما يدخل في مقولة الكيف بعيدا عن الكم كما هو معروف فيما يندرج فيما نتعارف عليه باسم الحياة.
يمكن ان نجد ان الذي حرك الإنسان، وسار به، تلك الانعطافات التاريخية، يمينا ويسارا. انكسارا ونهوضا، انتكاسا وانتشاءا ملامح تلك المفاهيم في شعور الإنسان ووجه الانفعال الذي يثار داخله. فكل مسالك الإدراك العقل وما يمكن ان يكون إلى جواره هي مناطق شعورية تمثل الأساس المنطقي الذي يفصل الإنسان عن باقي الحيوانات، لذا المقولة الأساس لعلم الظاهريات ( الفيومينولوجيا ) التي اعتمدت عن هوسرل من الوجوديين وغيرهم: ان وعيك هو وعي بشيء ما. وجهها الاعمق هو : ان شعورك وهو شعورك بشيء ما.
عموما.. بالاعتماد على منهج يمكن توليده، عن الانثربولوجيات المتشطرة اليوم هنا وهناك، بما يمكن تسميته بانثربولوجيا المفاهيم..
نجد هناك تحولات غريبة في المفاهيم تاريخيا وجغرافيا..صاغ هذه التحولات.تلك العلاقة السالفة بين ( المفكر، والمفاهيم ).
مما يمكن ان نجرده في طبقات تلك الحفريات التي توفرها لنا الانثربولوجيا لنجد ان قصة المفاهيم تاريخيا مع البشر وما مورس معها أيديولوجيا يمكن أخذه بهذه المفردات
-&عذرية المفاهيم
-&اغتصاب المفاهيم
-&سكر المفاهيم
-&غُسل المفاهيم
-&نخاسة المفاهيم
-&اغتيال المفاهيم
-&تفحم المفاهيم
-&شيخوخة المفاهيم
وغيرها..مع التأكيد على ان كل صورة من هذه الصور كممارسات، عاشتها المفاهيم، له وجه خاص في وجودها.. أي ان مثلا سكر المفاهيم غير اغتيال المفاهيم، حيثية وأثرا مع الإنسان لذا..
&فمفردات، من قبيل العذرية، والاغتصاب، والسكر، والغسل، تأخذ طابورا غير الطابور الذي يأخذه الاغتيال والنخاسة وكذلك هو غيره مع الشيخوخة والتفحم.
ميزات عباقرة التاريخ سواء كانوا، أنبياء، أو أولياء.. أو ثوار، أو مفكري أو عشاق.. إنهم منحوا المفاهيم وجودها الحقيقي وان هناك جدلية في السمو للإنسان طرفها الأخر هي المفاهيم حصرا.. إذا ما انزلوا مثلها الافلاطوني لنعيش قسرا في هذا العلم دون أي أشباح، أي إنهم جسدوها لحما ودما..فمع ان المفاهيم مجردة ولكننا أحيانا المفاهيم، مع أولئك العباقرة.. في التواصل بين الذوات على أساس تلك المفاهيم، نجد ان كل حواسنا.. تنال ذلك المجرد.
&ان شخصا كالإمام علي مثلا في وجوده ممارسة للتواصل بين الذوات بتلك المفاهيم تجده قد اخذ بمفاهيم من قبيل العدل والشجاعة والأيمان والوفاء والالتزام والنبالة والمرؤة وغيرها إلى مستويات كان يصعب تنسم وجودها بتلك الحيثيات لولا نمط وجوده الاستثنائي الذي بقي موضع حيرة من الكثيرين ليخال البعض ان هناك نوع من الأسطورة في إطار شخصيته التاريخية مع انه أمر واقع ولكن المشكلة هو في عدم مقدرتنا على مواقعة تلك المفاهيم بالطريقة العلوية.كذلك هنالك ممن عرفوا بمفهوم واحد وماثبت وجودهم الا لانحصار تحسس ذلك المفهوم عن طريقهم.
&وهنا يمكن تناول ثلاث وجوه في المسالة انثربولوجيا..أولا؛ الشخصيات الواقعية مثل سقراط، بوذا، اسبارتوكس، مزدك، أبو ذر، علي، الحسين، الحر الرياحي، السمؤال وقيس..
ثانيا: الوجوه التي داهمها شيء من الخيال في سلطان الرواية والشعر عموما والتي تعود إلى فلاسفة أدباء أو أدباء فلاسفة وبالذات مع الشخصيات التي خلقها أولئك وعرضوا عن طريقها صورة المفاهيم التي منحوها بهم وجودها الحقيقي من قبيل دستوفسكي ليو تولستوي مكسيم غوركي شكسبير فكتور هيجو طاغور ناظم حكمت جبران خليل جبران وغيرهم.
