في ظل الأستثمار الحزبي والطائفي والعرقي لعملية أعدام المجرم صدام حسين.. يجب علينا ان نظل نتذكر الحقيقة الوحيدة وهي ان من أسقط المجرم صدام وأعتقله وقدمه للمحاكمة هي الولايات المتحدة الامريكية وحدها.


فشكرا لأمريكا التي حررت الشعب العراقي من قمع نظام صدام ووفرت للعراقيين فرصة تاريخية كي يعيشوا أحرارا في بلد ديمقراطي حديث، ولكن للأسف أضاع الشعب العراقي هذه الفرصة بتخلفه الهمجي وعمالة البعض للمخابرات الايرانية والسورية!


من المؤسف جدا ان يفقد الكثير من العراقيين توازنهم النفسي والعقلي وأخذوا يقارنون بين المجرم صدام وبين عصابات الاحزاب الشيعية والكردية الحاكمة التي تسيطر على السلطة الان.. وهذا خطأ منهجي وفكري واخلاقي ووطني قاتل عندما يقارن الواحد منا ما بين السيء والأسوء أو يختار من هو أقل أجراما.


فالتفكير المنطقي السليم يقتضي منا رفض كافة المجرمين والمطالبة بمحاكمتهم جميعا سواء كان صدام وازلامه أو عصابات الاحزاب الشيعية والكردية، والمواطن الشريف الوطني يجب عليه ان يفكر بالمستقبل ويقارن أوضاع العراق بأوضاع الدول الناجحة مثل : اليابان وفرنسا وبريطانيا وأمريكا ويطمح الى بناء دولة القانون والمواطنة والمساواة والديمقراطية وليس الرجوع الى الماضي والتحسر عليه لأن الحاضر سيء ومظلم بسبب هيمنة عملاء ايران وسورية والمخربيين الاكراد على السلطة.


ورغم وجود آلاف المجرمين حالياً في السلطة يستحقون المحاكمة والأعدام... ومع هذا فأن قتل أحد المجرمين مثل صدام يعتبر خطوة جيدة الى الامام حتى لو قتله مجرم مثله ممثلة بالحكومة الطائفية البغيضة حاليا فأن قتل مجرم لمجرم أخر هو في النهاية لصالح العراق في التخلص تدريجياً من المجرمين حسب الظروف والامكانيات المتاحة.


يخطيء من يعتبر عملية أعدام صدام أنتقامي طائفي.. فمن أسقط صدام وأعتقله وقدمه للمحاكمة هي أمريكا، أما محاولة الأستثمار الطائفي والعرقي والحزبي لعملية الاعدام فهي من باب الغوغائية لاأكثر.

خضير طاهر

[email protected]