الجلبي... زعيم الافنديه، هل سيخطف الاضواء من العمائم

ييبقى الدكتور الجلبي لاعبا جيدا ومهما في الدورة السياسيه التي يمر بها العراق، وهومن الكوادر الاساسيه في بناء العراق الجديد الذي يراد له ان ينتهج سياسة السلم والتعاون مع جميع دول العالم على وفق المصالح الدوليه، نظرا لخبرته الطويله وعلاقاته الدوليه.
عمل الجلبي ضمن صفوف المعارضه العراقيه واثبت تفوقه في تصدير قضية العراق الى المحافل الدوليه، ولملمة المعارضين العراقيين من الشتات ضمن لقاءات ومؤتمرات اهمها كان المؤتمر الوطني العراقي الذي عقد في صلاح الدين في سبتمبر من عام 1992شمال العراق.
تضاف الى حسنات الرجل قدرته على الحصول على المال من خلال تعاملاته البنكيه حيث كان يملك عدد من البنوك في المنطقه العربيه منها بنك مبكو في لبنان وبنك البتراء في الاردن الذي تامرت عليه مخابرات النظام السابق وتسببت في اغلاقه بالاظافه الى توريطه بقضايا ماليه مع الاردن اصدرت به محكمه اردنيه محليه حكما بتاثير النظام السابق على حكومة الملك حسين الراحل، حيث كان يشكل خطرا كبيرا على النظام السابق.
العمل السياسي العراقي المعارض خارج العراق لا يشبه العمل السياسي والتعاطي المباشر مع الشعب العراقي داخل الاراضي العراقيه بما تحتوي تلك البيئه من تناقضات وازمات ومشاكل يستعصي حلها، حيث الميدان الحقيقي للعمل السياسي في العراق هومواجهة تلك الايكولوجيه الخارجه توا من قفص الحيف والدكتاتوريه بجنوح وعنفوان وتعطش وفاقه الى مجمل تفاصبل الحياة بالاضافه الى التشكيك والاتهام بعدم القدرة على تلبية حاجاتها الاساسيه.
نبض الشارع وعقلية دكتور الرياضيات
استاذ ا لرياضيات الثري ذو العقليه الغربيه المحافظه، الحامله لاصول الطبقه العراقيه الراقيه، قطعا يختلف في تفكيره عن ابن حوزة قم او النجف المتاثر بالعمل الثوري الاسلامي والشعارات الرنانه في نماز جمعه، واحتفالات جهار مردان اوجامع عشق علي او الحسينيه الحيدريه النجفيه في قم، والذي يستخدم المسبحه لاتخاذ قرارات مهمه.
في حين يخضع حديث الجلبي الى اللغه الرقميه التي انتهجها في حياته والتي تخضع دائما الى اللغه العلميه البحته المصحوبه بالدراسات الممنهجه، الا ان ذالك التوجه ليس له شعبيه في المجتع العراقي بالوقت الحاضر، وهوسوء حظ ليس للدكتور الجلبي فحسب بل للتيار الليبرالي التكنوقراطي واللعراق كبلد محطم يحتاج الى صعود تيار التكنوقراط لبناءه.
الا ان المزاج المواكبي العام للشعب العراقي سوق اصحاب العمائم واصبحت قادرة على تحريك جموع غفيرة من بسطاء المجتمع تصل الى حد القتال !!!!!
العمائم اكثر قدره على تحريك السواد الاعظم من العراقيين وتلك هي الازمه التي يعانيها مجمل التيار الليبرالي الذي ليس له الخبرة في القاء الخطب الحماسيه والاشعار واللطميات وقيادة المواكب والتحول الى زعماء شعبين مدعومين من البعد الديني الذي تستخدمه تلك العمائم من الطرفين السنه والشيعه في تغليب اوراقها الانتخابيه، وتوضيف الاموال الغزيرة التي تجمعها بقوانين الخمس والزكاة، لشراء اسلحه واصوات وتشكيل ميليشيا.