ثالثا: ما توحيه الميثولوجيات القديمة لكل الشعوب في خصوص تلك المفاهيم.
&وفي هذا الإنعاش لهذه المفاهيم يتم الشرط الوجودي الأهم الصيرورة البشرية التي دأب عليها كل الأنبياء والمتألمين في التاريخ.
ولكن الطريق الثاني الذي يحاول ان يخذل تلك الصيرورة لأجل ذاته بـ ( اغتال وأخواتها ) مع المفاهيم لتفقد عذريتها الأولي كما يُفقد كثير من الدجالين الفطرة الأولى لمجموعة بشرية معنية.
التاريخ يفصح عن هذه الحالة إذا ما مررنا على كل الملوك والسلاطين والحكام والتجار والاهم الإيديولوجيين بكل أطيافهم الدينيين وغير الدينيين وشواهد الحقبة المعروفة في التاريخ كقرون الكنيسة الوسطى وقرون الانحطاط الإسلامية وعموم النهايات الإيديولوجية.ففي خصوص الدين وهو الركن الأساس في الوجود البشري هنا وضوح تاريخي لما دار بين رجال الدين والسلاطين والتجار لتأكيد وجوه أخرى لمفاهيم تعدت حتى على الصورة الإلهية لها وان كانت في كل الأحوال هي مفاهيم إنسانية إلى حد ان مفردة الإنسان المحورية في الوجود اغتيلت كما هو معروف في المباحث الكلامية للفكر الاسكولاستيكي والتي لم يجد رجالات الإصلاح بد لإحياء الدين الا ببعث مفهوم الإنسان من جديد وهو عين النجاح الذي لاقاه كثير من الإصلاحيين لتناول التاريخ الديني وأحكامه وفلسفاته ومقاصده على أساس البعد الإنساني بعيدا عن الإلهي مع ان الإنساني عين الإلهي.
وهكذا مع غيرها من المفاهيم كالوطن مثلا نجد له ألف فهم وفهم كون هذه المفردة تناولها السياسي والعسكري والحاكم وعالم الاجتماع السياسي والفقيه والشاعر والثائر: كل له وجهه فيها.
في ذلك يمكن ان نمر على قصة رمزية اقرب إلى كونها صورة ميثولوجية ينحتهالتجريدية.ل جبران ( وهو منهجي في اعتماد صور تلك المفاهيم ورؤى الحياة عن طريق مقولات أدباء الفلسفة والأمثال والحكم المدونة والشفوية: منهجا نجده اقرب إلى فهم الوجود والإنسان من باقي المناهج النظرية كونها تلك المقولات وأخواتها تتوفر على التجربة الشعورية التي تخلو عنها الفلسفة التقليدية.بحيث تقترب الحقيقة عن طريق هذا المنهج بقدر ما تتخلف عن طريق المناهج التجريدية.
يقول جبران: في سالف الدهر جاء الجمال يستحم على الساحل فخلع ملابسه ونزل إلى البحر وبعد قليل جاء القبح فوجد ملابس الجمال فوق الرمال فأبدل ملابسه بها وحين خروج الجمال من البحر لم يجد غير ملابس القبح فاستحى ان يبقى عاريا لذا اضطر إلى ملابس القبح.
ومنذ ذلك الوقت والناس ترى الجمال وتحسبه قبحا وترى القبح وتحسبه جمالا.
&نتوقف هنا عن هذه الانطولوجيات لندخل إلى الهوامش التافهة.
اعتقد إن التلاعب بالمفاهيم والكلمات وسبكها في جمل تسبك منها سطور لتوجيه صورة أخرى من مفاهيم وحقائق الحياة تندرج بالتأكيد تحت مفردة من مفردات اغتال وأخواتها السالفة، وأزرى من ذلك هو ان تقودها إلى سوق النخاسة تعرف سلفا جزاء مقايضتها ونوع خدمتك للطرف الأخر. اعتقد أن المثل الذي يقول: ان مشيك حافيا خير من سعيك بحذاء ضيق يأتي في هذا السياق ليكون فاضحا لمن يتورط في مالا يجيده. الكثير تحدث عن قدسية الكتابة لتحل أحيانا محل الصلاة لأنها بكل الأحوال تحل الكلمات عرشها الأول، كما ان الكلمات هي اللون الإلهي للوجود، فعين الوجود الإلهي في الأرض ما هو الا كلمات، وان أكثر العهود انحطاطا هي التي تفقد بها الكلمات معانيها!!.
