الإسلام هو حديث الساعة، ساعة بدأت منذ الحادي عشر من سبتمبر ولا تزال مستمرة. أفعالٌ باسم الإسلام وأفعال ضده، من المسلمين ومن غيرهم، يغلب عليها الدمار والتناحر والتنافر. أصبح الإسلام تجارة الجميع بدءاً من الأفراد، مروراً بالمؤسسات والهيئات والشركات، عامة وخاصة، وصولاً للحكومات، إسلامية وغير إسلامية.
في الدول الإسلامية والعربية يُعتبر التمسح في التدين باباً واسعاً للرزق، يجلب ثقة البسطاء والسذج، رأس المال بسيط، جلباب ولحية ونقاب وحجاب وسلام عليكم يا أخي وبارك الله فيك؛ الشركات والمحال أصبحت إسلامية، حتي الدروس الخصوصية. وعاظ وفقهاء الغفلة، أكثر من الهم علي القلب، جامعيون وفنانون سابقون وحملة ابتدائية، رجالاً ونساءً وأطفالاً، احتلوا بالصراخ والتشنج كل منابر الفقه، في الفضائيات والأرضيات، رزق المرتزقة الوفير علي خِفاف العقول. أما في الدول غير الإسلامية، فما أكثر شهرة كل من يكتب عن الإسلام، معه ويا حبذا لو كان ضده؛ الأعمال الفنية والمحاضرات المتعلقة بالإسلام تضمن نسبة مشاهدة وإقبال عالية.
علي مستوي الدول لا يختلف الحال كثيراً، حكومات ومعارضة. الأنظمة الحاكمة، في الدول العربية علي وجه الخصوص، ترفع أهم شعارات هذا الزمن، مكافحة الإرهاب، ضماناً لاستمرارها علي كراسي مشيدة علي أنقاض شعوبها. حتي الدول التي تحكم باسم الإسلام لا يخلو خطابها من التشنج ومعاداة العالم والتهديد والوعيد والبطش بالمعارضين والحريات، كله باسم الإسلام. لا توجد دولة إسلامية تحت شمس الحضارة، مجرد كيانات طفيلية ميكروبية. المعارضة أيضاً ترفع شعار الحلول الإسلامية، بلا حلول حقيقية أو رؤية معلنة، الإعلان عنها سيكون مرعباً، مثلما كان في العصور الوسطي، يحكمها العنف والجمود وعدم الاعتراف بالآخر ولا بالحريات؛ خطابُها لم يتغير منذ قرون، تحارب بأسلحة وأدوات ليست من صنعها، تحلل وتحرم بهواها ومصلحتها، تتقلب كما يحلو لها، بالفتاوى الإسلامية التفصيل علي المقاس.
أما الدول غير الإسلامية فلا هم لها إلا محاربة كل ما هو إسلامي عالي الصوت والفعل، بقاؤها مرهون بالحفاظ علي أمن شعوبها ضد التهديد الإسلامي، لا بد أن تغالي فيه، أن تجعله البعبع المتربص، بالحق والباطل. التحالفات محورها الإسلام، بين دول إسلامية ودول غير إسلامية، باسم مكافحة الإرهاب، وباسم التعاون مع الآخر. المسلمون خارج بلدانهم في محنة، لا يمكنهم العودة إلي دولهم الأصلية بعد أن فروا منها، استمرارهم في دول غير إسلامية يجعلهم في حالة انفصام ما بين الاندماج والاغتراب.
سوق كبير الإسلام بضاعته، لنحص كم التعليقات علي المقالات التي يعنونها الإسلام، لنتفحص في بذاءات طائفة ممن لا يصنفوا قراءاً، أنهم ممثلو غالبية من الشارع الإسلامي التعيس. الإسلام الآن عباءة من لا عباءة له، أو من يريد التنكر، علي مستوي الكرة الأرضية،،

ا.د. حسام محمود أحمد فهمي