لكن هناك فرص

بغض النظر عن حجم التاييد الذي تحظى به العمائم والزعامات الشعبيه، الا ان هناك ثغرات وازمات تميزفي علاجها الدكتور الجلبي واظهلر تشدده بها يمكن الاستفاده منها في قضية الانتخابات اهمها :-
الفساد الاداري
اجتثاث البعث
قضية الاردن
هذا اذا سلمنا ان البرنامج الانتخابي الذي يعلنه تحالف المؤتمر الوطني، سوف يتم التشويش عليه ولا يتوقف عنده المواطن العراقي المحموم بالانكفاء نحو الذات الطائفيه والقوميه سواء في الجنوب ام الوسط ام الشمال غير مكترث لمصالحه الشخصيه على اقل تقدير.
كان المؤتمر الوطني والدكتور الجلبي شخصيا وراءكشف الكثير من التجاوزات الماليه والاداريه التي حصلت خلال السنتين الماضيتين، بما فيها فضائح تهريب اموال الى الخارج، وفضيحة وزير الدفاع السابق حازم الشعلان ووثائق مخابرات النظام السابق...، وكان المؤتمر ايضا وراء تشكيل لجنةالنزاهة التي يفترض ان تعطى صلاحيات اوسع في عملها للسيطرة على الجيل الحكومي الجديد قليل الخبرة وتغريه هلامية التعليمات والقوانين التي تدير البلد نظرا للتحول من النظام البوليسي القمعي الى النظام الديمقراطي الذي يستغله البعض ويعتقده نوع من التسيب وحارة كل من ايده اله....
بلا شك هناك اهتمام عند الناس لمن يساعدهم للبحث عن الحراميه الجدد خصوصا وهم يعيشون تلك الحاله من البؤس والبطاله وهدر الاموال وعقود مزورة واستغلال الارهاب والاستيلاء على الاراضي وبيع الوضائف والمناصب وما الى ذالك الا ان الناس تشكك بقدرة العمائم على ضبط الوضع مالم يكن هناك فريق عمل متمرس عالي التعليم كالتكنوقراط والليبراليين والمتعلمين الذين يمثلهم الدكتور الجلبي.
اما اجتثاث البعث فالفكرة يقال انها كانت فكرة الدكتور الجلبي الماخوذة من فكرة اجتثاث النازيه ( دينازي فكيشن ) تحولت الى ( ديباعثي فيكيشن ) واصبحت بند من بنود الدستور الثابت للعراق والتي ابرزت اهميتها بالدلاله على خطورة حزب البعث وافكاره الارهابيه الذي مازال يمارسها ضد الشعب العراقي.
اما قضية الاردن التي وقفت مع النظام العراقي السابق لاخر ايامه، وتشدد القوانين الاردنيه بوجه العراقيين الذين هاجروا الى عمان المتنفس الوحيد للهاربين من جحيم النظام السابق سواء كان لاسباب سياسيه او اقتصاديه للبحث عن ماوى اخر وماتعرض له العراقيون هناك بما كانت تعج به الساحه الهاشميه في عمان من كتل نسائيه سوداء تبحث عن قوت يومها، ربما لا يستطيع العراقيون تجاوز ذلك في ذاكرتهم، اضف الى ذلك الارهابي الاردني الاول الزرقاوي وكثير من الاردنيين الانتحاريين الذين فجروا انفسهم داخل العراق واقيمت لهم مجالس عزاء في الاردن، ومحمد الرشدان صاحب اكبر تحشيد للمحامين العرب للدفاع عن صدام حسين، والاموال العراقيه المحجوزة في الاردن وكبار المسؤلين البعثيين الذين يستضيفهم الاردن فضلا عن كثير من البرلمانيين المستميتين للدفاع عن النظام السابق، وغير تلك المواقف التي تتطابق مع توجهات الدكتور الجلبي الذي وقع عليه الظلم وتكبد الخسائر نتيجه لاستجابة حكومة الاردن لنظام صدام حسين السابق.
سيعتقد كثير من العراقيين ان الدكتور الجلبي سيتعامل مع الاردن بالنيابه عنهم لان كلاهما تضرر من حكومة الاردن وقطاعات واسعه من شعب الاردن، لذا سيتحول ذلك الى ورقه انتخابيه رابحه للدكتور الجلبي على عكس التيار الاسلامي والدكتور اياد علاوي الذي يعتبر الاردن ساحة عمله الخلفيه التي عمل بها قبل وبعد سقوط النظام العراقي.

عدنان الحلفي