&قبل اقل من أسبوعين كانت لي مجموعة اسطر مع بعض المفاهيم أثيرت معي قرب (الكارون).تحرك لها القلم بصورة فرضتها عليه مثل أولئك القدماء كيفما كانوا.سيما في مفاهيم العدل والظلم والحق.. وغيرها مما يمكن أن تجرد هناك كواقع مشخص.
&لم يكن النقد لإيران مرتبطا باستراتيجية معينة أبدا، ولكن المشكلة انَا لان نعرف أن نسكر مع المفاهيم كما أن المفاهيم -التي تعلمناها من أولئك الذين قتلهم عدلهم- لا تعرف أن تسكرنا.فالخطاء خطاء وان زورناه بألف لغة ولغة، وممارسة النقد تأتي دائما في سياق (من أعانك على الشر ظلمك ). اعتقد أن المثقف العراقي الإسلامي بالذات مع ما به من أوجاع يعرفها الإيرانيون وباعتراف كثير من الأصدقاء المسؤولين المحسوبين على التيار المحافظ هم أكثر دفاعا عن إيران من كل أولئك الذين تحاموا مع استنشاق أول دولار.لحسابات في خصوص تلك المفاهيم نفسها والتزاما بها الى جنب إيران وسط الإمبريالية العالمية والتي تقف امامها إيران وبمثل تلك المفاهيم، ولكن نعيد الخطاء يبقى خطاء والمفهوم لابد أن يكون هنالك من يدافع عنه ويعيده الى حضيرة المثل الإلهية إذا ما اعتدي عليه ولو من خليفة او ولي او فقيه، فلا مقدس وسط الطريق.وأيضا مشكلتنا انَا ليس بنا خشية إملاق وإنما هي فقط خشية الملق، أما المال أو غيره فليس لنا فيه نصيب، إذ كما يقول ذلك المتألم والذي ذهب متألما من هكذا أقلام تزور الوجود؛ ( اعتقني من حكايا المال وقصص المجد لان نفسي غنية باكتفائها ومشغولة بمجد الآلهة... واعفني من مآتي السياسة وأخبار السلطة فالارض كلها موطني وجميع البشر اخواني ).
&فالمثقف متهم لدينا ان لم يكن وجوده للناس مجانيا كما هم الأنبياء ومن لم يتعامل بمقولتهم: إنما اجري على الله فليس بمثقف نبوي.
وأعلل انفراد نقدي في خصوص التيار الديني مع أني انتمي إليه بعيدا عن كل التيارات بما يرويه عين المرشد الإيراني السيد علي الخامنئي بمذكراته مع علي شريعتي؛ ( في ان الكاتب الكبير جلال آل احمد حينما زار مشهد ذهب هو وعلي شريعتي وآخرين لزيارته فقال جلال لشريعتي ما بالك منصب في نقدك للهيئة الدينية دون سواها من الاتجاهات المتغربة التي تحاول ان تطمس هويتنا فكان ذلك الجواب من شريعتي الذي يرويه خامنئي باعتزاز: - بأنه لم يكثف من ذلك النقد الا لأنه لا يرجو الإصلاح للناس الا من الهيئة الدينية، فطمعه أن يبعث هؤلاء من جديد.)
وهذا شان مواجع مقالتي مع إيران بخصوص الأهواز، فكيف إذا كان الظلم من هيئة تتأدلج بنفس إيديولوجيتي احسب عليها بشكل من الإشكال وهكذا لا يمكن ان نترك تلك الدماء التي سالت محاولة عودة الإسلام في هذه الإقليم أن تنهار بأساليب هنا وهناك تمارس داخليا.
&ما كان من مقالة الأهواز إلا واجب قيمي وجدت قلمي مسؤلا عنه بشكايات كانت أمامي في سفري الثاني لايران المحصور بالأهواز، ومما يؤكد إخلاصي في المقال هو ان أعظم نكسات حياتي التي ستستمر معي طوال عمري حدثت في تلك الرحلة إلى الاحواز من طرف أهوازي عربي لا فارسي إذ لو كنت ابحث عن مصالحي أو نشر أحقادي لكان المقال ضد الأهواز وليس معه، ولكن يا أخي هذه؛ هي ضريبة المفاهيم حتى تجد نفسك أمام الله عليك ان تجدها للناس بعيدا عن الزور الذي لحق بها او تبرئتها من سكر المنتفعين. وبكل الأحوال كما يقول المثل: ( وان لسعت الحشرة جوادا أصيلا تبقى الحشرة حشرة ويبقى الجواد أصيلا).
