فى الجزء الأول، أوجزت الحوادث التى حصلت فى العراق ما بين بداية حكم العباسيين وعهد هرون الرشيد (786-809م) لغاية وصول المغول الى بغداد فى بداية عام ألف ومئتين وثمانية وخمسين ميلادية على عهد المستعصم بالله. كان زحف المغول بطيئا، حيث اكتسحوا الحشيشيين فى الشام اكتساحا كليا فى أواسط سنة الف ومئتين وسبعة وخمسين ميلادية وتم الاستيلاء على معقلهم الجبلي المشهور (الموت) وخربوه. وبذلك انتهى عهد (شيخ الجبل) وخزانة الكتب العظمى وهي أنفس ما فى الشرق من مكتبات، وكان رؤساء هذه النحلة يجمعون فيها الكتب التى تعنى بشؤون القرن الماضي.

غرق بغداد وحظها التاعس
كانت الأحوال ببغداد تسير من سيء الى أسوأ. فقد هطل فيها المطر بغزارة شديدة فى خريف سنة 1256 وعم المدينة وما حولها، وغرق كثير من الدور والدكاكين، ولم يزرع نصف أرض العراق فى تلك السنة، والخليفة المعتصم آخر من يستطيع أن يتدارك الأمر فقد كان ضعيفا تارة، ومزهوا تارة أخرى، وهو نشيط حينا ومتردد حينا آخر، ولم تكن لديه وسائل قويمة يتخذها للدفاع عن البلاد وتوحيد كلمة شعبه. وكان الاستعلاء والابتعاد عن الناس طابع حياته فى القصر و فى خارجه، ولم يكن يسمح حتى لكبار الرجال وذوى النباهة فى شعبه بمقابلته.

وقال ابو الحسن الخزرجي فى (العسجد المسبوك فى أخبار 654 هجرية (1256م) (نسخة المجمع العلمي العراقي المصورة، الورقة 187) :
(وفى شهر صفر زادت دجلة زيادة كبيرة وكان ذلك فى تاسع آذار فغرقت عدة نواح من الخالص كقرية يحيى والراشدية والعباسية وما يجاورها ثم أحاط الماء بسور بغداد وغرق ما كان استجد هناك من الدور والدكاكين والمساكن المختصة بالأجناد والغرباء). ثم قال: ( وزادت دجلة زيادة أغرقت الجانب الغربي ووقع به دور كثيرة وانفتح القورج ( السد) بعد احكامه فتحة عظيمة ومنع الناس من تداركها، وتوالت الأهوية وخرج الوزير (ابن العلقمي) وكافة الناس وأرادوا سد الفتحة فتعذر الوصول اليها، وغلا الخبز وتعذر الدقيق (الطحين)، وامتنعت صلاة الجمعة فى جامع القصرثم أشرف البلد جميعه على الغرق وغرقت خزانة السلاح وامتلأ صحن السلام والفردوس، وانتقل الساكنون بدار الصخر من أولاد الخلفاء وكذلك ساكنو الفردوس من أعمام الخليفة وكذلك سكان دار الشجرة، ونقل الوزير (ابن العلقمي) أهله وكذلك أستاذ الدار (مسئول شئون قصر الخليفة) ووقع حائط دار الشجرة وحائط الأربعين وغير ذلك، وأشرف الناس على العطب ثم من الله ndash;تعالى- بسد الفتحات الخطرة واحكامها وشرع أهل المحال فى عمل سكور (سدود) على أبواب محالهم ودروبهم).

