هذا المقال هو اهداء الي كل من :دكتور : سيد القمني وجماعة الجهاد ( مع الشيطان) – مصر – : التي هددته بالقتل.


الحمد لله.. بعد أن امتلأت شوارع مصر كلها بلافتات تمجد الحجاب، أو تدعو اليه، وتحذر النساء من مغبة تركه.. أصبحت الآن الغالبية العظمي من نساء مصر ترتدين الحجاب..، ونسعي الآن نحن المسلمون لأجل فرضه علي فرنسا فرضا، بل وخضنا مع جاك شيراك نفسه في عقر بلده معركة الحجاب ( الشريفة.. ) ولا نزال نسعي ونكافح باقي دول الغرب بجالياتنا الاسلامية هناك لكي ننشر الحجاب هناك..
ومن ضمن اللآفتات الكثيرة التي رأيتها وقرأتها بمصر:
الحجاب عفة وطهارة، الحجاب قبل يوم الحساب وغير ذلك كثير.. أما أغربها فهي لافتة بطول 3 متر ف عرض متر، وجدتها معلقة علي واجهة نقابة المحامين (!!!)
واللا فتة تقول كلاما يخلو من دقة وحسن التعبير، اذ تقول :
" الحجاب ليس مكرمة، وانما هو فريضة " (!)
وكأن الفريضة لا يشترط فيها ولا يلزمها أن تكون مكرمة، أو لا يهم بشيء أن تكون بها مكرمة أو تخلو منها وانما وحسب يكفي لكي نتبعها ونحن مغمضي العينين أن تكون فريضة فقط!! وما علينا سوي أن نتبع، مثل القطيع..(!)
وفي تصورنا أن من رفعوا تلك اللآفتةكان التوفيق سيحالفهم، واللياقة في الحديث وحسن التعبير وحسن الفهم فيما لو قالوا :
الحجاب فريضة ومكرمة أو قالوا " الحجاب مكرمة وفريضة "
هذا عن أغرب اللآفتات التي قرأتها عن الحجاب.. – ونذكر القاريء بانها لم تكن معلقة علي واجهة نقابة الحرفيين، ولا الترزية، وانما نقابة المحامين - أما الأعجب علي الاطلاق، فقد وجدته مكتوبا علي حائط مسجد، لافتة تقول :
" سوف يستمر الغلاء، مالم تتحجب النساء "ومن لحظتها، ومنذ ذاك اليوم، منذ حوال سنة، وأنا أفكر وأبحث في كيفية امكان وجود أو ايجاد علاقة بين عدم تحجب النساء، وبين ارتفاع الأسعار والغلاء ؟!! ورحت أبحث وأبحث في حل ذاك اللغز..
وذات يوم كنت أجلس باحدي المصالح الحكومية انتظارا لدوري لانجاز بعض الأوراق، وتصادف وجود رجل يطلق العنان لشعر اللحية يجلس بجواري فقلت أسأله عن تعريف دقيق للحجاب.. اذ توسمت فيه العلم الغزير – في تلك الأمور الحجاباوية -، عسي أن يهدينني جوابه الي الوصول لسر العلاقة بين استمرار ارتفاع الأسعار والغلاء وبين عدم تحجب النساء، فقلت له : اسمح لنا يا مولانا : ما هو تعريف الحجاب بالضبط ؟ فابتسم الرجل ثم تلفت حوله حتي وجد موظفة منكبة علي انجاز أوراق المواطنين المنتظرين مثلنا، وأشار نحوها قائلا لي : أتري ما تضعه تلك السيدة علي رأسها وحول وجهها ؟ قلت نعم..، قال : هذا هو الحجاب..
قلت : وما فائدته، وما هي الحكمة من وراء ارتدائه ؟
قال : الحيلولة دون تأثر الرجال بمفاتن النساء.. قلت : حسنا.. اذن وظيفةالحجاب هي اخفاء مفاتن المرأة.. فقال : نعم نعم
هنا أعدت النظر نحو المرأة وحجابها لمعرفة ما يخفيه بالضبط، لأعرف ماذا يفتن الرجال لدي النساء ثم قلت :ان الحجاب يخفي القفا.. فقال : نعم
وأضاف : ما يجوز أن يظهر من المرأة هو الوجه والكفين فقط.
قلت : اذن قفا المرأةهو أكثر اثارة وفتنة للرجل من الجبين..؟! يا سلااااااام، انه اكتشاف جديد لم أكن أعلم به..!
هنا نظر نحوي شخص آخر بجانبنا، كان يتابع الحديث، وقال بلهجة لها معني : نعم انه اكتشاف..!
