الله كفكرة ومعنى وصفات هو أكبر من كافة المسميات الدينية، كالاسلام والمسيحية واليهودية والبوذية وغيرها من الديانات، وأشمل من مضامين هذه الاديان وما ينتج عنها من فكر ديني بشري على شاكلة تفسير وتأويل وتخريجات... وبالتالي فأن المقياس في حياتنا الدينية الفكرية والروحيةيجب ان يكون ما تعبر عنه حقيقة اللهوليس الديانات والكتب السماوية واقوال رجال الدين.

وعدالة الله هي مبدأ يدرك بواسطة العقل، وهذا المبدأ حاكم ومقياس نقيس به مدى صحة وسلامة ماجاءت به الديانات والكتب المقدسة واقوال رجال الدين فعلى سبيل المثالبشأن قضية ضرب المرأة نتساءل :


هل عدالة الله التي أوجبت المساواة بين البشر جميعا من حيث القيمة الانسانية والحقوق والواجبات :


تقبل قيامالرجل بضرب المرأة مهما كانت نسبة القرابة معها كأن تكون بنته أو أخته أو زوجته ؟


هل تقبل عدالة الله بالتمييز وعدم المساواة بين الرجل والمرأة في مواضيع الارث والشهادة في المحكمة ؟


هل تقبل عدالة الله ان يجبر الرجل زوجته عن طريق المحكمة المجيء معه الى بيت الطاعة أو اصدار حكم النشوز عليها لمدة عدة اعوام ؟


هل تقبل عدالة الله بتشريع ملك اليمين وتعدد الزوجات وسبي النساء وتزوجهن عنوة أشبه بعملية الاغتصاب الجنسي مثلما حصل في زمن الغزوات؟


مؤكد ان عدالة الله ترفض كافة هذه الممارسات الظالمة بحق المرأة حتى لو جاءت فيها نصوص دينية وأيات قرانية تبيحها، ولكن كيف نحل أشكاليات هذه النصوص الدينية التي تسمح بممارسة هذه المظالم بحق المرأة ؟


ان حل هذا الاشكال يكمن في اتخاذ صفات الله هي المرجع والاساس لنا في الحكم على النصوص الدينية والافكار والسلوك وبما ان الله أكبر من كافة الديانات وأشمل فأن النصوص الدينية ليست ملزمة لنا ولاتعنينا طالما لدينا قاعدة عقلية مفادها : ان مبدأ العدالة الألهية يرفض تماما كل أنواع التمييز العنصري ضد المرأة، وان النصوص الدينية خاضعة لحركة التاريخ وللتفسير والتأويل والتحريف والتحيز الايديولوجي والاسقاط الاجتماعي والنفسي عليها، وعليه من باب أولى نحن البشر ان نتبع الأصل والمقياس والانتماء الى فكرة الله بعيدا عن المسميات الدينية والنصوص المقدسة.

خضير طاهر