الخليفة المستعصم وحاشيته
الامام ابن كثير الشافعي وصف المستعصم بقوله: ( كان سنيا على طريقة السلف واعتقاد الجماعة، ولكن فيه لين وعدم تيقظ، ومحبة جمة للمال، وانه استحل وديعة الناصر داود بن المعظم الذى استودعه مائة ألف دينار.) وقال عنه المؤرخ ابن الفوطي الحنبلي البغدادي الذي كان معاصرا للخليفة، فى كتابه (الحوادث الجامعة) : (وكان الخليفة قد أهمل حال الجند ومنعهم أرزاقهم وأسقط أكثرهم من دساتير العرض، فآلت أحوالهم الى الاستجداء فى الأسواق والجوامع).
وذكر الامام ابن كثير فى حوادث عام 655 هجرية/1257م : (وفيها كانت فتنة عظيمة ببغداد بين الرافضة وأهل السنة، فنهب الكرخ ودور الرافضة حتى دور قرابات الوزير بن العلقمي، وكان ذلك من أقوى الأسباب فى ممالأته التتار).
كان المستعصم العوبة بين ايدي أعوانه ورؤساء قصوره، وكان منغمسا بالترف شديد الكلف باللهو واللعب والطعام والشراب والموسيقى والنساء، فكانت تجلب له أحسن المغنيات والراقصات من انحاء الدنيا، ويقال ان قصره كان يحتوى على ما لا يقل عن ثلاثة آلاف جارية وغلام. وكان له ولد اسمه أحمد ويلقب ب(أبي بكر) شديد التعصب لمذهبه السني يشاركه فى ذلك (الدويدار) قائد جيش الخليفة. كان أحمد شابا فى مقتبل العمر، وكان مغرورا تمازج حركاته خيلاء لا تظهر الا على
الأدمغة الفارغة، وكان كبقية سكان القصر يكره ابن العلقمي أشد الكراهية، ويغتنم كل فرصة للنيل منه واغضابه.

أما ابن العلقمي الشيعي المذهب فقد كان من أهل الكفاءة والدهاء، ينظر الى العواقب ويتدبرها ولا تأخذه الأوهام، ولولا ذلك لم يصل الى منصب الوزارة فى دولة مذهبها غير مذهبه وبين قوم يكرهون الشيعة ويفتكون بهم. وكان نصوحا مخلصا للخليفة يرى ما فى الدولة من اضطراب ولكن الخليفة كان ضعيف الرأي، وان كان حسن الظن بوزيره ويصغى اليه فى أغلب الأحيان.


الشقاق بين السنة والشيعة
كان الشقاق بين أهل السنة والشيعة، على أشده فى ذلك الوقت، فلم تكن تمضى سنة لا يقع فيها بين الطرفين قتال تتوسط الحكومة فى شأنه، ولما كانت الحكومة سنية فان الضغط يقع غالبا على الشيعة الذين كانوا يقيمون فى الكرخ والكاظمية وهم صابرون على ما يكابدونه من الاضطهاد، والحكومة مع ذلك توليهم مصالحها وتعهد اليهم فى تدبير شئونها. وكان هذا الشقاق سببا فى سقوط بغداد، وذلك طبيعي فى تأريخ الدول. واذا تدبرت أسباب الانقلابات السياسية التى تنتقل بها السيادة من دولة الى أخرى، وجدت معظمها يرجع الى انقسام أبناء البلاد فيما بينهم بالمشاحنات الدينية أو الأغراض السياسية حتى يستولى القنوط على الفئة الضعيفة فتستنجد بالغرباء ليأخذوا بناصرها، ثم يتحينون الفرص حتى تصير الدولة اليهم.
وقبيل احتلال بغداد ذهب أحمد ابن الخليفة والدويدار قائد الجند ومعهما الجند الى منطقة الكرخ وهاجما بعض بيوت الشيعة ونهبوها واشعلوا فيها النيران مثلما ذكر ابن كثير. وأخرج الجند النساء الشيعيات من بيوتهن وطلب اليهن السير فى شوارع بغداد سافرات الوجوه عاريات الأقدام، وقد شددن الى أثفار الخيل. غضب ابن العلقمي من ذلك وشكاهما الى الخليفة الذي لم يفعل شيئا، فى وقت كان فيه المغول على مشارف بغداد. ويقال انه نتيجة لذلك فقد كاتب ابن العلقمي هولاكو ومهد له السبيل لدخول بغداد.
(راجع كتاب: شجرة الدر، للمؤرخ الأديب جرجى زيدان، وصفحة 208 من الجزء الأول من كتاب: بغداد مدينة السلام طبعة 1962)