قلت : يبدو أن الشعراء الخائبين لم ينتبهوا الي ذاك الاكتشاف، ومضوا يتغزلون في جبين المرأة معتقدين أن فيه فتنة غافلين عن جمال قفا المرأة، وما يحمله من فتنة للرجل تفوق فتنة جبينها بكثير..!؟
جارنا في الانتظار : نعم، نعم لقد أغفل الشعراء والمطربون بجهلهم ذاك الكشف، وظنوا أن الجمال في جبين المرأة بينما هو في قفاها !!، فهذا يقول : يا عاقدالحاجبين علي الجبين اللجين.. ان كنت تقصد قتلي قتلتني مرتين ( كما تغنيها فيروز)..
قلت : وهذا فريد الأطرش المسكين يغني أيضا للجبين دون أن يفطن الي سحر القفا فيقول :
" جبينك بدر تحته رموش وعيون " !!
= نعم انه مسكين لم يكن يدري أن قفا المرأة أكثر روعة من جبينها..!
= طبعا والا لغطي الحجاب الجبين وترك القفا.. بدلا من أن يفعل العكس..
= نعم، نعم لو أدرك فريد الأطرش ذاك الاكتشاف لغني للقفا قائلا: " قفاك بدر تحته رموش وعيون.. " بدلا من جبينك بدر
= الي ذاك الحد هو بؤرة لفتنة الرجال قفا المرأة؟ ألا لعنة الله علي القفا !!
= نعم.. انه اكتشاف لم أكتشفه الا الآن.. لذا وجب تغطية قفا المرأة، دون الخدود والعينين.. !
=تري أي الاكتشافين أعظم أهمية وأعلي قدرا ؟! اكتشاف نظرية الجاذبية الأرضية ؟ أم اكتشاف نظرية قفا المرأة وقدرته علي الفتنة؟!
=( بعد أن فكر قليلا ) أعتقد أن كلا منهما علي درجةواحدة من الأهمية..-
… أعدت النظرللحجاب الذي تلبسه الموظفة ثم قلت " ان الحجاب يخفي أيضا أذني المرأة،-وهنا صحت طربا وعجبا : مرحي
فقال : نعم نعم....، قلت : ولكنه يترك الخدين مكشوفين..!
زميلنا : ( يبتسم، ابتسامة ذات معني ) نعم.. لابد، وأكيد أن أ1ذني المرأة قادرتان علي فتن قلوب الرجال وازاغة أبصارهم واشعال الشهوة فيهم بما هو أكثر من خدودها..!
= والا لماذا أخفي الحجاب أذني المرأة وترك خديها ؟!!
= ألا لعنة الله علي أذن المرأة..! انها شريرة ذات خطر علي الرجال..!
= يبدو أيضا يا صديقي أن الشعراء والمطربين لم ينتبهواالي جمال وسحر أذني المرأة التي تفوق الخدود التي اتضح انها لا سحر فيها !.. فرد : حقا وانه لقصور في الاحساس بمواطن الجمال، ونقص في شاعرية الشعراء..
ولكن الشاعر القديم بشار بن برد، قال : الأذن تعشق..
= هذا كان شاعرا عبقريا، يختلف عن شعراء أيامنا هؤلاء.. هو والحجاب أدركا تلك المعجزة، معجزة معرفة قدرة أذن المرأة علي فتنة الرجال أكثر من خدودها! فتري ما رأيك : أيهما أفيد للبشرية، نظرية النسبية لاينشتاين ؟ أم نظرية الحجاب في قدرة أذني المرأة علي السحر العجاب..؟!
= أكاد أرجح أن نظرية قدرة أذان النساء علي اثارة الرجال أكثر من خدودهن، تلك النظرية الحجاباوية هي الأفيد، وان كنت أري أن نظرية اينشتاين في النسبية هي لا بأس بها.. كلتاهما نظريتان علميتان مفيدتان للبشرية..
= نعم، ان الاحساس بجمال أذني المرأة وفتنتهما لم يرق احساس الشعراء لمستوي ادراكه، مثلما أحس بها الشاعر القديم" بشار "
، وكذلك الحجاب، فها هي مطربة عراقية معاصرة تغني زاعمة : " خدك قمر لو مصباح يضوي ضي ؟!"
= بل كان الأحري بالشاعر فيما لو أصاب الاحساس الأرقي بجمال الأذنين عند المرأة لقال " أذنك قمر لو مصباح يضوي ضي لا خدك!!
= نعم نعم، وها هي أغنية أخري لناظم الغزالي..، يظهر فيها جهله بجمال أذني المرأة وقدرتهما علي فتنة الرجال، وهذا ما فهمه الحجاب وعمل له ألف حساب.. يقول فيها هذا المطرب العراقي الراحل الكبير " خدك شقائق النعمان.."
= حقا، حقا، ولو أصاب احساسه مرحلة أعلي بالجمال لكان قد غني : " أذنيك شقائق النعمان..، وليس الخد.. " !
ثم أعدت النظر نحو الحجاب الذي ترتديه الموظفة مرة أخري، فلاحظت أنه يخفي شعر المرأة فقلت لجاري في المقعد :
= ها هو الحجاب أيضا يخفي شعر المرأة فلماذا ياتري، لعله يفتن الرجال، ويجن جنونهم اذا رأوا شعر المرأة ؟!
