سلاما إلى محمد الفيتوري ألف سلام، مبتدع رجم الخيانة في مهدها،، ورحم الله صنوه الشامي محمد الماغوط الذي غادرنا بلا وداع البواسل والشجعان من الناس،، وسلاما على الطيب صالح راكب سرج الثقافة إلى يوم يبعثون والليبي الروائي المشاكس أحمد إبراهيم الفقيه،، والفتية الذين سبقوا شهداء غربة وطن وفكر وزدناهم هدى لأجيال تأتي.

محمد الفيتوري صاحب الصولجانين ليبياً وسودانياً، قال مرة quot;بيننا خائن يا رفيق... أنا أو أنت؟؟ فلنفترق قبل أن نبدا الطريقquot;،، وهو مثل صنوه السوداني الشاعر والدبلوماسي العريق أحمد محمد المحجوب حين واجه شاعر الثورة الفلسطينية واديب أدبياتها المناضل كمال ناصر الذي اغتيل في عملية الفردان في قلب بيروت التي قادها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بزي امرأة ولم يعاقب عليها دوليا أمام محاكم جرائم حرب، كما تجري العادة الآن في ظل نظام العولمة.

والشاعر الدبلوماسي السوداني العريق مرة واجه كمال ناصر حيث كان ناطقا رسميا باسم منظمة التحرير الفلسطينية في قمة الخرطوم ذات اللآءات الثلاث العام 1967 بعد الهزيمة النكراء إياها بشعر مقابل شعر،،

ويومها حين افتتاح فعاليات القمة، نطق الشهيد كمال ناصر بالآتي متحدثا باسم منظمة التحرير الفلسطينية quot;سيدي... رئيس الاجتماع،، يبدو أن وجه العروبة أسودquot; مشيراً إلى نكسة حزيران (يونيو) حيث حررت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي القدس والضفة الغربية والجولان وسيناء وطردت منها قوات الاحتلال العربية مصريا وأردنيا وسوريا؟؟؟؟؟؟. فكانت هذه الهزيمة الشنيعة البشعة..

وماذا كان الرد الذكي من الوزير الشاعر الراحل احمد المحجوب؟ لقد أجاب بالآتي :quot; يبدو أن وجه العروبة أسود، حين تولى أحمدquot;، في إشارة إلى سودانيته الأصيلة السوداء، ولتوليه رئاسة اجتماع القمة العربية في قمة الخرطوم بديلا للراحل إسماعيل الأزهري رئيس السودان آنذاك.

وإليه، فكلام محمد الفيتوري عن خيانة الرفاق لها ما يبررها، أشخاصا وبلداناً، وفي أسبابها، حيث المصالح الشخصية تطغى على كل شيء،، وكم هنالك من من ذوي خصومة شخصية، والخونة في ضميرهم وعليهم أن يفترقوا عن الصالحين من الناس، قبل ابتداء مسيرتهم،، وفي آخر النهار يتبين الغي من الرشد، ولعلنا نعتبر من كلام الفيتوري quot;بيننا خائن يا رفيق،، أنا أو أنت؟؟ فلنفترق...قبل أن نبدأ الطريقquot;.

رفاق مسيرة درب يخونون رفاقهم، وكم من ضحايا هذه الخيانة،، ليتنا نفترق قبل أن نبدا الطريق،، وليتنا نتصالح مع أنفسنا قبل خوض معارك quot;ضرب تحت الحزامquot; وهي ما تعودها نفر طالح اقتحم عالم الإعلام والصحافة من بوابات النفاق والاستجداء.

مطلوب كشف أوراق هؤلاء من الذين ساروا اعتباطا في المسيرة،، وهم صاروا كثيرين يتصدرون المقالة والخبر والتعليق والتحليل بالكتابة عن جهل، وصاروا ينافسون quot;العملة الجيدةquot; في السوق الإعلامي المتاح راهنا لكل quot;من هبّ ودبّquot; وهذه الفئة تمارس عنفها حفاظا على مكتسباتها ولابد من وقفها لا بل لجمها حتى يستقيم الأمر لأهله. فهل تطرد العملة السيئة ندها الجيدة من الأسواق؟؟.

لابد للزيف الإعلامي أن يتوقف، وهذا ممكن عبر شطب كل الذين ليسوا من أهل الحرفة وquot;الهلافيتquot; الآتين إليها لتحقيق مآربهم الشخصية تحت ستار الإعلام وادعاء مهنيته،، هنالك كثيرون quot;تسلبطواquot; على احتراف الصحافة،، والكارثة أن هذه القلّة التي تتكاثر كالبعوض تقتل آخرين،، حيث البعوضة تُدمي مقلة الأسد.

وفي الختام،، لنا من قول محمد الفيتوري مثالا،، حيث quot;بيننا خائن يا رفيقquot;،، كثيرون تسربلوا من وراء ستار لمهنة الصحافة،، علينا كشفهم،، لا بل مطاردتهم وإقصائهم قبل فوات الأوان.

نصر المجالي