نقل لي أحد الاصدقاء أن هناك مايقارب من الخمسة آلاف من المُسلمين في العراق قد تحوّلوا من دينهم ( الاسلام ) الى الدين المسيحي، وقد إستغرب من نقل لي الخبر أني لم أُفاجأ بذلك، لا بل أعتبرتُ الخبر في غاية الواقعية والعقلانية، ورُبّ هُنالك من سيقول وكيف ذلك؟ وأقولها بكل صراحة لنتجرد من عواطفنا وحساسياتنا ولنتطلع الى الوضع الحالي في العراق الذي نراه، ولنفكر بواقع تلك الاحداث الدامية على المسلمين المُسالمين والبسطاء عموما فماذا سنرى؟ فالمشهد الذي سنراه وسيراه معنا المسلمون المسالمون جميعا والذين طحنتهم هذه الاحداث.. سنرى مسلمون ( كما يدّعون ) يُقطّعون البشر دون رحمة ويكبّرون بأسم الله.
هذه الجماعات التي تدعي الاسلام والتي أسست أديانها المذهبية على أنقاض الاسلام، كانت من أهم الاسباب التي سببت ولا زالت بهجرة المسلمين من إسلامهم بعد أن زورت مبادءه وحّولت أرضيته الى ساحات لسفك الدماء وتصارع على الدنيا ومزاياها وفي غمرة هذا الاجرام اليومي الذي يمارس بدم بارد قلّ نظيره يتم إستغلال الدين من قبل تلك الجماعات عبر التحريف والتزوير لشريعة الله ونبيه حتى شرعنوا للظلم من خلاله.
وتبدأ مأساة الدين الاسلامي معنا حينما بدأ تحويلهُ الى تجارة وأرتزاق ومنها بدأ الابتعاد عن جوهر الدين الاسلامي، وأول من مارس ذلك هو رجل الدين ذاته، حينما بدأ بالخروج للناس يدعوهم للاسلام في قرى وقصبات العراق وقد ظمر نيّة الارتزاق من أجل ذلك ولم تكن نيّته خالصة لوجه الله، حيثُ نمت وأزدهرت تجارته بالدين وسرعان ماتحولت تلك التجارة الى إستثمار سياسي، مما أوجدت تلك الحالة ضرورة التشريع للأحزاب السياسية المتكأة على المذاهب التي تحولت بدورها الى أديان أرضية من خلال الولاءات السخيفة لتلك المذهب.
ماذا يرى المسلم العراقي البسيط في تفكيره والذي حجّم عقله النظام السابق؟ يرى قتل المسلمين لبعضهم، يرى ذبح البشر كما تُذبح الشاة، إغتصاب النساء وحتى القاصرات منهُنّ، التمثيل بالجثث، تفجير دور العبادة كنائس وأديرة وحُسينيات ومساجد، تفجيرات في كل مكان وزمان، نهب البلد على أعلى المستويات وبأبشع الصور، ويرى كذلك أن رجل الدين المسلم لازال يُناقش على طريقة الوضوء في الصلاة !، ولا زال همّهُ الوحيد ما الذي يخرج للعيان من جسم المرأة، كل إصبعها أم العُقدة الحاملة للاظفر فقط !، وأيهما الأفضل لحجاب المرأة.. الخمار؟ أم الجُبّة والربطة وحدهما يفيان بالغرض؟ ولازال يُناقش مشكلة التبول وقوفا وضرورة الخرطات التسعة كي تتم الطهارة ! ويغض النظر عن طهارة النفس والقلب. والأدهى من ذلك يرى المسلم البسيط الذي بات مغلوبا على أمره يرى جمع التبرعات في مساجد الدول المجاورة لغرض إرسالها الى الجماعات الإرهابية وعصابات القتل الإسلامية ! لقتل الإنسان في العراق بأسم الجهاد والتي تجد دعما مباشرا كذلك من روؤساء تلك الدول وقادتها والذين هم كذلك مسلمون أو هكذا يُشاع.
هذا هو المشهد الذي يراه المسلم العراقي الذي ينزع للأمن والأمان والسلام، ومن هنا بدأت هجرته الى دين آخر عسى أن يرى أُناسا أكثر إنسانية مما يرى كي ينأى بنفسه عن دور العبادة التي أحالها الإسلامويون الى أمكنة لخزن الأسلحة والمتفجرات وأستغلوا أقبيتها لتعذيب الأبرياء.
ولاأعتقد إنهُ مُلام في ذلك فقد أصدر قراره على مايراه أمامه حيث أصبح القتل والدمار يمارس بأسم الاسلام وكل الفضل في ذلك يعود لأدعياء الاسلام الذين طعنوا الاسلام قبل غيرهم ساعة تسويقهم ( للإسلام المقلوب )، فالمسلم الذي تحول الى الدين المسيحي بات يردد في داخله : مسيحي مسالم ولا مسلم ذبّاح !


اكرم سليم
كاتب عراقي مقيم في كندا