سعد البزاز قامة عراقية من القامات التي نفخر بها والرجل صاحب فضل كبير على الثقافة والمثقفين العراقيين، وله الفضل الأكبر في جمع المعارضة العراقية وتوحيد كلماتها ضد نظام الطاغية صدام حسين في وقت كانت ترتجف قامات ثقافية كبرى في الثقافة العراقية وتمالىء الدكتاتور وتستفيد من إكرامياته والمناصب التي يهبها لكل من مالئه وصار من وعاظه المخاتلين حسب د.علي الوردي يرحمه الله.. لن نجامل أبا الطيب الأستاذ سعد البزاز إذا قلنا أن نظام صدام كان يدمر الثقافة العراقية وكان رجل وحيد منفيا في لندن لا يملك من المال إلا القليل ولكنه يملك القلم الشريف والرأي الحر ومحبة العراق وأستطاع هذا الرجل أن يجمع حوله من رجال المال العرب ومن الكتاب العراقيين ما أعاد بناء الثقافة العراقية من ركامها وخرابها
وليس عارا أن يكون سعد البزاز صاحب فكر قومي فكم من رجال هذا الفكر قدموا لأوطانهم ما لم يستطعه التجزيئيون والأمميون والسلفيون ولا نعيب على أحد فكره فكل منهم نجمة وإضاءة في سماء الثقافة العراقية والفكر العراقي ولكن ربما انطبق على أبي الطيب سعد البزا ز قول الشاعر أبي الأسود الدؤلي
المرء يسعى ثم يدرك مجده ---- حتى يزين بالذي لم يفعل
وترى الشقي إذا تكامل غيه ---- يرمى ويقذف بالذي لم يعمل
فهو بعثي في السبعينات وأقول لك نعم فقد جاء هذا الحزب ولديه برنامج طبل له الجميع وعقدوا معه الجبهات وتصالح معه الكرد وازدانت له الأيام بتأميم النفط وعلق للطاغية صدام حسين خليفة جيفارا في النضال-فيدل كاسترو- وسام خوزيه مارتيه الثائر الكوبي المعروف وهو أرقى وسام في عالم الأممية الشيوعية والعالم الحر آنذاك
وتقول أنه موهوب وقاص مبدع وأستطاع أن ينال المناصب في الدولة العراقية في ذلك الزمن وأنا وغيري نقول عنه أن المناصب قصيرة على قامة هذا المبدع والإنسان الذي له الفضل على كثيرين من مثقفينا وثقافتنا وتأريخنا العراقي الحديث بما أبدعه وما عقده من تحالفات فكرية ومالية هيأت له هذه الإمبراطورية من الإعلام التي تزيد في طول العراقيين وتمنحهم فرصة تقديم قضاياهم إلى العالم عبر أحدث وسائل الأعلام الفضائي أما بخصوص علاقته بابن الطاغية عدي فمن كان موظفا في الدولة العراقية في ذلك الوقت يستطيع أن يرفض طلبا للطاغية وأولاده ولكنه أنتظر الفرصة ليصير خارج العراق حاملا معه كل جروح العراقيين وذلتهم في الداخل ليعلن رفضه، كنت أتمنى على الأخ أستاذنا الناقد الكبير البروفسور عبد الإله الصائغ أن يجد لكل واحد منا سبعين عذرا قبل أن يدينه وهو العقلية الأدبية و الوطنية الكبيرة التي نفخر بها جميعا......
وكذلك الأخ العزيز الفنان أحمد الخفاف وكل واحد منهما نخلة مضيئة في سماء العراق أدامهما الله أساتذة دائما ومنبع فخر للعراقيين مهما اختلفنا معهم في رؤية الكأس نصف الفارغ ونعتذر من أبا الطيب الأستاذ سعد البزاز فهذا ليس دفاعا عن الشرقية وعنه فالشرقية أثبتت أنها قناة الجماهير العراقية الأولى وأنها استطاعت أن تجمع حولها كل بلورات المجتمع العراقي بطاقات ثقافية خلاقة وإمكانيات غير محدودة ولن أدافع عن شخص البزاز بل أن المدافع الحقيقي عنه صروحه العالية التي أشادها للثقافة العراقية الجديدة أما الإشارة إلى وصفه بالقصر في أحد المقالات المنشورة في موقع أنترنيتي محدود الانتشارفليت كل نساء العراق يلدن رجالا قصارا مثله لهم مواهبه ونخوته وشجاعته وسخائه ووطنيته لكان العراق بخير وهو كذلك بأذن الله تعالى.
كاتب عراقي يقيم في المغرب
[email protected]