لا نستغرب حينما يتم القاء القبض على ارهابي سعودي أو يمني أو فلسطيني أو مصري أو سوري أو أردني أو سوداني أو تونسي أو مغربي فقد تعودنا على وقوف غالبية عظمى من شعوب هذه الدول ضد أبناء شعب العراق ، ليس في هذه المرحلة حسب ، بل ومنذ أيام حكم الطاغية صدام حسين ، لكننا نستغرب جدا حينما يتم القاء القبض على ارهابي هندي .. نعم ، هندي .

لقد أعلن الجيش العراقي عن اعتقال تسعة مطلوبين بينهم أمير جماعة هندي الجنسية خلال حملة دهم وتفتيش لقرى تقع غرب محافظة كركوك بين منطقة الشرقاط وناحية الزاب وقد اعترف هذا الهندي بقيامه بعدة أعمال وجرائم ضد القوات الأمنية وضد المواطنين في هذه المنطقة و نفذ العديد من عمليات ذبح للمدنيين .

اذن هذا الهندي لم يأت الى العراق لمقاتلة القوات الأمريكية ، بل ومن خلال اعترافه فانه جاء ليقتل القوات العراقية وليذبح أهل العراق .

السؤال الذي راودني بعد أن قرأت خبر اعتقال هذا الهندي هو : ما الذي دعا هذا الهندي للمجيء الى العراق وارتكاب المجازر البشعة بحق شعب العراق ؟

ربما أن الجنة والحوريات والعشاء مع الرسول هي الأهداف التي يبحث عنها هذا الهندي حاله من حال السعودي والسوداني والفلسطيني وغيرهم من ( أشقائنا ) العرب ، لكننا نعتقد أن الظروف التي تعيشها دولته ( الهند ) فيها العديد من الأسباب التي تدعوه الى ( الجهاد ) هناك ، في الهند للوصول الى الجنة والحوريات والعشاء مع الرسول فلماذا يجهد هذا الهندي نفسه ويقوم بتصعيب مهمته للوصول الى الجنة عبر قطعه مسافة طويلة من الهند الى العراق .

السؤال الثاني الذي راودني هو: ما الذي فعله الشعب العراقي لهذا الهندي ليقطع كل هذه المسافة ويقوم بذبحهم ؟ .

لم أجد جوابا على هذا السؤال ، إذ لا يوجد أي خلاف بين الشعب العراقي والشعب الهندي ، بل أننا طالما تعاطفنا مع مآسي هذا الشعب ، لاسيما المأسي التي تتحدث عنها أفلامهم ، تلك الأفلام التي أبكتنا كثيرا ، لكن يبدو أن المدرسة التكفيرية ، المجرمة قد أثرت في عقلية هذا الارهابي وأفهمته أن الشعب العراقي من الشعوب الكافرة التي تستحق الذبح ، أو أن هذا الارهابي جاء الى العراق كي يجعلنا نرى ، على أرض الواقع ، بشاعة المجرمين الهنود الذي شاهدناهم في الأفلام الهندية .

حقا، حيرني هذا الهندي وجعلني أردد: حتى أنت يا أيها الهندي!!

طارق الحارس

[email protected]