في شريطه الاخير ردد المجرم ابن لادن نفس كلمات المذيع في قناة الجزيرة فصيل القاسم بخصوص الليبراليين العرب والاتهامات التي ما انفك يكررها في برنامجه الاتجاه المعاكس ضد الليبراليين من انهم يحرضون ضد الدين وثوابت الامة الى اخر الاسطوانه المشروخة.



وتهديدات ابن لادن ضد الليبراليين وما سيتبعها من اعمال اجرامية لاسامح الله قد تطالهم.. تثبتخطورة الاعلام التحريضي الذي تمارسهقناة الجزيرة،والانفلات والتحلل المهني، وانعدام الشعور بالمسؤولية حيال امن المجتمعات واستقرارها الفكري والنفسي، فأبن لولا الحملة المكثفة التي يشنها فصيل القاسم على الليبراليين العرب لما عرف بوجودهم وهو القابع في كهوف الجبال .


لقد استهوت الجزيرة قطاعات معينة من المشاهدين لانها حركت فيهم الذاكرة الجماعية وتداعيات امجاد سوق عكاظ والمبارزات الكلامية بين القبائل التي مازالت اثارها فاعلة بقوة في بنية الشخصية العربية وخطابها السياسي والاعلامي الراهن، فقناة الجزيرة لم تقدم المعرفة والمعلومة للمشاهد، وانما دغدغت غرائزه البدائية وضغطت على مجسات مخزون اللاشعور واججت عشق المشاهد العربي للصياح والزعيق والاثارة، وسحبته من عصر العولمة والحداثة الى عهود الغزوات والخطب واشعار الهجاء بين القبائل.



والتماثل ما بين خطاب ابن لادن وفصيل القاسم واضح لدرجة انه ليس بحاجة للبحث عن اوجه التطابق بين كلامهما، فالقاسم من خلال برنامجه كان بأستمرار يحارب التنوير والعقلانية والديمقراطية والانفتاح على الاخر الغربي واقامة شبكة علاقات مصالح معه، لقد استدعى كل ماهو قبيح في الخطاب القومي والماركسي والاسلام السياسي واخذ ينفثه في برنامج الاتجاه المعاكس.


ومن حسن الحظ ان شتائم فصيل القاسم ضد الليبراليين العرب المطابقة لشتائم ابن لادن مازالت طازجة وموجودة على شبكة الانترنت، وقناة الجزيرة ليست بحاجة الى أدلة تثبت تورطها في التحريض على الارهاب والقتل، فأسمها وحده هو دليل ادانتها.

القصيبي والحمد مهددان

خضير طاهر
[email protected]