تفاجأ عدد كبير من العراقيين يوم امس حين ظهر حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين وهو يوزع اتهاماته على العراقيين ويتباكى في انقرة عبر قناة الجزيرة الفضائية معتبرا ان مايجري في العراق هو استهداف للسنة فقط وان الشيعة في العراق هم من يتولى كل مايحصل.
المفاجاة جاءت من النبرة الطائفية التي تناول بها الضاري مايجري في العراق من ومن اتهامه المباشر لكل من مقتدى الصدر وعبد العزيز الحكيم بانهما المسؤولان فقط عما يجرب بقوله quot;ان انهاء العنف في العراق لايحتاج الا لكلمة واحدة وهي ان تطلب ايران من الحكيم ومقتدى الصدر بالكف عن قتل السنةquot;. هكذا وبكل صلافة وكأن هذا الشخصان بغض النظر عن اتفاقنا او اختلافنا من يحرض ضد السنة والشيعة.
وقد صب بهذا الكلام براميل زيت لاهب على نيران اكثر لهيبا مبرزا نفسه كراس للفتنة الطائفية في العراق.
وقد رد المجلس الاعلى للثورة الاسلامية على اتهامه الخطير لرئيسه ببيان شديد اللهجة تحدى فيه الضاري ان يدين الزرقاوي الذي كان يكرر علنا استهدافه للشيعة والسنة لاسباب طائفية. فدخل العراق بعد فعل الضاري وبيان المجلس في منعطف طائفي خطير قطباه طائفيان شاءا ام ابيا.
وياتي كلام الضاري كاحباط جديد لمحاولات التهدئة التي تسعى لفرضها اطراف عراقية سنية وشيعية معتدلة.
لكن مابدر من الضاري نابع من يقينه بان احدا لايمسه او يحاسبه لاسباب داخلية عراقية ربما يكون من بينها ان تعيين ابن عمه سلام زكم الزوبعي في منصب نائب رئيس الوزراء من باب خطب وده. فكلامه في القاهرة اثناء الاجتماع التحضيري لمؤتمر المصالحة كان غاية في التحريض الطائفي. وكلامه الواضح واعترافه بالقتل لمشيعي جثمان الصحافية اطوار بهجت اثناء دفنها في مقبرة قرب مكان سكناه غرب بغداد حين هوجم موكب التشييع بنيران كثيفة متوسطة وثقيلة وقد شاهدناها على قناة العربية التي اتصلت به وبرر مافعله ان حماية موكب التشييع جاءوا لاعتقاله وقد لقنهم درسا لن ينسوه بقتله اربعة منهم متباهيا انه ومن معه لم يصبهم اي اذى سوى خدش بسيط لجدار المنزل.
ومنذ ذلك اليوم، وقد امن العقاب، فاساء بما يحلو له من اساءة. حتى جاء يوم مقتل الزرقاوي والعثور على ارقام هواتفه في هاتف الزرقاوي ثم اشادة بن لادن به وعدم رده بشيء اذ لم يفعل حتى كما فعل قادة المحاكم الاسلامية في الصومال حين استهجنوا ذكر بن لادن لهم في رسالته الاخيرة.
واليوم بعد هذا التصريح الذي ستترتب عليه كل الدماء التي ستسيل منذ النطق به عبر شاشة الجزيرة اذ يتحمل برقبته ورقبة المشرفين على هذه القناة دم كل قتيل عراقي قادم.
فما الذي قدمه الضاري للعراق منذ سقوط النظام حتى اليوم؛
فهو وهيئته لم يقدما سوى التحريض الطائفي منذ ثلاث سنوات حتى يومنا هذا ولن ينسى العراقيون تباكي نجله مثنى الضاري على علي حسن المجيد بعد اعتقاله ودعوته من دمشق لقتل عناصر الشرطة العراقية. ودعوتها لقطع المياه عن الجنوب اذا مااعلنت الفيدرالية الى دعوتها لقتل كل عراقي يعمل في الحكومة حتى فراش المدرسة باعتباره من المتعاملين مع الحكومة العراقية المتعاملة مع الاحتلال.
ترى هل ستلجا الحكومة العراقية للمجاملات ذاتها التي ادت لقتل المئات من العراقيين دون ان تحاسب الضاري ليكون عبرة لكل رجل دين لاعمل له سوى التحريض وبث روح الكراهية سواء كان سنيا او شيعيا. وهل سيكف رجال الدين سنة وشيعة من التدخل في السياسة التي اعادوا العراق عبر تدخلاتهم لقرون من التخلف؟

محمد هاشم