= طبعا، طبعا، ألا تسمع عبد الحليم حافظ يغني : والشعر الحرير ع الخدود يهفهف، ويرجع يطير..
= نعم أسمعه، اذن شعر المرأة أيضا فيه خطر الفتنة، عليه اللعنة..!
= نعم نعم..!
= ولكن انظر.. ان الحجاب يترك رموش المرأة وحواجبها مكشوفة ! ألا يعني ذلك أن شعر رأس المرأة هو أكثر اثارة من الرموش والحواجب !!؟
= طبعا، والا لما أخفي الحجاب الشعر وترك الرموش والحواجب هكذا علي حل شعرهما.. !
= ياسلااااام يا أخي يا سلاااام..! هذا اكتشاف فذ لم يفطن دعاة الشعر الغنائي اليه ولم يشعروا به..!! لأنهم تغنوا بالرموشكثيرا وبقدرتها علي الفتنة والاثارة والاغواء ووصفوا الآلام المبرحة التي تسببها رموش النساء للرجال، دون دراية بشعر رأسها!!
= نعم هذا صحيح، فها هو المطرب محرم فؤاد يشدو بحرقة صارخا من شدة الألم الذي أحدثه به رمش عين امرأة قائلا :
رمش عينه اللي جرحني رمش عينه : : رمش عينه اللي دبحني رمش عينه (!!)= ولكن لو كان عند الشاعر مؤلف الأغنية والملحن والمطرب وعي جمالي أكبرلفهموا أن شعر المرأة هو أشد فتكا بقلوب الرجال من رموشها.. كما فعل الحجاب الذي أخفي الشعر – هذا الخطير – وترك الرموش..!!.. ولكنهم لو فهموا ذلك لبدلوا كلمات الأغنية وقالوا :شعر راسه اللي شنقني شعر راسه : : شعر راسه اللي خنقني شعر راسه (!!)

تمام، تمام أنا معك في ذلك : ولكن ما رأيك في أن نظرية الحجاب في أن شعر رأس المرأةهو أكثر فتنة واثارة للرجل من رموشها.. تلك النظرية، ألا تراها تتساوي في قيمتها العلمية مع قانون الوراثة وخريطة الجينوم..؟
= ( بعد تفكير وتدبر ) بل أراها تتساوي مع قانون الطفو، وقانون الكثافة..
= أحسنت، أحسنت، بالضبط..
( ثم كر البصر مرتين سريعا نحو الحجاب الذي تلبسه الموظفة ( العفيفة الطاهرة ).. وقال للشيخ :
وها هو الحجاب يخفي رقبة المرأة من الأمام أيضا ( الزور ).
= نعم نعم، هكذا يجب أن يكون الحجاب..
= ولكنه يترك الشفتين مكشوفتين!!
( زميلهما ) : صحيح، ان شعراء الأغاني تغزلوا في شفاه المرأة، فها هي الفنانة فيروز تشدو في احدي أغنياتها : "وشفافها رق الفنجان ".. !، وكذلك محرم فؤاد " شفة ورد، وسنة لولي، من بعيد اتبسموا لي، صوروا لي الحب جنة، وأعمل ايه يا ناس قولولي "، ويقول في أغنية أخري " والشفة وردة في عنقودها.."، ولكن لو أنهم أصابوا لما تغنوا بالشفاة وانما بزور المرأة الذي يحرص عليه الحجاب ويغطيه مانعا اياه من فتنة الرجال وترك شفايفها التي لا تأثير لها – في رأي الحجاب.. - ولولا أن الحجاب يغطي زور المرأة لافتتن به الرجال وحدث ما لاتحمد عقباه.. (!)
الحمد لله..، نحمده علي هذا الاكتشاف..، ألا تري معي أن ذاك الاكتشاف يفوق اكتشاف أشعة اكس، والأشعة السينية، بل ربما يفوق اكتشاف أشعة الفامتو نفسها التي اكتشفها ذاك المدعو أحمد زويل ؟!!
= ( بعد مراجعة وتأمل ) : هذه الأنواع من الأشعة لا بأس بها وهي أيضا اكتشافات لها فوائدها التي قد.. وأقول قد تضارع هذا الاكتشاف الحجاباوي العظيم..
وهنا اقتنعت بالأهمية الكبيرة للحجاب، والفائدة العظيمة له، وكيف أن فيه عفة وطهارة بل ومهارة وشطارة وكل شيء يخطر ع البال،ولم يعد ينقصني سوي فقط أن أعرف كيف يقوم الحجاب بلعب دور في ضبط أسعار السلع، ومنع الغلاء وجشع التجار..

فان عرفتها ياعزيزي القاريء، فأدركنا، وأرحنا بها..
أرحنا بها ياقاريء، وحياة أبوك ياشيخ، وتكسب فينا الأجر والثواب..


صلاح الدين محسن
[email protected]