طروحات الدكتور اياد علاوي قد يكون فيها ماهو جيد
الدكتور اياد علاوي.. مارس السلطة السياسية في العراق مدة كافية.. ليعرف نفسه الى شعب العراق من خلال اعماله وتصرفاته.. وتصريحاته التي كررها اكثر من مرة.. انه اتى مع الامريكان وهو يؤمن بمطلق اخلاصه لهم ولمصالحهم.. وهو بهذا عندي جريء.. اذ يعلن بشكل نظيف عن ما يخبءه في ضميره.. ليعلنه على الملأ وبكل جرأة وبكل شفافية.. وهذه الصفة لم يعودنا عليها سياسيو العراق في التاريخ المعاصر.. فنكبر فيه هذه الجرأة وهذه الصراحة وهذه الامانة في القول وألتصريح.
علاوي.. ليس فقط يعلن عن باطنه.. بل يعلن ايمانه بالقوة ويجب استعمالها ضد من يعتقد انهم ارهابيين.. وبنظره الكل ارهابيين.. وليس هناك مقاومة وطنية.. وكل من يعارض الامريكان.. ارهابي.. عكس الذين يلقلقون ويتلفطون ويرفعون شعارات وطنية للآستهلاك المحلي.. لا أكثر.
اخونا علاوي.. لم يضع رأسه بسلة قش ولم يلتف بعباءة دينية.. بل على العكس.. اعلن بكل صراحة.. ان العصا الغليظة هي ضرورية بألنسبة الى اختلال الامن العراقي.. وكأنه يقول.. ان العراق يحتاج الى صدام جديد.. ومن يكن صدام جديد غير علاوي.. فهو اقربهم الى صدام من حيث القناعة الفكرية.. وألأركون الى الشدة وألربط وألضبط بقيادة الشعب العراقي.. كما كان يؤمن صدام.. وقبل صدام كان الحجاج بن ابي يوسف الثقفي.. مرورا بألسفاح الذي خوزق السوريين على اعمدة امتدت اميالا وأميال في حلب وألشام..ولما لا.. وهذه قناعة علاوي.. ومارس هذه القناعة.. فهو الذي اذن للجيش الامريكي.. ان يضرب مدينة الصدر.. ثم تابع ضرب النجف ثم الفلوجة.. ثم القائم.. ولم يترك الامريكان قرية او بؤرة يشم منها رائحة المقاومة الوطنية.. الا وقصفوها بل ومحوها عن الارض.. مستعملين كل طاقاتهم العسكرية وألتكنولوجية.. وهم يخرقون قوانين الحرب لاستعمال اسلحة محرمة ضد سكان هذه المدن.
ان الذين اتى عليهم تدميرا الدكتور علاوي.. هم شرائح من الشعب.. لم يستطيعو بلع تصرفات الجيش المحتل.. من مداهمات البيوت ليلا.. وتطويق المدن وألقصف المستمر.. وألدوريات المستمرة التي تضرب الناس عشوائيا.. هم بتصورهم.. ان كفاحهم ضد هذه الحالة الشاذة.. هي واجب وطني تمارسه الشعوب كافة لطرد المحتل.. ودفع الاذى وألخطر عن بيوتهموأعراضهم سيما وان اخطاء الجنود الامريكان كانت مستمرة في تعاملها اليومي الحياتي مع الناس.. مع انفجار فضيحة التعذيب وألاغتصاب في سجن ابو غريب.. اما ان هناك من السلفيين وألوهابيين ومتسللي الحدود.. ركبوا موجة المقاومة الوطنية وأستغلوا الشعور الوطني لتنفيذ مآربهم.. تحت اي شعار.. لايستطيع من يملك هاجسا وطنيا ان يتقبل تفخيخ السيارات وتفجير انفسهم في مناطق آمنة يقتل فيها الاطفال وألنساء وألشيوخ وألابرياء.
