لقد كان كالأسد الشجاع..

هكذا قالت الأميرة وهي تتحدث عن أبيها ملك الغابة بعد المحاكمة..في لقاء معها على شاشة تليفزيون العربية..!

الأسد كان السيد صدام..الذي دخل إلى المحكمة وهو يحمل المصحف في يمينه..وبدأ كلماته في المحكمة بآية من القرآن الكريم..وأصر على حقه الدستوري كرئيس لجمهورية العراق..!

عن أي أسد تتحدثين يا أميرة يا بنت ملك الغابة الجبار الظالم..؟

وأي قرآن كنت تحمل يا أسد العراق والعرب والإسلام..وعن أي دستور كنت تتحدث..؟!

فمتى كنت تحكم بالقرآن..وتتخذ من الإسلام إلهاما في حكمك وأحكامك..؟

ومتى احترمت دستور..أو قانون..أو إنسان..؟

هل كنت تعتقد انك ذاهبا لتقف من جديد على خشبة المسرح العراقي..لتكمل فصول المسرحية الهزلية التي ظللت تكتبها طوال سنوات حكمك..؟ ثم يصفق لك الجمهور مرات ومرات ويهتف باسمك..ثم تمسك بالبندقية وتطلق الرصاصات في الهواء..؟!

لقد انتهى عصر المسرحيات..وبات على الجميع أن يشاهدوا الفصل الأخير الذي لم تكتبه أنت..وجمهور الفصل الأخير كان أضعاف أضعاف أضعاف جمهور فصولك الهزلية..الجمهور هذه المرة كان العالم كله..وكان المظلومين من أبناء الشعب العراقي..وأبناء وآباء وأمهات القتلى من هذا الشعب المظلوم يجلسون في الصفوف الأولى..ليروا نهاية الأسد المزعوم وهو مكبل بالسلاسل..بعد أن عثروا عليه فأرا-وليس أسدا- في جحر قذر.

لست ادري إلى منطق استندت بنت ملك الغابة واستند السادة المضللون وهم يتكلمون عن صدام -البطل المغوار-بعد الجلسة الأولى من المحاكمة..!!

عن أي بطل تتحدثون..وعن أي أسد تتكلمون..؟

البطل الذي اعتقد أن البطولة هي إذلال شعبه وإهانته وحبسه واعتقاله وقتله بلا محاكمة..؟

البطل الذي كان يصدر حكم الإعدام بطرفة عين..ويقرر قطع الأيدي والألسنة بإشارة من يديه..؟

الأسد الذي كان أسدا على شعبه وجيرانه..وأخذ ينهش في أجسادهم ويأكل من لحمهم أحياء..؟

الأسد الذي بث الرعب في نفوس الرجال والنساء والأطفال..واستخدم أسلحته الفتاكة ضدهم..؟

البطل الذي جيش الجيوش والقوات وسلحهم ليبيدوا القرى والمدن والأحياء.. على اعتبار أن الطريق إلى القدس يبدأ بإيران والكويت وجنوب العراق والمدن الكردية..؟!

لماذا نقلب الحق باطلا..والباطل حقا..؟!

إلى متى سنظل عبيدا نمجد الطغاة والجبارين..ونفرش لهم أجسادنا وأجساد إخواننا ليمروا عليها مرور الفاتحين.. تحت زعم الوطن والعروبة والقومية..؟

لماذا نموت ونُقتل نحن فقط من اجل الوطن..بينما الأبطال المزعومين ينعمون بثروات نفس الوطن وملياراته ويكتبون أسمائهم في التاريخ كأبطال من ورق..؟

إلى متى سنظل كلابا..ويظلوا هم اسودا ينهشون لحومنا وأعراضنا..؟

عن أي أسد تتحدثين يا أميرة العراق السابقة..وأنت تجلسين الآن نزيلة في أحد القصور..وفي خزائنك أموال الشعب المنكوب بابيك ملك الغابة..الذي اختبأ كالفأر في أحد الجحور..؟

ولماذا لم تسأل محطة تليفزيون العربية..فتاة عراقية مات أبوها شهيدا في أحد سجون الأسد الظالم الجبار صدام،عن رأيها في المحاكمة..؟

هل لأن الأولى بنت أسد..والثانية بنت كلب..؟؟!!!

وليد حيدر

كاتب وصحفي مصري

[email protected]