الأخ المواطن محمد حسنى مبارك السلام عليكم ورحمة الله
تعلم ولا شك أننى أرسلت سابقا إلى السيد الرئيس محمد حسنى مبارك عدة رسائل معبرا عن وجهة نظرى ونظر الكثيرين من المواطنين أمثالى... وكما تعلم لم يكن هناك أى رد فماهو معروف أن حكامنا العرب الأفاضل يعتبرون أنفسهم خلقٌ من نور بينما باقى المواطنين هم من شياطين الأنس أو خلقٌ من تراب فى أفضل الأحوال لذلك وباعتبارنا مواطنين ndash;نتشارك فى بعض الحقوق الدستورية ndash; أتوجه إليك - بهذه الرسالة:
الأخ المواطن
تتذكر ولا شك ما حدث منذ أكثر من 30 عاما فى حرب السادس من أكتوبر تلك الحرب التى أعادت للمصريين كرامتهم وشرفهم وحينها كنت أنت وأنا والملايين من أبناء مصر على استعداد لبذل أى شئ وكل شئ من أجل مصر ووضعت أنت حياتك على كفك للدفاع عن سمعة مصر ومكانتها وكنت مستعدا للتضحية بها ndash;وهى أغلى ما تملك- من أجل مصر وبعد أن تحقق النصر والحمد لله رجع كل مواطن إلى ممارسة عمله الطبيعى وكما ذكرت أنت ذات يوم فإنك كنت تتمنى أن تقضى باقى حياتك فى مكان هادئ جميل مستمتعا بالمناظر الطبيعية والهدوء والسكينة فى ربوع أوروبا أسبانيا مثلا أو فرنسا كى تهدأ نفسك ويرتاح بالك ولكن شاءت الأقدار أن تتولى وظيفة حرمتك الراحة والهدوء وأشقتك ليل نهار وقد قمت بعملك فى حدود امكاناتك ولم يكن هذا بالتأكيد خطأك ولكنه خطأ من اختارك وخطأ من وافق على استمرارك
الأخ المواطن محمد حسنى مبارك
مصر الآن لا تطالبك بالتضحية بنفسك (كما كان الحال فى أكتوبر 73) ولا أن تضع قدرك على كفك وتتقدم الصفوف ولكنها تطالبك فقط بالاستغناء عن عملك والاستقالة من وظيفتك وبالتأكيد فإن تنازل الانسان عن وظيفته وتركه عمله أقل بكثير ndash;مهما كانت صعوبة ذلك- من التضحية بحياته... ومن فعل ما فعلت فى حرب أكتوبر قادر ولا شك على التضحية بعمله من أجل مصر أيضا كما وأن ذلك سيساعدك فى تحقيق حلمك القديم وأن تجد مكانا هادئا فى أوروبا أو فى بلدنا الحبيب التى فيها ndash;كما تعلم ndash; من الأماكن الجميلة والمشاهد الخلابة ما يسحر العقول ويذهب بالألباب... فأتمنى عليك ألا تقسو على نفسك أكثر من ذلك وألا تحملها مالاتستطيع ويكفيك ما فعلته بها وبنا طوال أكثر من ربع قرن ولتنعم بما شئت من مناظر ومشاهد بديعة ونسيم عليل مع شمس الأصيل هنا وهناك فما بقى أقل بكثير مما مضى ولم يعد فى العمر بقية ننتظرها لتحقيق أحلامنا فحقق الآن حلمك وحلمنا بالاستقالة
الأخ المواطن محمد حسنى مبارك
كما أتمنى منك (زادت أمنياتى شوية) ألا تقسو على ابنك كذلك وتحمله ما كرهته أنت وما قلت أنه أشقاك وأتعبك ولم يترك لك الفرصة لتنعم بحياة هانئة وفى الحقيقة فأنا لا أدرى كيف يقول البعض أنك تسعى لأن تُشقى ابنك !!! وهل يسعى الأب لشقاء ابنه أم لسعادته ؟؟!! بالله عليك لاتقسو عليه ولا ترهقه ولا تُشقيه بحمل مالا يقدر على حمله وفعل مالا يستطيع فعله كما أنه ليس من الضرورى ولا من الحكمة أن يورث الأب ابنه عمله ولا من العدل أن يرث الابن عمل أبيه خاصة إذا كان الأب يشكو صعوبته ومرارته كما أنه وفى حدود علمى لم يورثك أحد من آبائك عمله فلم يكن بينهم يوما ما من تقلد وظيفتك أو شغل مركزك... فلماذا حرصك على أن تورث ابنك مكانك ومقعدك ؟؟!!
الأخ المواطن محمد حسنى مبارك
أتمنى أن تعيد قراءة الرسالة مرة أخرى آملا أن تحقق ما فيها خاصة ونحن مقبلون على شهر كريم وكذلك على مؤتمر حزبكم الموقر فلك منى ومن ملايين المواطنين quot;quot;quot;quot;كل عام وأنتم بخير quot;quot;quot;quot;quot;

د. محمد لطفى

كاتب وطبيب مصرى
[email protected]