-1-
كان يوما مباركا، يوم امس..إذ هو يوم مولد النور المُحمّدي الشريف..اعني مولد المهدي..عجل الله تعالى فرجه المبارك وحرره من السرداب، وأنعم علينا بنعمة حضور عيد ميلاده القادم وهو بيننا بطلعته البهية التي حرم آباءنا والأجداد من نعمة مشاهدتها..!
كان يوما مباركا، إحتفلت فيه جماهيرنا الطيبة المؤمنة، في العراق وإيران ولبنان، إحتفالات حضارية عصرية رائعة، حفلت بأطايب الطعام والشراب والحلوى.
كانت موائد الإمام عامرة مباركة، تخللها شعر وغناء وأهازيح قدسية..!
كان كل شيء على ما يرام لولا إفساد بقايا الصداميين في العراق لفرحتنا، بإختراقهم مدن المقابر المقدسة، وإجتياحهم لموائدنا وسرادقنا وجموعنا الحضارية الجميلة المباركة.
ليرحم الله شهداء عيد ميلاد الحجة.
ولعنة الله الدائمة الموصولة على الصداميين والنواصب من احفاد بنو امية... و...
.. Happy birth day to Mahdi
-2-
لا يكفّ فخامة العزيز المالكي وصحبه ومستشاريه عن التهديد والوعيد والتوسّل للعدو والمُريد للإنعام على نظامهم غير العتيد بالإحترام.
لا ادري كيف يمكن للعالم ودوله وشعوبه ومنظماته أن تحترم نظاماً هجيناً غريبا ًنشاز لا يملك هو ذاته الإحترام لذاته وشعبه وتاريخ بلده ومصالح ارضه ووطنه وناسه وأجياله ؟
كيف.. بربكم كيف ؟
مجرد أن ترضى بأن يُحتل بلدك وُيدمّر دون أن تبدي ولو على إستحياء، قدرا من الرفض، تفقد بالنتيجة إحترامك في عيون نفسك اولا ( هذا إذا كنت على قدر من الإحساس بالكرامة ) ثم بعيون الآخرين.. الأعداء كما الجيران والأصدقاء..!
لا جديد في ذلك إذ تلك مسلمة أخلاقية يجمع عليها المتحضرون قبل سكان الغاب والنائمون في سراديب الغيب.
الا ليت عزيزنا المالكي حفظه الله ورعاه يستذكر هذا قبل أن يطلب من العالم إحترامه.
ايها العزيز، انت كما بقية الرهط الطيب الذي رافق الدبابة الأمريكية التي دمرت العراق، انتم جميعا يجب أن تعووا أن الناس تعرف العراق إذ تحتفظ عنه بأجمل وأبهى الذكريات عن ايام المجد التليد، وهي بالتالي تحترم هذا العراق، لكنها لا تستطيع أن تجيز لنفسها إلا أن تحتقركم، لأنكم طارئون على هذا العراق وتاريخه ولأنكم غير اهلّ لغير هذا.
ثم..الأحترام ايها العزيز لا يُستجدى ولا يُطلب، بل يأتي خالصا بغير ما منّة إثر إعجاب بشجاعة أو مُنجز إنساني ووطني كبير.
الناس يمكن أن تعجب بنماذج مثل مانديللا، كاسترو، جيفارا، المرحوم زايد الخير، أما من يعتاشون على فتات اساطير العجم فلا نظن أنهم جديرون بالإحترام..!

-3-
لا بديل عن المالكي سوى المالكي..!
كان هذا آخر إبداعات عميد الديموقراطية العراقية، الزعيم الكوردي الضريف ورئيس جمهورية العراق الأمريكي -الإيراني...!
الرجل يغلق باب الإجتهاد السياسي العراقي بالكامل..الرجل يعلن بصراحة عقم الديموقراطية الطائفية العراقية البائسة عن إنتاج بديل للمالكي.
نعم والله..هكذا هي الديموقراطية وإلا فلا.. هذا هو النموذج الكوردي الجميل للديموقراطية، النموذج الذي هو تأكيد على الحقيقة التي يريد العزيز الطالباني حفظه الله تأكيدها في الحالة الكوردستانية على وجه الخصوص.
