منذ اربع سنوات اكتب بعض الكلمات وعلى صفحات ايلاف كلما اقترب أيام نهاية السنة والعالم يحتفل باعيلاد الميلاد المجيد واعياد راس السنة الميلادية، كلمات كحسن الختام التفت فيها الى وطني لأجري جردا ولأرى ما جلب له السنة باشهرها الاثنى عشر من مسرات وماسي.
أتاني رسالة الكترونية سريعة كدعوة محبة الاوطان لا بد لي ان ابدأ بها مقالتي الختامية هذه ففيها الكثير ليس في محبة العراق بل ان من لا يحب وطنه لا يمكنه قطعا محبة اوطان الآخرين:

quot; تسألونني من أي البلاد أنا فانا وطني اكبر من أن تصفه الحدود ولن تجدوه على خارطة العالم بل اسمه على عرش الرب مكتوب حرفان هما حاء وباء ما وجدت في سواهما وطنا لي احبك يا أحلى عراق quot;
ولكن أي وطن مثل العراق حرق أبنائها ولا تزال دموع أمهاتنا تصب في اليم العظيم حزنا نتيجة الماسي اليومية التي يعيشها أبناء العراق بعد طال صبرهم أيام الحرب والحصار والدمار وسطوة الطغاة من الجلادين وجلاوزتهم. وطنا يرى أبناءه في كل ومضة نور قبسا و املآ بعودة الوطن حرا مستقلا يزهو بابنائه البررة ويسود الامن والوئام ربوعه. أيا ترى أن طلبهم كبير الى درجة الاستحالة؟ بعد أن استقر رأي الجميع على دستور يحمي البلاد من المغامرين والعسكر ويعطي الحق لكل ذي حق ويوحد البلاد في اتحاد طوعي يتنافس الجميع فيها مبدعين للوصول إلى سدة الحكم والسلطة دون تهميش وشمولية فكرية او عقائدية. ورفرف رايات السلام ربوع إقليم كوردستان وبدأت عملية بناء الوطن من شمالها الى جنوبها ولو ببطء شديد ولكن بعزم سواعد الأوفياء من المخلصين لترابها وأهلها الكرام. لكني أعود وأذكركم قارئي الكريم ان الغمامة الرمادية لم تترك سماء وطننا ولا تزال تنفث بحقدها الدفين زارعة الرعب والحزن فؤاد إنسانا المقهور. يجب التذكير ها هنا بان هناك في ضروف مثل تلك التي يمر بها العراق، أناس يصطادون دوما في المياه العكرة ويتسلقون سلم امجادهم حتى على حساب جثث الابرياء والشهداء وتلك السلبية ظاهرة من ظواهر المجتمع العراقي اليوم. أن تجارب الدول التي مر بضر وف مشابهه لتلك التي مر عليها العراق تؤكد أن الزمن كفيل بإعادة الأمور إلى نصابها فالبركان الذي انفجر في العراق اكبر كبيرا من أي حدث آخر فقد كان هناك تجاوزات دام أكثر من ألف عام والصورة الجديدة سيبقى الكثيرون رافضين لها لأنها وببساطة لا تتطابق مع ما تعودوا على رؤيته وتلك عملية تغيرية جوهرية في سلوك الإنسان يحتاج إلى وقت وإرادة ولا ريب إن تلك الصورة أصعب تصديقها بين أبناء دول الجوار كذلك ولأسباب معروفة. أن المنطقة ورشة كبيرة تجري فيها عملية إصلاحية تغيرية وستكون الصورة في المستقبل القريب مغايرة تماما لما كانت عليها في الماضي. العراقي اليوم قارئي الكريم بدا بقطف ثمار التغير وبدا ولو ببطء مشاركة حتى الرافضين للتغير في العملية السياسية بعد أن اكتشفوا وجود قنوات ديمقراطية متاحة للجميع كي يشارك ويبدي الرأي والمشاركة في إعلاء بنيان الدولة العراقية الاتحادية الجديدة. ولكن ثقافة العنف التي تركتها إحدى أقبح الأنظمة الدكتاتورية لا تزال باقية في عقول البعض وستستمر لمدة أخرى إلى أن يحل محلها ثقافة التسامح والحوار الحضاري وقبول الآخر المختلف.

إن بناء العراق على أسس دستورية يقبل التعددية السياسية والفكرية ويتم تداول السلطة والحكم فيها بصورة سلمية بعيدة عن مغامرات العصابات والمنظمات السرية لهي أهم منجز يقدمها الشعب العراقي في العصر الحديث إلى الإنسانية جمعاء وقد كلفتهم ذلك غاليا بتقديم أرواح خيرة أبنائهم في سبيل إعلاء كلمة الحق وبناء مجتمع العدل والمساواة.
ربنا احمي العراق وأهله وافتح صدور أبنائها للمحبة والوئام والسلام وابعد عنهم شرور الطامعين وللتكاتف الجهود الخيرة لبناء عراق الغد المشرق وسلاما عام 2006.


الدكتور توفيق آلتونجي
السويد
20051229