الزحف المغولي وسقوط بغداد
كما ذكرنا فى الجزء الأول من هذه المقالة فان هجمات المغول على العراق بدأت منذ عام 1237 فى عصر المستنصر بالله، واستولوا على الموصل وماردين ونصيبين. وفى السنة الثالثة انقضوا على اربيل، واستطاعت قوات الخليفة المستنصر ان تهزمهم فى جبل حمرين. وهذا يعنى بوضوح أن المغول دخلوا العراق 20 عاما قبل سقوط بغداد، وهى مدة كافية جدا للتهيؤ لهم واعداد ما يلزم لصدهم ثم دحرهم، ولكن هذا لم يحدث بسبب الشقاق وتماهل الخليفة المشغول بأنسه وطربه. ولم يكن هولاكو بحاجة الى ابن العلقمي ولا الى غيره لتسهيل اكتساحه لبغداد.
ويقول بعض من المؤرخين أن الخليفة بعد استلامه التقارير التى تتحدث على تقدم المغول من الشرق والفضائع التى يرتكبوها كان يقول: ان بغداد تكفينى ولا يستكثروها لى اذا انا نزلت لهم عن باقى البلاد، ولا يهجمون علي وأنا بها، وهى بيتى ودار مقامي!!.
كانت مقدمة قوات المغول قد عبرت دجلة على جسر معقود على القوارب عند تكريت، فهجم أهل تكريت بكل ما أوتو من بسالة وأحرقوا الجسر، ولكن المغول أصلحوه بأربع وعشرين ساعة وعاودوا العبور، ولكنهم صدوا عند الأنبار على الفرات، وابيدوا عن بكرة أبيهم. وجرى الطراد بمحاذاة دجلة، وعاد فقاتل جماعات أخرى منهم على نهر دجيل ليلا. واستطاع المغول فتح فوهة النهر وغمروا مجارى الري الواقعة خلف جيش الخليفة وبذلك جعلوهم فى معزل. ثم قاموا فى اليوم الثانى بهجوم شاركت فيه قوات كبيرة فأفنوا جيش الخليفة كله. وهرب الدويدار (قائد جيش الخليفة) الى بغداد، فوجد الخليفة ذاهلا وجهاز الحكومة مشلولا. وتقدم المغول صوب الكرخ. وأخذ هولاكو يحاصر المدينة التعسة بالتدريج. كان لهولاكو ثلاثة جيوش رئيسة فى خارج أسوار بغداد الشرقية عند قذفها بالمجانيق التى ترمى الحجارة والنفط الملتهب، وجيشان رئيسان على الجانب الغربي. وبدأ القذف الأول فى جميع النقاط فى الثلاثين من كانون الثاني /يناير 1258م.

تخاذل الخليفة
وما أن علم الخليفة أن زوج هولاكو نصرانية الا أرسل اليه بطرك النساطرة وأحد كبار رجال البلاط يعرض عليه قبول الشروط التى اقترحها المغول قبلا. ورفضت هذه الشروط الآن بتصريح ومجاهرة وطلب هولاكو تسليم الدويدار الصغير وقائد الجيش على الفور. واستمرت الهجمات والقصف طوال ستة أيام ما لها من فواق. وحاول الدويدار (قائد الجيش) اغراء الخليفة بالهرب ولكنها كانت محاولة حابطة. ثم هجم المغول بجميع قواتهم فى الليلة التالية واكتسحوا سور المدينة. وهكذا أصبحت جميع وسائل الدفاع عن المدينة بأيدى الغزاة. وتخاذل الخليفة وشعر ان نفسه تخرج من جنبيه، فأخذ يرسل الرسل الى هولاكو وهذا يرفض. وفى العاشر من شباط/فبراير شعر الخليفة بضياع كل شيء فوافق على ترك المدينة واجراء المفاوضة مع هولاكو فى معسكره. وسار ومعه أولاده الثلاثة: عبد الرحمن، وأحمد، والمبارك، وفى أثره ثلاثة آلاف من وجهاء المدينة، واستقبله هولاكو ورجا منه ان يصدر أمرا الى أهل المدينة بالقاء سلاحهم. وأمر هولاكو النصارى كافة بأن يعتصموا فى احدى بيعهم، ومنع المغول من أن يمسوهم بسوء. وترك سائر المدينة يتصرف فيها الجند على ما يحلوا لهم
، فنهبت وخرقت حرمتها وقتل من فيها، وسيق كثير من سكانها التاعسين زرافات الى خارج أسوار المدينة فقتلوا تقتيلا. وكانت مشاهد المذابح فى الطرق والأسواق مروعة، وقتل فى اسبوع المذابح هذه ثمانى مئة ألف انسان أغلبهم من غير المحاربين.

