تحدى الاخوان المسلمين للنظام فى مصر باعلانهم تشكيل نقابات عمالية موازية للنقابات الرسمية واتحادات طلابية موازية للاتحادات الطلابية العادية التى تقرها وتعترف بها الدولة يعد امرا خطيرا للغاية وتصعيدا مخيفا من جانب الاخوان ضد الرئيس مبارك وحكومتة والدولة بكل اجهزتها ومؤسساتها.

لقد سمح لهم الرئيس مبارك من قبل باعداد لم يكونوا يحلمون بها من مقاعد مجلس الشعب المصرى على امل تجنب شرورهم وعدم التصادم او الدخول فى مواجهات دموية معهم.. ولكن للاسف وكما تعودنا من
الاخوان المسلمين عبر تاريخهم الاسود الطويل لم يحفظوا العهد ولم يلتزموا باتفاق الهدنة التى قطعوهاعلى انفسهم مع النظام المصرى.. وقد وظنوا بسبب تقدم الرئيس مبارك فى السن وانتشار توقعات بتوريث الحكم لجمال مبارك ان الفرصة اصبحت سانحة امامهم لاغتصاب الحكم لانفسهم فوجدناهم يعودون من جديد لاخراج المظاهرات واحداث فوضى وبلبلة فى الشارع المصرى تحت مسميات مصطنعة وغريبة مثل الدفاع عن الاسلام والرسول وفلسطين والعراق والسودان وحماس وحزب اللة او للاحتجاج ضد بابا روما وخلافة او رسومات مسيئة..

لقد راينا كيف حول الطلاب الجامعيون المتاسلمون التابعون للاخوان المسلمين - خلال هذا الاسبوع - ساحات وقاعات الجامعات المصرية الى اماكن للتطرف والتعصب والصراع والبلطجة والتصادم بالجنازير والسنج والمطاوى مع الطلاب الاخرين المعتدلين الغير منتمين لهم. ونفس الحال تكرر فى كثير من المصانع والنقابات فقد احتجوا وتوعدوا الحكومة والنظام بالويل وعظائم الامور ان لم يسمحوا لهم بكسب الانتخابات فى نقابات العمال وبقية النقابات الاخرى من طب وهندسة ومحاميين وتعليمين وصحفيين بل وحتى القضاء ايضا !!

وبكل الاسف وجدناالدولةتقف موقف العاجز واليأس او المتفرج ازاء التصاعد الخطير لنفوذ الاخوان المسلمين فى الجامعات المصرية والمصانع والمؤسسات الاعلامية والمالية والاجتماعية والتعليمية وفى كل ركن من اركان مصر..وحتى عندما قال المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين (المحظورة قانونيا ودستوريا ) مهدى عاكف قولتة المشهورة لولا ان الحكام العرب نطقوا بالشهادة لكنا قتلناهم.. لم نجد صغيرا او كبيرا فى مصر او من الحكومة المصرية يطالب بمحاكمة المرشد العام بتهمة التحريض العلنى على القتل ضد الرئيس مبارك بصفتة واحدا من الحكام العرب !! تسامح عجيب لم نعهدة من النظام او وزير الداخلية حبيب العادلى فى تعاملة مع بقية المصريين ويجعلنا نطرح مئات من علامات الاستفهام عن سر العلاقة بين الدولة والاخوان.

على اى حال يبدوا ان جماعات الاخوان المسلمين استشعروا ضعف النظام او قرب حلول نهايتة ولذلك رايناهم فى الاونةالاخيرة يصعدون من مواجهاتهم بدرجة خطيرة وتحديهم السافر للدولة ومؤسساتها بطريقة علنية
على امل الوصول الى الحكم فى حالة رحيل الرئيس او على اسوء تقدير اذا فشلوا فى اغتصاب الحكم فانهم سوف يكونون فى وضع يمكنهم من الحصول على مزيد من الغنائم والمكاسب والامتازات.

نأمل ان يفيق القائمين على النظامفى مصر من نوم العسل قبل فوات الاوان كى يدركوا خطأ وخطورة تحالفهم ومهادنتهم لجماعة الاخوان المسلمين..ونأمل ان يدرك المسئولين فى وطنا الحبيب ان الاخوان المتاسلمين لم يقتنعوا بكل الامتيازات والتسهيلات التى اعطيت لهم من قبل الرئيس السادات ثم الرئيس مبارك.. ولن يتوقفوا الا بعد الوصول الى كرسى الحكم ونصب المشانق فى الشوارع والميادين لكبار وصغار المسئولين والمعارضين والعلمانيين وتحويل مصر الى صومال او افغانستان او سودان او لبنان اخرى.

لعلنى اذكر الجميع بهذة المناسبة ببعض مما قالة وزير الداخلية السابق زكى بدر عن الاخوان المسلمين فى احد احاديثة الصحفية جاء فى كتاب (كنت وزيرا للداخلية ) من تأليف الكاتب الصحفى المعروف محمد مصطفى:

*ان الاخوان المسلمين ndash; وهم ليسوا بمسلمين ndash; لكنهم اطلقوا على انفسهم هذا اللقب ظلما وعدوانا على الدين الاسلامى..الاخوان المسلمين فئة ضالة..لا تعرف اللة ولا الرسول..ولم تكن هذة الفئة ابدا جمعية دينية شرعية تبغى اللة ورسولة...

*هؤلاء الارهابيون سريعو التطور..كانوا عنقودا واحدا ثم اعتنقوا مبدأ الخلايا العنقودية المأخوذة من الشيوعية.

* فى الاخوان المسلمين هناك صحفيون وحزبيون ومعارضون وانا هنا لا افترى او ادعى او اخالف ضميرى لان هؤلاء الذين ماتت ضمائرهم لا يؤلمهم الوخز بالابرز.

صبحى فؤاد

استراليا

نوفمبر 2006