انا لست مع الذين يقولون.. ان الاسلاميون لهم هدف.. هو طرد الاستعمار من اي بلد اسلامي.. وأن الجهاد واجب على كل مسلم.. فنحن العراقيون اولى بألجهاد عن بلدنا ولا نحتاج من يجاهد من اجل استقلالنا ورفاهنا.. فنحن ادرى بشعبنا ووطننا وبشعاب مدننا.
ومع كل ما لانتفق مع الدكتور علاوي.. الا اننا نتفق ونؤيد كونه شخصا علمانيا لايؤمن بتسييس الدين.. فتسييس الدين برأينا هو رجعة تأخيرية في احلال الديمقراطية.. رجعة من حيث التشريع.. اذ حسب مسيسي الديانة وأصرارهم على جعل الشريعة الاسلامية مصدرا وحيدا للتشريع.. وهذا يعني انتكاسة قانونية في كل القوانين التقدمية التي تمس الاحوال الشخصية وألتي جاءت بأحكام لصالح المرأة ولصالح الاطفال.. دون تعارضها مع الدين الاسلامي.. ومثال ذلك.. من حق المرأة المطلقة ان تبقى سنتين في دار الزوجية.. ومن حقها ان تأخذ نفقة لاولادها بألمستوى الذي يقدره القاضي مقارنة مع طبقات تساويها مالا وجاها.. وغير ذلك من المباديء التي جاء بها الزعيم عبد الكريم قاسم وحتى صدام حسين.. وتسييس الدين ايضا يؤدي بألسيطرة المطلقة لاهل العمائم سواء كانت سوداء ام بيضاء.. وتقوية المجتمع الذكوري بشكل يحرم الكثير الكثير من الكثير مما تمتعوا به في ظل القوانين العلمانية..
لذا فان شخص قوي.. مثل اياد علاوي.. على كل علاته..برأيي الشخصي..هو الوحيد.. السور الذي يمنع العراق من التدهور في لجة الدين واتجاه العمائم الى مصير.. برأيي سيكون مجهولا.
وهذه ايران.. امامنا.. وفي كل يوم انتقاءا لمن يحكم ومن لايحكم.. مع انعدام الديمقراطية.. وألقسوة على الاقليات المكونة للشعب الايراني..وطموحات التشيع لعبور الحدود.. خاصة حدودهم الشرقية مع العراق.
هذا الذي يجعل فرس رهان الدكتور علاوي.. قد يكون فرسا ناجحا في الانتخابات القادمة.. اذ سيصطف معه وحوله ووراءه.. العلمانيين الديمقراطيين.. وأليساريين الذين يخشون العمائم كما يخشون الموت.. وألاقليات المتآخية الغير اسلامية التي مورس بعضا من التعصب الديني.. فهجر من هجر وسافر من سافر وهم على اشد الالم لفراق الوطن العزيز.. وخاصة المسيحيين.. ويقال : ان 40 الف مسيحي قد هاجروا في فترة قصيرة بعد اظهار اهل العمائم عضلاتهم وأقدموا على منع الخمور وضربوا الكنائس وطلبوا من المسيحيات ان يرتدوا الحجاب وغيرها من عنفوان تسييس الدين.
هذا الذي نعتقده.. ونؤمن ان الاكثرية تعتقده.. وأني اراهن بأن هذه الاكثرية سيكون الفوز لها في الانتخابات القادمة.. سيما وان الدعم الامريكي سيكون بجانب الدكتور علاوي.. اذ لاتريد امريكا ان تخلق تيارا خمينيا في العراق.. بعد ماجرى لرعاياها ايام الخميني.. هذا بأجتهادنا.. ومن له اجتهاد اخر فليطرحه للنقاش.
خالد عيسى طه المستشار القانوني
رئيس محامين بلا حدود ونائب رئيس الجمعية البريطانية/ العراقية
Email:[email protected]




التعليقات