ظهرت فتاة الفيوم منى قرياقص على محطه المحور لتقول انها ليست مخطوفه وانها اختارت هذا الزواج بارادتها، . لكن ملامح الفتاه وصوتها و كلامها لم تقنع الكثيرين بصحة هذا الكلام واولهم اسرتها اللتي قالت ان ابنتها لم تكن بحالتها الطبيعيه وان ظهورها بهذا الشكل يؤكد مسألة اختطافها وانها لا تأخذ بكلامها طالما هي تحت رحمة الخاطف الذي سيملي عليها ما تقول . وقد تابعت انا معظم ما نشر حول هذه الازمه واستمعت لحديث منى بالهاتف مع تلفزيون دريم ولاحظت فعلا ان صوتها كان ضعيفا ومرتعشا وانها كانت تبكي وهي تتكلم، وكانت اجاباتها مقتضبه وغامضه ويتخللها لحظات صمت طويله .وكانت ترد على الاسئله ببطىء واحيانا لا ترد ، ولم يوحي لي صوتها ولا كلامها باي شعور بالثقه او الاراده، كما لم يوحي لي باي شعور بالسعاده التي يفترض ان تعيشها الان كانسانه محبه اختارت ما قد حصل بارادتها ! بل العكس بدا وكانها تعيش كابوس مخيف . . ثم عندما وجهت كلامها لوالدتها قالت (انتي عارفه اني مش ممكن اعمل حاجه غلط ) وهذايوحي بانها تعتبر ما حصل هو غلط وبالتالي هي لم تفعله الا رغما عنها ..

اما عندما تحدث من يدعي بانه تزوجها عن حب وبارادتها فهو ايضا لم يكن مقنعا في كلامه لدرجه انه احتار في الاجابه عن سؤاله لماذا اراد الزواج من منى ؟ وقفز فجاة لموضوع العقد العرفي ليقول انه اصبح موثق الان !
وكان العقد يوثق بعد الزواج وليس قبله، وايضا كان وجود عقد عرفي معه ينفي احتمالية الاختطاف او الزواج بالاكراه ان لم نقل الاغتصاب ، لان الزواج الحقيقي ليس مجرد ورقه . على كل انا لا اعرف أي حب هذا الذي يجعل الانسان يبهدل من يحبها بهذا الشكل ويسبب لاسرتها كل هذه المعاناه والفضائح .


اما الجهات الامنيه فما قامت به حتى الان لم يبدد شكوك المتشككين ، فاولا لم تظهر الفتاه الا بعد اسبوعين من اختطافها ولم يعرف احد بوضوح ما حصل لها خلال ذلك ، وثانيا تم التحقيق مع الفتاه بدون وجود محاميها وبدون ان تعرف اسرتها شيئا عن فحوى هذا التحقيق ،وثالثا لم يسمحو لاحد من اسرة الفتاه بمقابلة ابنتهم وجها لوجه ورفضو ذلك حتى لوالدتها، فما الذي يخشونه من اسره على ابنتها وبحضور رجال الامن ؟وكيف يخشون على الفتاه من اهلها اللذين تعهدو بعدم محاسبتها ولا يخشون عليها ممن قد يكون خاطفها ؟ فهل انتفت فرضية الخطف تماما بالنسبه للنيابه وعلى أي اساس ؟ . وهل اقتنعت بما سمعته من الفتاه رغم الحاله المريبه التي ظهرت بها ؟ الا يستلزم الامر شهادة طبيب واخصائي نفسي للتحقق من حالة الفتاه النفسيه والبدنيه وفيما اذا كانت قد تعرضت لعنف او عقاقير مخدره ؟ثم هل حققت النيابه مع مصففة الشعر التي كانت اخر مكان اتجهت اليه الفتاه ؟وهل ربطت هذه الحادثه بحوادث خطف اخرى مشابهه حدثت سابقا ؟ فكيف تعيد تسليم الفتاه الى من يدعي انه تزوجها برضاها رغم وجود كل هذه الشكوك ؟ الا يحتمل ان تكون قد سلمت الفريسه للذئب !! ؟فلماذا لم تفصل بينهما حتى يتم جلاء الامور بوضوح تام ؟


هناك من الاقباط من يقول ان جهات متطرفه ومنظمه تقف وراء عمليات الخطف المتكرره هذه وتمولها، الهدف منها اسلمة فتيات الاقباط - وخاصة قريبات رجال الدين - للتضييق على الاقباط اكثر ودفعهم للهجره ، هذه الجهات يقال انها تجند اشخاصا لتنفيذ هذه العمليات واخرين للتستر عليها ودعمها ومن ضمنهم مسؤولين ورجال امن ومتعاونين تغريهم بالمال وباقناعهم بانهم بافعالهم هذه انما يكفرون عن كل ذنوبهم وينالون الجنه لانهم ادخلو انسانا جديدا في الاسلام . وان وسائل استدراج الفتيات تشمل النصب والاحتيالات بانواعها واستعمال العقاقير المخدره والاغتصاب والتصوير في اوضاع مخله ليتم ابتزاز الفتاه بها واخافتها من محاولة العوده الى اهلها . اما حياتها بعد ذلك فيقال انها اقرب الى حياة الجواري ..

ان من يبحث عن الحقيقه لا بد وان يستمع لكل ما يقال خاصه اذا بدا انه ليس غريبا عما حصل في الواقع ، فباستثناء مسالة الاسلمه التي يبدو انه تم تأجيلها قليلا وتفضيل الزواج اولا ! فان منى هي شقيقه لراهبه، وخاطفها يعاني من ضائقه ماليه ويقال انه صاحب سوابق (فهذه فرصه لحل مشاكله الماليه وللتكفير عن ذنوبه ايضا ! ) ،واخر من كانت متوجهه اليها هي صديقه مسلمه، وقد ظهرت الفتاه بعد اسبوعين بحاله غير طبيعيه ومحرجه من مواجهة اسرتها !! ثم ان هناك سؤالا يفرض نفسه وهو كيف يمكن لانسان بهذه المواصفات والامكانيات الضعيفه ان يقدم على هذه الفعله الخطيره بكل ما يمكن ان تجلبه من مشاكل على المستوى الشخصي والعام دون ان يكون لديه جهات قويه تدعمه؟

هيـام عـوده