تجري في العراق الان تحولات اجتماعية فكرية نوعية هامة جدا على صعيد تحديد هوية النظام السياسي القادم للبلد، وعلى صعيد تطور الوعي الاجتماعي في تحديد مواقفه أزاء واحدة من أهم القضايا المركزية التي تهدد مصير العراق وشعبه ونقصد بها تهديد الاسلام السياسي - الشيعي والسني - لحاضر ومستقبل العراقيين وادخالهم في نفق مظلم من التخلف والقمع والهمجية!

وماتقوم به عشائر الانبار من ثورة وطنية شجاعة ضد جماعات الاسلام السياسي المتمثل في القاعدة ومن معهم من التكفيريين العراقيين.. يعد أول ثورة مسلحة كبرى في تاريخ العراق الحديث من اجل العلمانية وتحرير ابناء الشعب من هيمنة التنظيمات الدينية التي تريد فرض اسلامها الذي أبتدعته بفكرها المتخلف الاجرامي بقوة السلاح وقتل الناس مخالفين صريح القرآن الذي يقول: (( لاأكراه في الدين... )).

وتكتسب ثورة عشائر الانبار أهميتها الاجتماعية والنفسية والفكرية في كون ان هذه الثورة التنويرية قد أنطلقت على يد رجال العشائر الشجعان وليس على يد النخب التي تدعي الثقافة والنضال من السياسيين والمثقفين الذين لايتعبون من الصراخ وأطلاق الشعارات الطنانة من على المنابر وشاشات التلفزيون في الكلام عن التطور والتنوير والعلمانية... ولكنهم من دون تأثير حقيقي على الواقع.

وحينما يأتي التغيير على يد العشائر في سحق القوى الظلامية التكفيرية وطردها وتغيير الواقع... فأن هذا الحدث ينسف الكثير من نظريات علم الاجتماع والسياسة ومقولات التحولات الحضارية، فألذي حدث في الانبار هو انتصار الفطرة الانسانية التواقة الى الاعتدال والعقلانية على التطرف والتخلف والهمجية.

فمن دون أية تنظيرات أيديولوجية صاخبة قام رجال الانبار بثورتهم الباسلة من اجل الحياة والسلام والأمن... لقد لبوا نداء الفطرة الانسانية النقية التي ترفض خرق قوانين الاعتدال والعقل، وأعلنوا ثورتهم وكتبوا في سجل تاريخ العراق أسم أول ثورة شعبية تنويرية علمانية ضد تنظيمات الاسلام السياسي... وبثورتهم هذه كسبوا محبة الله تعالى ونصروا الاسلام الحقيقي العفوي.. اسلام المحبة والخير، وربحوا راحة الضمير، وخدموا وطنهم.

خضير طاهر

[email protected]