الإرهاب في سيناء هل هو بداية أم نهاية؟ ( الحلقة الثالثة عشرة )

في quot;الحلقة الثانية عشرةquot; من الإرهاب في سيناء هل هو بداية أم نهاية ؟ ذكرنا بعض المعلومات ويمكن تلخيصها في مايلي: إن تنظيماً أصولياً متشدداً له صلات أيديولوجية بتنظيم القاعدة يضم عناصر من بدو سيناء يقف خلف حوادث التفجيرات في سيناء، إن الوضع غير مستقر في سيناء ولايستبعد أن يكون وراء ذلك جهات خارجية، بدو سيناء يطالبون الحكومة بأن لا تتعامل معهم بنوع من الإهمال والتجاهل والنسيان، معاهدة السلام كانت سببا في حرمان أهل سيناء من فرص التنمية، التقرير الذي أصدرته منظمة هيومن رايتس واتش بشأن سيناء، إبراز دور بعض السياح الإسرائليون وممارساتهم غير الأخلاقية.

وفي هذه الحلقة سنقوم بالتحليل وسرد لأهم الأفكار التي كتبت حول الموضوع فمن الطبيعي أن تقوم الأجهزة الأمنية المختلفة بشن حملات دهم وملاحقات الأمر الذي أدى الى إستسلام عدد من المطلوبين في تفجيرات سيناء وتواصل قوات الأمن حملاتها المكثفة في مدن سيناء مثل مدينة العريش والشيخ زويد ووسط سيناء للبحث عن باقي الهاربين من المتهمين والمتورطين في التفجيرات.

وتطارد قوات الأمن المطلوبين في منطقة جبلية وعرة بشمال سيناء، وقد قتلت عدد منهم وطالبت سلطات الأمن مشايخ القبائل بسيناء بإقناع أبناء القبائل الهاربين والمطاردين والضغط عليهم quot;لإعلان التوبةquot; وتسليم أنفسهم للسلطات الأمنية لتقديمهم إلى العدالة واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

وهناك معلومات جديدة تفيد بوجود سائح إسرائيلي في أحد الفنادق والتي تحوم حوله الكثير من الشكوك وكشفت التحريات عن وجود بعض الملاحظات ومنها أن كل الحوادث الإرهابية التي شهدتها البلاد في طابا وشرم الشيخ ودهب والأزهر وعبدالمنعم رياض وقعت في فترات زيارات السائح الإسرائيلي للبلاد وانه كان متواجدا في أغلبها أو غادر البلاد قبل بعض هذه التفجيرات بساعات أو بعدها بوقت قصير.

كما رصدت أجهزة الأمن تردد عدد الفتيات اللاتي يترددن علي الفنادق للجلوس مع هذا السائح المشكوك في أمره ولساعات طوال وكان لابد من إزاحة الغموض الذي يحيط به وتتبع رجال الأمن خط سير إحدي الفتيات وتبين أنها متزوجة ومقيمة بمنطقة باب الشعرية وتقرر استدعاؤها وخضعت لتحقيقات مكثفة وكانت نتائح التحقيق تفيد بأن هناك معاملات تجارية بينها وبين السائح الإسرائيلي وقالت انه عرض عليها صفقات تجارية وسوف يساعدها علي إبرامها لتصبح سيدة أعمال وتخرج من البيئة التي تسكن فيها ووعدها بأن تصبح مليونيرة في غضون عدة سنوات.

أما تحريات أجهزة الأمن كشفت عن مفاجآت جديدة تتعلق بسيدة باب الشعرية والسائح الإسرائيلي وبعد الفحص اكتشف رجال الأمن أن السيدة حصلت علي تأشيرة دخول لدولة quot;سوزريلاندquot; ولم تستطع تبرير الحصول علي تأشيرة دخول لتلك الدولة إلا أنها قالت أن السائح 'الإسرائيلي' سوف يقابلها هناك لعقد صفقات.

وتواصل أجهزة الأمن تتبع تحركات السائح الإسرائيلي والذي يتحدث العربية بطلاقة وجمعت هذه الأجهزة معلومات عن الفتيات اللاتي أقام معهن السائح الإسرائيلي علاقات مشبوهة وبعضهن من الساقطات اللاتي يترددن علي الفنادق الكبري من أجل إقامة العلاقات المحرمة مع السياح العرب والأجانب على حد سواء، وأكدت التحريات أن بعضهن إعتدن بيع أجسادهن من أجل حفنة من الدولارات.

كما يجري الربط حاليا بين أسباب وجود السائح الإسرائيلي وبين الساقطات وكذلك تفحص أجهزة الأمن سر تواجده في البلاد خلال كل الحوادث الإرهابية التي شهدتها البلاد خلال الفترة الأخيرة، كما أنها تعيد فحص ملفات بعض الساقطات في مباحث الآداب ومدي حجم علاقاتهن بالسائح الإسرائيلي المشتبه فيه.

وتفيد معلومات أخرى عن إلقاء القبض على مواطن من شمال سيناء كان من الهاربين من حكم بالإعدام لتورطه في جريمة قتل ولهذا ستبقى أعمال البحث مستمرة حتى يتم الكشف عن جميع أبعاد الجرائم التي استهدفت قطاع السياحة في محافظات سيناء ويتوازي مع ذلك أعمال المطاردة التي تمت في منطقة جنوب العريش والقطاع الأوسط وسيناء حتى يتم إغلاق هذا الملف والقبض علي كافة العناصر الهاربة التي تستخدم كافة أنواع الأسلحة والتفجيرات لإستمرار الأعمال الإرهابية في سيناء.

