quot;هذا اللاعب يتقن العربيّة جيّداquot;هذه عبارة اطلقها علي الكعبي المعلق الرياضى القطري في قناة الجزيرة الرياضية بحق حسين الكعبي اللّاعب العربي الاهوازي اثناء مباريات الدوري القطري لكرة القدم،حين كان الاخير يلعب لصالح احدى الاندية القطرية.
ليحلّل القارئ الكريم عن سلبيات هذه العبارة كما يشاء فهي تتماشى مع مقولة عرب اللسان التي طال ما كررها النظام الايراني للاطلاق على الشعب الاهوازي بغية محو هويته العربية. ومن المؤكّد أنّه لا يفوت القارئ الكريم غباء المعلّق عندما يدرك أنّ الاثنين ينتميان الى قبيلة واحدة وهي قبيلة quot;بني كعبquot;العربية الاصيلة. فكيف للأول أن يكون عربى والآخر اعجمي؟!هذا من العجب.

ان مثل هذه الاخطاء هنا وهناك والتجاهل المتعمد اوغير المتعمد قد واجهه الاهوازيون جميعاوالحديث يطول في ذلك. فاذا استثنينا الاعلام العربي المكتوب ولا سيما جريدة ايلاف الموقرة التي تابعت وتتابع باسلوب حرفي قل نظيره مستجدات الساحة الأهوازية ، حيث ما طرحته ايلاف خلال هذه الفترة الوجيزة يعادل ما قام به الاعلام العربي برمته تجاه الشعب الأهوازي خلال ثمانية عقود ، فالاعلام العربي المرئي ، خاصة الفضائيات المحترفة قد اخفقت في حق الشعب العربي الاهوازي الى يومنا هذا.
وهذا ليس عدلا مقابل ما يتحسّسه هذا الشعب العربي من آلام تجاه معاناة هذه الامة ومشاكلها من بغداد الى غزة وحتى الصومال والسودان، والحجة لهذا التجاهل باتت معروفة للجميع، فهناك وكما يقال القضية المركزية أو قضية الأم التى تغطي على القضايا الاخرى ومن ضمنها قضية الاهواز العادلة بالرغم من الاعدامات والاعتقالات ومحاولات محو هوية شعبنا العربية من قبل الانظمة الايرانية المتعقابة.

لكن لهذا التجاهل ربّما اسباب أخرى ومنها المصالح الوطنية لهذه البلدان مثلما عملت مصر والاردن تجاه القضية الفلسطينية بتطبيع العلاقات مع اسرائيل أو مصالح حزبية وشخصية كما عمل ويعمل النظام السوري تجاه العراق وشعبه عندما رأى أنّ الخطر كامن فى جواره .
اذا فالتجاهل الرسمي العربي للقضية الاهوازية وبحكم المصالح الوطنية أوالحزبية لهذه الدول يبدو أنه مبرر على الاقل من وجهة نظرهم . لكن ما يصعب فهمه وتبريره هو موقف ما يدعى بالاعلام الحر والمستقل للاعلام العربي مثل الجزيرة والعربية وما شاكلهما، خصوصا وان تأملنا فى الشعارات التي بنيت عليها هذه القنوات ومنها quot; الرأي والرأى الآخرquot;! و quot; منبر لمن لا منبر له quot;!و.. ولا ندري أين يقع رأينا وموقع الاهوازيين من هذا الاعلام.

فترى الجزيرة مثلا تذهب الى أمريكا الجنوبية وأنحاء بعيدة من العالم لتجد عربا بحد قولها منسيين قد هاجروا منذ عشرات السنين لتتفحص مشاكلهم واحاسيسهم وما آلة اليه امورهم بعد هذه السنين لكنها تنسى او بالاحرى تتناسى من هم فى جوارها من عرب لا يقلون شأنا عن بقيتهم بل ربما يكون من الافضل و الاجدر أن تثار قضيتهم كما تثارالجزر الاماراتية طنب الصغرى والكبرى وابوموسى والمشاكل الحدودية العالقة بين النظام الايراني من جهة وكل من الكويت والعراق من جهة أخرى دفعة واحدة في هذا الاعلام حتى لا يكون الموقف العربي وخاصة الخليجي في موقع دفاعي كما هو الان في البحرين والكويت والعراق وحتى السعودية جراء المذهب الشيعي المسيس من جانب النظام الايراني للتحاشي عن القضايا المذكورة .

فقد يقول البعض أنّ الجزيرة قد بادرت و قبل ثلاث أعوام! بشئ ما عن هذا الشعب.
لكن أيكفي هذا؟ والشعب الاهوازي كل يوم في حزن جرّاء الاعتقالات والاعدامات التعسفية والممارسات اللاانسانية من قبل النظام الايراني. ألم يقدموا في السنة الماضية كوكبة من الشهداء والمعتقلين وهي مآسي قد اعترفت بوقوعها أهم منظمات حقوق الانسان وعلى راسها منظمة العفو الدولي وطالبت النظام الايراني بالكف عن هذه الممارسات؟. وليكن طموحنا اكثرمن خلال السؤال الآتي، هل طرح هذا الاعلام لقضية الاهوازمن خلال برامج ناجحة لديهم مثلquot; اكثر من رأيquot; أوquot;بانوراماquot; أو...؟ الجواب : لا

بل على العكس ربما هناك برامج لهذه الفضائيات تضرّاحيانا بالموضوع ومنها البرنامج الاخير لقناة الجزيرة وهو quot;عين على ايرانquot; البرنامج الذي كان معد اليه سلفا وهذا يفهم من خلال تزامنه مع زيارة الرئيس الامريكي جورج بوش للمنطقة لتكون بذلك الاعلام المناصر للنظام الايراني والحجرالعاثر امام الرأي الآخر، وهي مهمة لم تتمكن من انجازه الفضائيتان الأيرانيتان الناطقتان باللغة العربية العالم والمنار.

فحولت المهمة ولوجود اهميتها الزمنية الى قناة الجزيرة ويبدو انّ بحكم كبر حجم الصفقة المتبادله بينهما قد انجزت هذه القناة المهام المحولة اليها بشكل مقبول بالنسبة للنظام الايراني فهي لم تبقي شيئا سلبيا للنظام الاّ وحسنته فحتى تدريس اللغة العربية فى ايران الذي عليه اكثر من علامة استفهام من قبل الجميع بات وكأنه محبوب ومطلوب لدى الايرانيين وهذا الخبر تحديدا قد صيغ مغازلة للشعوب العربية حتى يتستر به عن كرههم التاريخي الدفين لكل ما هو عربي في المنطقة والعالم.

اما اختها أي قناة العربية فهي الاخرى قد نأت بنفسها عن الاهواز العربية تماما ففي اليوم الذي اعدم النظام الايراني في الاهواز ثلاثة من خيرة شبابها كان اول خبرها عن غزة وآخرها عن اسرار طول العنزة!!!.لتثبت بذلك حيادها وموضوعيتها للجميع!

طارق الساعدي

لندن