شربل بعيني

&
&
&
&منذ عدة أيام تناقلت وكالات الأنباء العالمية خبر تدشين نصب تذكاري في ذكرى وفاة الأميرة دايانا، وأنعمت علينا بمشاهدة نهر إلكتروني يتسابق الأطفال فرحين للتلاعب بمياهه. كما أرتنا ما لم يخطر ببالنا من انسجام وتفاهم تام بين عائلتي وينزور (عائلة الملكة) وسبينسر (عائلة خطيبتنا دايانا) رحمها الله. أخذت الصور التذكارية العديدة، ولكن صورة واحدة لم تؤخذ، ألا وهي صورة رجال الأعمال العربي محمد الفايد، الذي لم يدع إلى الإحتفال، رغم كونه والد المرحوم دودي حبيب قلب وخطيب ووالد الجنين الشهيد كما اعترف البعض.
&أين محمد يا صاحبة الجلالة؟ فإذا كنت تريدين طي صفحة الماضي، وبينك وبين آل سبينسر ما يشهد الله عليه، عليك أن تبدإي بآل الفايد أولاً، وأن تقولي عن دودي ما قلته عن دايانا في خطاب التدشين أو الإفتتاح أو التمثيل لا فرق. فمحمد الفايد خسر فلذة كبده الوحيدة، التي تساوي بنظره ونظرنا خسارة جيش كامل، فعماد كان الحلم، وعماد كان أمل العائلة في إكمال الإسم والمسيرة. أم أنك أردت تنفيذ ما قاله مثلنا الشعبي: أنا وأخي على إبن عمي وأنا وإبن عمي على الغريب؟!.
&منذ خمس سنوات زرت باريس، وأخذت بعض الصور لنفق ألما وشعلة الحريّة القريبة منه، كما قررت زيارة فندق الريتز لتقديم التعازي بالمرحوم عماد الفايد، ولقد وجدت بين أوراقي بعض ما كتبت عن تلك الزيارة أحب أن أطلع قرّاء إيلاف عليه:&ما أن تلفظ الرقم 15 حتى يعرف سائق التاكسي أنك تقصد فندق الريتز الشهير الواقع على العنوان:
&15، Place Vendome 75041 Paris Cedex 01
فيأخذك إليه في الحال. ومن يدري، فقد لا تتمكن من الإقتراب منه، أو الدخول إليه، إلاّ إذا كنت حاجزاً غرفتك من قبل، بسبب الاجراءات الأمنية المشددة المضروبة حوله من قبل الملياردير المصري محمد الفايد، خاصّة بعد مقتل ولده دودي (عماد) والأميرة دايانا.
&أما أنا فلقد شفعت بي بعض المقالات التي كنت كتبتها عن دودي ودايانا، وأدخلتني الفندق بعد أن منعت من دخوله عدّة مرّات في السابق.. فلقد أطلعتهم على المقالات التي نشرتها، وأنني متعاطف مع ابن عروبتنا محمد الفايد، فتطلعوا بالمقالات عدّة مرّات دون أن يقرأوها، وأدخلوني الفندق لمدّة ربع ساعة فقط بصحبة أحد الحرّاس.
&(الريتز) مؤلف من 142 غرفة، و54 جناحاً، وعدة مطاعم فخمة، وقاعة تتسع لألف مدعو، ونادٍ رياضي، وبركة سباحة، وصالونات لتصفيف الشعر والمكياج، وملعب رياضي، وناد للرقص والعشاء، ومدرسة لتعليم فن الطبخ. ولهذا تجدون أن سعر قضاء ليلة واحدة في الريتز يقصم ظهر البعير، فكم بالحري ظهر فقير (معتّر) مثلي.
&(الريتز)، والحق أقول، آية في الجمال، يسحر النظر، ويفتن الألباب، ويجعلك تقف مشدوهاً أمام فخامته.. فمنه انطلقت الأميرة دايانا لتلاقي حتفها عند نفق (ألما) الشهير، حيث حوّلوا شعلة الحرية المنتصبة فوقه الى شعلة للأميرة الفقيدة، وبعد أيام على وفاتها بدأت الأيدي المشوّهة بتشويه الشعلة، وبطليها بالدهان، وبكتابة عبارات تسيء إلى الأميرة الراحلة.
&وبما أن صاحب (الريتز) هو نفسه صاحب محلات (هارودز) البريطانية العريقة، وبما أن (اليورو) الأوروبي هو الذي يتكلّم في هذه الأيّام.. فلقد أعلن الملياردير محمد الفايد انه يريد أن يستنسخ نفسه أكثر من مئة مرة.. بغية ملاحقة جنسيته البريطانية المرفوضة دائماً وأبداً من قبل الحكومة، والحصول عليها ولو بعد ألف عام.. واعتبر أن الحكومة البريطانية تعامله كإنسان منبوذ!!
&وأعلن أيضاً أنه يريد تحنيط جثمانه بعد الوفاة وعرضه في محلاّت (هارودز) التي يملكها في لندن. كما أنه لـم يتقبّل بعد قرار حكومة طوني بلير بعدم منحه الجنسية البريطانية التي ينتظرها على أحر من الجمر.. ووصف الوزراء بأنهم (أشباح) تتحرّك على مسرح الحياة ليس إلاّ.
&أنا أعتقد أن إصرار الفايد على اعتبار الحادث الذي أودى بحياة ابنه والأميرة دايانا مؤامرة مدبّرة من قبل المخابرات البريطانية، هو الذي يؤخّر عملية منحه الجنسية.. فتصريح واحد منه يعلن فيه أن الحادث وقع قضاء وقدراً قد يمنحه هو وجميع (نسخاته) مليون جنسية بريطانية، هذا إذا لـم نتكلم عن الاوسمة الملكية العديدة التي قد يحصل عليها..
&سؤال يطرح نفسه: لماذا يصر الفايد على الحصول على الجنسية البريطانية بالذات، وبإمكانه الحصول على جميع جنسيات أوروبا، وفي مقدمتها الجنسية الفرنسية؟!.
&كل ما عليه هو أن يتحرّك باتجاه أستراليا، مع ملايينه بالطبع، واتركوا الباقي علينا.&الجواب على السؤال سيكون: إنها الكرامة.. إنه التحدي.. إنه الثأر.. وفهمكم يكفي!!
أستراليا