خبر صلاة بابا الفاتيكان متجها لقبلة المسلمين فى مسجد أيا صوفيا فى تركيا نشر فى أغلب وسائل الإعلام العربية. وهيهات أنهكت بصرى فى قراءة كل ما كتب أسفل ذلك العنوان على أمل أن أفهم مدلول ذلك الخبر! ولا زال الفضول يقتلنى لكى أدرك مغزى ذلك العنوان، هل معناه أن البابا مثلا أقر بجزء من الإسلام؟ وهل من عادة المسيحيين مثلا أن يتفادوا الإتجاه لقبلة المسلمين عند أداءهم لصلاتهم، من باب البراء مثلا أو ما شابه؟ وهل عندما خرج من المسجد إستدبر القبلة أم خرج بظهره حتى يظل مواجها للقبلة؟


تأخذنى هذه الملاحظة إلى مناقشة تختلف فيها الأراء حتى اليوم بشأن مدى أهمية تحديد موقع القبلة بمنتهى الدقة. أولا لا أعرف حكم من يصلى وهو متجه لمكان غير القبلة! وهل يستمع الله لصلاة كتلك أم لا يلقى لها بالا؟ هل القبلة هى مركز الإستقبال الوحيد لصلوات البشر؟ وما حكم من هو فى سفينة من سفن الفضاء، إلى أى جهة يتجه بصلاته؟ وما حكم من هو فى سفينة فى البحر تتقاذفها الرياح ويتحول إتجاهها بين لحظة وأخرى لناحية مختلفة حسب الرياح والامواج؟


وحتى وقت قريب، ولربما حتى الآن، يستشكل إتجاه القبلة للمقيمين فى لوس أنجليس بأمريكا وبجزر هاواى وهونولولو. وسبب ذلك الإستشكال أن الأرض كروية، هذا حسب الرأى الغالب، وبغض النظر عمن كفر من يقول بذلك وكفر أيضا من لم يكفره! وبناء عليه فإن القوم فى تلك المناطق فى الواقع يتجهون للقبلة سواء إتجهوا شرقا أو غربا! ولا أعرف حكم المساجد التى بنيت من قبل إختراع الوسائل العلمية التى تحدد الإتجاهات بالدقة المتوفرة حاليا، وما حكم صلوات البشر التى جرت فيها؟


لا فرق بين الرعاع والمثقفين أو مدعى الثقافة ي بعض الامور. تماما مثلما التمسك بالحجاب والنقاب والجلباب القصير والشورت الشرعى ووضع الحناء على الشعر والذقون وإستعمال المسواك والأكل بالأصابع. مظاهر لا أهمية لها ولا منطق ولا تنبىء عن حقيقة الباطن بأى قدر من المصداقية. الدليل أن سيادة تلك المظاهر والتى يسمونها كذبا صحوة، إتسع مع إنتشارها إنتشار الكذب والسرقة والنصب ناهيك عن القتل والذبح والإرهاب. أما الدعارة فقد إستحدثت لها مسميات شتى، عرفى ومسيار وفرند ومتعة ولوكاندة وغيرها! وكل ذلك حصل على إجازة من حاملى مفاتيح الجنة وموزعى صكوك الغفران!

مزايدة:
الرأى الشائع أن الحجاب والنقاب من أساسيات الإسلام وحتى لا تقبل فى فرضيتهم أراء مخالفة ولو كانت من مجتهدين ndash; وعلماء- مسلمين مثل أحمد صبحى منصور وشقيق حسن البنا وغيرهم. ما رأى جمهور حضرات quot;العلماءquot; الأفاضل فى الأمر القرآنى الواضح الصريح الذى لا يحتمل أى إختلاف فى التفسير أو لبس فى الفهم والموجه للنساء جميعا وهو quot; قرن فى بيوتكنquot;! وهل ذلك الأمر بالقرار والذى هو بمعنى الإستكانة وعدم التحرك صالح لكل زمان ومكان أم لا!؟ أم أنكم تأخذون ببعض الكتاب وتتركون بعض؟!

عادل حزين
نيويورك
[email protected]