لا أتذكر إسم الشاعر الذى قال ما معناه أن ضوء شمعة يكفى لتبديد الظلام، ولكن كل الظلام لا يستطيع أن يطفىء ضوء شمعة. وهكذا من بعد أن يتوب الشخص عن الكتابة والإهتمام بالأرض التى أنبتته والناس الذين ربوه وعلموه الكلام تعبا ومللا ويأسا... تضىء شمعة فتجذبه ثانية لطريق الإهتمام والهم. كم مرات كتبت بعنوان quot;على باب مصر تدق الأكفquot; وعن quot;إنتفاضة القضاة المصريينquot; وغيره وغيره ثم يذهب كل الأمل الذى تعلق بمثل تلك الإضاءات ويتركنا لحسرة أقسى وأمر مما كانت. وقد عبرنا عن بعض ذلك فى المقال الأسبق quot;لماذا إذن نكتبquot;.

وها نحن نرى ضوء شمعة أخرى تضىء بعض أرض مصر تمثلها منظمة أو جمعية أسمت نفسها إسما جميلا quot;إيد على إيدquot;، دينامو ومؤسس الجمعية على ما نشر هو السياسى البارع الشاب مايكل منير والذى تصادف أنه قبطى مهاجر لأمريكا ورئيس إحدى منظمات الأقباط هناك. الأهم هم الأعضاء المؤسسين لتلك الجميعة، حسب ما نشر فى الشرق الأوسط اليوم فقد جمعت بين أعضائها (مع حفظ الألقاب) عادل إمام، نجيب ساويرس، طارق حجى، رشدى سعيد، الغزالى حرب، سامية المتيم، صلاح دياب، هالة مصطفى، نجاد البرعى وغيرهم ممن يبعثون الأمل فى نفس أى متابع للشأن العام... نقول تصادف أنه قبطى لأن شخصيته ونشاطه ما كان لهم أن يحتجبا لو لم يكن قبطيا بل كل الظن أنه كان سيجد لنفسه مجالا سياسيا آخر ينشط من خلاله على ذات المبادىء والمثل...

وقد سبق إنشاء هذه الجمعية تأسيس quot;منتدى الشرق الأوسط للحرياتquot; بمجهود من مفكر قبطى آخر إسمه quot;مجدى خليلquot; وهو ناشط وموهوب فى المجال الإعلامى والفكرى وله مجهود خارق فى مجال المناداة بحقوق المواطنة لجميع المصريين. الأجمل أن القاسم المشترك بين الناشطين هو أن جهدهما لا يتسم بأى صبغة دينية، وكل نشاطهما إنما يجد صداه فى مصريتهما فقط لا غير، فتحية للناشطين ولأعضاء منظمتيهما ومفهوم طبعا أن تلك الجمعيات وغيرها لم تكن لتظهر للنور إن لم تتوفر إرادة سياسية عليا.. عليا جدا... فلعل وعسى يكونا فاتحة خير!

* ملحوظة: بمناسبة مايجرى فى لبنان أرجو مراجعة مقالنا الذى تفضلت إيلاف بنشره فى 16/2/2005 تحت عنوان quot;المافيا أصلا عربيةquot;

عادل حزين
نيويورك