وتفيد المعلومات الأمنية بأن quot;ناصر خميس الملاحي العقل المدبر لما يسمي بتنظيم quot;التوحيد والجهادquot; وقد قتل في مواجهات بين الشرطة وعناصر من مجموعة تابعة له، في مدينة العريش شمال سيناء وإعتقلت ذراعه الأيمن محمد عبدالله عليان.

وتفيد معلومات أمنية أخرى بأن السياح اليهود يرون في سيناء ملاذا لممارسة الخيانة الزوجية، وهناك فئة من السياح الإسرائيليين تفضل قضاء شهر العسل في سيناء، وهؤلاء يكونون اقل تطرفا في ممارساتهم الجنسية من الفئات الأخرى، ويقصدون فنادق غالبا ما تكون رخيصة يقضون فيها أوقاتهم، بعيدا عن ما يوصف بمخيمات العراة والحشيش والجنس اللاهب المجنون.

أما المعلومات الواردة عن الإستخبارات البريطانية فتربط بين التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مدينة دهب وشريط زعيم القاعدة اسامة بن لادن الذي بثته الجزيرة قبل 24 ساعة من وقوع أحداث مدينة دهب الإرهابية، وكان القسم المختص بمتابعة الارهاب والجماعات المتطرفة في الاستخبارات البريطانية MI-6، قد ذكر في تقرير له عقب بث قناة الجزيرة لشريط زعيم تنظيم القاعدة، أنها تخشى من أن يكون الشريط تضمن إشارات مشفرة لخلايا تابعة لتنظيم القاعدة بتنفيذ عمليات ارهابية ضد بريطانيا ومصالحها واصدقائها، ويكون توقيتها مشفرا داخل الرسالة، مما يدفع بالإرهابيين الى تنفيذ التفجيرات المخطط لها مسبقا ومنذ وقت طويل.

ويرى محللو الاستخبارات البريطانية ان شريط بن لادن تضمن الاشارة الى quot; الهجمة الصليبيةquot; والى دور بريطانيا وquot;الصليبيينquot; بفصل السودان quot; عن مصرquot; ويعتقدون أن الإشارة الى مصر والصليبيين في هذا الإطار قد تكون دعوة مشفرة الى التوقيت في quot;شم النسيمquot; وهو آخر أيام أعياد الكنيسة المسيحية القبطية المصرية.

ويرى محللون أمنيون أن سلطات الأمن وجهت أنظارها ناحية quot;تنظيم القاعدةquot; وتركت الإشارات التي تشير الى وجود جهات خارجية مثل اسرائيل، والتي ربما نجحت على الاقل في اختراق هذه التنظيمات، أو أنها علمت بهذه التفجيرات قبل أن تقع ولم تبلغ المخابرات المصرية.

ماحدث من تفجيرات فى مدينة دهب، يعد دليلاً على أن مصر اصبحت بلداً مستهدفاً، من خلال التركيز على سيناء، التى وصفها خبراء استراتيجيون، بأنها المنطقة الرخوة فى جدار الأمن القومى، حيث تعمدت الجماعات الإرهابية التى تقوم بتلك العمليات التفجيرية المتكررة، ضرب الاقتصاد المصرى، من خلال تدمير قطاع السياحة، وتشويه صورة مصر وزعزعة أمنها واستقرارها، لإظهارها غير قادرة على حماية أمنها الداخلى.

ويقول بعض الخبراء إنه طبقاً لما وقع من حوادث سابقة فى سيناء يتضح ان هناك عدة أهداف وراء تلك التفجيرات فى سيناء، وأهمها التأثير على أمن واستقرار مصر فى الداخل، والانتقام من أجهزة الأمن بسبب العمليات السابقة، التى تم فيها القبض على عدد كبير من بدو سيناء، فضلاً عن أن هناك تداعيات أخرى مثل التأثير على قطاع السياحة، والإضرار بالنواحى الاقتصادية.

ويحذر الخبراء من ردة الفعل للإرهابيين ستكون أسوأ لو إستعملت الأجهزة الأمنية أساليب تعسفية كما حصل في المرات السابقة عندما قصفت بالطائرات أماكن معينة، وإعتقلت العديد من أبناء المنطقة رجالاً ونساءاً، ولايستبعد أن ينتج عن ذلك ردود فعل وعمليات إنتقامية أشد وأكثر وجعاً وأكبر حجماً، لأن مثل تلك الأساليب تأخذ الأبرياء بجريرة المجرمين، وتساوي بين تجار المخدرات وبين أصحاب الافكار السياسية أو الدينية المتشددة، وتهمل الطبيعة القبلية لسكان هذه المناطق مما سيزيد من تنامي ظاهرة الإرهاب وإستفحالها.

الأمر الذي يجعلنا بحاجة الى المزيد من القراءة والتحليل لندرك الإجابة على سؤال: هو مازال ماثل أمامنا: الإرهاب في سيناء هل هو بداية أم نهاية؟

مصطفى الغريب

شيكاغو