التصريح الذى ادلى بة اسامة الباز المستشار السياسى للرئيس حسنى مبارك منذ ايام قليلة بان الرئيس يريد التقاعد وترك الحكم ولكنة للان لم يجد الشخص او الاشخاص المناسبين.. هذا الكلام يعنى ببساطة شديدة ان الرئيس مبارك لن يتخلى عن الحكم طواعية غدا او بعد الغد او بعد عام او اثنين طالما _ كما صرح الباز _ انة ظل قادرا على الحركة.

ولكن ماذا سيحدث لو اصيب الرئيس بمرض خطير جعلة عاجزا او غير قادرا على اداء عملة وادارة شئون البلد او لو توفى بطريقة مفاجئة.. علما بانة لايوجد حتى الان نائبا لة يمكن ان يتولى المسئولية بدلا منة؟؟

ان الرئيس مبارك للاسف ربما يتخيل انة سوف يعيش الى الابد.. وربما يتخيل انة سوف يظل يحكم مصر الى انتهاء الدهر..كما ان جميع من حولة من مساعدين ومستشارين لا يملكون الشجاعة لتذكرتة انة يقترب من عامه الثمانين. وان قدراتة الجسدية والعقلية تضعف مع تقدمة فى السن مثل بقية خلق اللة. ولذلك لم يهتم مبارك بتعين نائب لة (كما هو متبع فى معظم دول العالم ) يمكنة فى حالة غيابة سد فراغة والسيطرة بسرعة على الامور بطريقة قانونية متحضرة.

ونتيجة لعدم وجود نائب للرئيس فانة يوجد اكثر من احتمال وسيناريو فى حالة وفاة الرئيس مبارك او مرضة وعجزة عن العمل.

السيناريو الاول: ربما ينتهز الاخوان الفرصة ويحاولون تحريك كوادرهم وعناصرهم للسيطرة على مراكز الشرطة والبوليس والاذاعة والتلفزيون والصحف الكبرى والوزارات ومجلس الشعب وبعض قصور الرئاسة. ولو _ لا قدر اللة _ نجحوا فى هذة المهمة بدون ان يتصدى لهم احدا لاصبح حكم مصر من نصيبهم والويل والعذاب لشعب مصر. ولكن الاحتمال الاعظم تصدى الجيش لهم والحاق هزيمة قاسية بالاخوان. ومن الطبيعى فى هذة الحالة ان يتولى الجيش حكم مصر ربما لعدة سنوات حتى تستقر الاوضاع فى مصر وتسمح بانتخابات ديمقراطية .

السيناريو الثانى: قيام مساعدين الرئيس مبارك وقيادات الجيش والقيادات فى مجلس الشعب المصرى بتقديم ابن الرئيس مبارك كبديل لابية وفرضة على الشعب. ويكون ثمن اعلان جمال مبارك رئيسا لمصر خلفا لابية اعطاء منصب نائب الرئيس لوزير الدفاع ومزيدا من الامتيازات لقيادات القوات المسلحة والشرطة والبوليس وغيرهم. واعطاء مزيد من حرية الحركة الى الاخوان المسلمين لتجنب شرهم وغضبهم وثورتهم ومن ثم تتم عملية التوريث وتقسيم النفوذ وثروات البلد فى هدوء.

السيناريو الاخير: حدوث ثورة شعبية فى الشارع المصرى تؤدى الى سقوطالنظام تماما فى ايدى عناصر وطنية مخلصة وهروب افراد اسرة الرئيس ومساعدية الى الخارج .

وهذا السيناريو حدث عقب سقوط الاتحاد السوفيتى فى كثير من الدول التى كانت تابعة لة. وتحولت فى يوم وليلة من دول ديكتاتورية متخلفة الى دول ديمقراطية متقدمة يحترمها العالم.

هذة السيناريوهات الثلاث من المحتمل ان نرى احدهم يحدث فى مصر بعد رحيل الرئيس مبارك او فى حالة عجزة عن العمل الا اذا قرر بطريقة مفاجئة تعين نائب لة او ترك الحكم واعطاء الشعب الحرية فى اختيار من يشاء.

ولكنى شخصيا اعتقد ان الاحتمال الاعظم فى الوقت الراهن وطبقا لما نراة يحدث فى مصر هو السيناريو الثانى الا وهو توريث الحكم الى جمال مبارك.

واخيرا اخشى ان اقول ما لم تحدث معجزة من السماء وويتم انتقال السلطة فى مصر بطريقة ديمقراطية الى قيادات وطنية مخلصة بشرط الا تكون عسكرية او دينية فان الشعب المصرى بمسلمية واقباطة سوف يدفعون الثمن غاليا للاخطاء الفادحة التى ارتكبت فى عهد الرئيس مبارك وفى مقدمتهم لعبة بورقة الدين وفشلة فى تعين نائب لة رغم وجودة فى الحكم منذ عام 1981.

صبحى فؤاد

استراليا

[email protected]