كانت هذه السطور هي نهاية المقال ولم يبقى إلا مراجعتها وإرسالها ولكن موعدا حال بيني وذلك، جمعني بعمامة مازالت منذ عرفتها تنوء خجلا بما تثيره تلك الأزقة:محاولة أن تستعيد ( بكل غربتها الإيديولوجية في تجديد الدين) بين الأزقة طهر المفاهيم، بكل أوجاع ألنبوه، سيما مع مفهوم (التسامح) الذي عرف به الشيخ حسن الصفار إسلاميا بصورة لم أجد ما يضاهيه بهذا القدر تعلقا بهذا المفهوم منه والشيخ الأزهري جودت سعيد. على مستوى أني اجدهما يتمين في التيار التقليدي للمؤسسة التقليدية، سيما في حقبة العنف الإسلامي لساحتنا اليوم، لذا امثلهما كريادة في هذا الإطار بجون لوك وبعده فولتير في كتابيهما ( رسالة التسامح ) او (التسامح ) مع الفارق المنهجي نظريا وسلوكيا في خصوص المفهوم.
كان قد قرأ الشيخ الصفار مقالتي من أزقة العمائم... بدأ الموضوع بعيدا عن القسوة في خصوص العما، ثملعلمه بكل اضماراتي وخصوص منهجي في النقد الديني وبعض أخطاء تلك الأزقة، ولكنه ارتأى أن تشخيص المشكلة لا بد أن يدخل في نكته أخرى يكون فيه الإصلاح والصلاح أنقى وأكثر عذرية في مفهومه الوجودي، فإيران مع ما ترى انه حاصل في الأهواز لا يحد تماما من الإباء الإسلامي الذي تقف به أمام قوى الاستكبار وما تخدم به القضية الإسلامية بمستوى إنها تتعرض به للكثير من المخاطر ضريبة لمباديء الإسلام، وان واجبنا الشرعي أن نكون دائما مع المسلمين وان نصبر عليهم وان يفهموا نقدنا بأنه لهم وليس عليهم، وان يعرفوا حبنا للجميع، لا نطمع إلا بصلاح الجميع.والحذر من أن تستغل كلماتنا من هنا او هنا، ثمم روى لي كدحه الطويل في بداية الثمانينات مع جمهور الأهواز واهتمامه بهم وما يشكلونه في وجدانه وحرقته على هذا المجموع البشري. وجد الصفار خدمة لغايتي في المق، مؤكدينصوص الأهواز أن الفكرة الرئيسية في الإصلاح أن نفكر في خصوص الوعي الجماعي الاهوازي وكيفية ترقية هذا الوعي ومساعدة مجتمعه على نفض كثير من الأعراف والعادات وعرض الصورة الإسلامية الحقيقية سيما في خصوص مفاهيم من قبيل التسامح والتآخي مع إخوانهم من باقي القوميات.ليقوموا وجودا واحدا من المباد، مؤكدينن المجتمع الإسلامي المتعدد.
.اعتقد أن هذا ما فهمته من الشيخ الصفار.أن لم يخونني فهمي..المهم انه أراد لمفهوم التسامح أن يأخذ وجوده مع الجميع.
&إذن الإشكالية هنا مزدوجة تقع عل عاتق الطرفين (الإيراني) كنظام ودولة و (الاهوازي) كجمهور في محاولة الانتقال بالجيل الاهوازي الى نقطة وعي تنجب معها أجيالا تفتخر بنفسها بين المجاميع البشرية دون أي عملية تجهيل يستغل الطريق باسم الإسلام..نقطة وعي يأخذ بها هذا الشعب حقه الخاص كهوية يمكن أن تتسامى على أي بعد عرقي سيما أن الإسلام بمفهوم (كافة )ونقاوته، يمكن أن يجمع شخصين من أطراف الأرض على طبق واحد، فليس المشكلة أن تكون عربيا او صينيا، ولا كونك مسلما او مسيحيا او بوذيا، ولا كونك شيعيا او سنيا، ولكن المشكلة هو أن تحيا إنسانا.
اعتقد أني تنفست بعض الهواء بعمامة خارج تلك الأزقة، كما اعتقد انه لم يكن ذلك لولا أن مفهوم التسامح لدى الصفار لم يسكر بثمالات الغابرين ولم يغتصب في ظلام تلك الأزقة.
رئيس تحرير مجلة الوعي المعاصر العراقية
&
[email protected]

&