لا بديل عن الطالباني سوى الطالباني ولا بديل عن البارزاني سوى برازاني آخر، ولتذهب الشعوب إلى الجحيم.
العزيز الطالباني، يؤكد مجددا بهذا الخطاب الذي سلف أن كرره مرات ومرات، يؤكد أن لا افضل من البديل الإيراني المشارك له في السلطة اليوم، في الوصول إلى حلم قضم العراق وتمزيقه ( ارضا وثروات ) للتهيئة لدويلات الإقطاع الطائفي والعرقي المتخلف المقنّع ب(سيلفون) ديموقراطية مريضة زائفة، بشعة..!
لا بديل عن المالكي سوى المالكي..!!
هذه اضغاث أحلام ايها الكوردي الطيب..اضغاث احلام لا اكثر ولا اقل، فها هو البيت الشيعي الموهوم الذي اردتم خلقه قسرا ( ليكون نضيرا للبيت الكوردي، وليشكلا معا بديلا نشازا للبيت العراقي الكبير الفسيح المبارك الذي جمع العراقيين عبر القرون )، ها هو ينهار بيد اهلنا عرب الجنوب العراقي الكرام الطيبين الذين لم يكفوا عن الثورة ضد عمائم الشرّ الإيرانية السوداء التي تحاول إغتصاب ارضهم وثرواتهم ووحدة وطنهم ومستقبل اجيالهم تحت اوهام المظلومية التاريخية التي لا وجود لها إلا في خيالات سكنة القبور المتلفعين بعباءات الماضي والعاكفين ليل نهار على التقليب البائس في اساطير الفرس بحثا عن خلاص غيبي نشاز..!
-4-
من يجرؤ اليوم أن ينكر صحة ما قالته العرب عن عراق ما بعد صدام..نعني الرئيس مبارك والملك عبد الله الثاني..!
العراق سيتمزق...والإيرانيون وحدهم الرابحون.
الأراضي العراقية التي فشلت إيران عبر ثمانية أعوام على الإحتفاظ وإن بسنتمتر واحد منها، ها هي اليوم تُقصف ليل نهار من قبل مدفعية هذا الجار الكريه، بينما رئيسهم الهُمام يعلنها بمنتهى الصراحة والثقة والإستهانة بأنه الوحيد القادر على ملأ الفراغ العراقي.
قالها فخرست ألسنةَ الكبار المهووسين فقط بتحريك مواكب اللطم المليونية، وتهييج الغوغاء من زوار السفارات الإيرانية في اوروبا.
وليس لهم إلا ان يخرسوا، لأنهم لا يستطيعون إغاظة وليَّ النعمة والحاضن الطائفي التاريخي لهم.
ولأنهم اناس ليس لهم في العراق صالح إلا من حيث هو جسد وفير اللحم يطمعون لتمزيق اشلاءه والإنفصال عنه إلى إقطاعيات طائفية وعرقية متخلفة.
يا اخي إحترموا انفسكم اولا قبل أن تطالبوا العالم بأن يحترموكم..!
احتجوا على العدوان الإيراني الصريح، على الإستباحة الإيرانية الواسعة، على الإهانات الإيرانية المتكررة، ساعتها يحق لكم مطالبة العالم بالإحترام..!
اليس هذا هو المنطق ؟
-5-
رحم الله زمنا جرّعنا فيه الخميني سمّ سلام ما كان يريده...!
سيظل هذا..قمة الزهو العراقي المعاصر الذي سيستذكره العراقيون لأجيال وأجيال وأجيال..!
سيذكرونه وهم ينضالون يدا بيد ضد الإحتلالين الأمريكي والإيراني ومن رافقهما من حثالات عصابات الطوائف والإقطاع.
هي إغفاءة عابرة في تاريخ الوعي العراقي العريق.
إغفاءة قصيرة ليس إلا، وسيعود اهلنا كما كانوا دوما..عراقيون مفعمون بحب الحياة وروح الإبداع وعشق الحقيقة والجمال..!