دخول هولاكو
ودخل هولاكو المدينة المقهورة منتصرا وأقيمت مأدبة، وحمل الخليفة بالوعد والوعيد على الكشف عما لديه من كنوز. وقتل فى دور النساء سبعمائة امرأة وألف خصي، ونقلت مقاديرهائلة من الذهب والفضة الى معسكر المغول، وكدست الكنوز كالجبال حول هولاكو. وكان عدد الأرقاء الذين وقعوا فى أيدى الجند لايحصى. وتم خراب المدينة بشبوب حريق كبير فيها والتهمت النيران المبانى الرئيسة ودمرت كثيرا منها. ومنيت الضواحى بويلات هذه الكارثة أيضا، ومنها المشهد الكاظمي وقبور الخلفاء فى الرصافة وجامع الرصافة، وأصبحت جل الدور والدكاكين أخربة وركاما. ثم أمر هولاكو بقتل الخليفة فى احدى القرى المجاورة وقتل معه ابنه الأكبر ومن الخصيان من بقوا على ولائهم له حتى الرمق الأخير. وفى اليوم الثانى قتل جميع أتباعه عدا ابنه الأصغر، فقد شفعت له زوج هولاكو وأرسلته الى الشرق وهناك تزوج مغولية.
واستدعى هولاكو قبل رحيله عن البلد علماء المسلمين الأكابر وسألهم : أيما أفضل أحاكم عادل من الكفار أم مسلم مؤمن ظالم؟ وكان جوابهم : الكافر العادل أفضل. وبذلك وعز اليهم هولاكو أن يكونوا مخلصين للأدارة الجديدة، وعين فيها موظفين من السنة والشيعة، ومنهم ابن العلقمي و فخر الدين الحنفي صاحب ديوان زمام الخليفة المستعصم، وتاج الدين بن الدوامي الشافعي حاجب باب النوبي (مدير الأمن) ونظام الدين البندنيجي الشافعي قاضى القضاة وعز الدين الموسوي العلوي نائب الشرطة، وغيرهم، وقد شد من أزرالادارة بثلاثة آلاف فارس يقودهم قائد مغولي كبير، وأمر بأن يدفن الموتى ويحفظ الأمن والسلام. وشرع باعادة بناء المدينة ومزاراتها ومشهد الكاظمين على وجه أخص، فقد خرب المشهد هذا أيضا. وحلت المجاعة واجتاح الوباء العراق كله اثر الحصار.

وأقول: حتى سقوط بغداد الأليم هذا، جعل منه بعض مرتزقة الدين مادة لزيادة الشقاق بين الناس، فمنهم يقول ان السبب هو خيانة ابن العلقمي ويحملون الشيعة كلهم وزرعمله وكأنه كان اماما لهم وهو موظف فى الدولة وتتدرج فى مناصبها واستوزره الخليفة أربعة عشر عاما. وآخرون يقولون ان السبب هو تماهل الخليفة وانصرافه الى اللهو والنساء وكنز المال. واستمر الجدل الى يومنا هذا وقد يستمر الى ابد الآبدين. ان اختلاف الآراء هو أمر مفيد فى أغلب الأحيان، الا اذا ادى الخلاف الى التنابز بالألقاب واعتماد العنف، فيصبح عندئذ كارثة على ابناء الدين الواحد والشعب الواحد.
ان الخليفة المستعصم واولاده وقادته والمقربين اليه وكذلك ابن العلقمي وأتباعه، الذين خرجوا سعيا على الأقدام لتقديم فروض الطاعة لهولاكو فى معسكره وشعبهم يقتل وبلدهم يدمر، جميعهم يستحقون منا الاحتقاروحتى اللعنة، فبدلا من أن يجردوا سيوفهم ويهجموا على المغول ويموتوا ميتة الأبطال الشرفاء، قدموا رؤوسهم المطأطأة لهم ليذبحوهم ذبح الخراف.


منذ استيلاء الأمويين على الخلافة وعصيانهم الخليفة الراشد الرابع، قاموا هم ومن بعدهم العباسيون بالسيطرة على الناس وأمورهم سيطرة كلية باسم الدين فجعلوا أنفسهم أوصياء عليهم، فيأمروهم بما شاؤوا ويمنعوهم عما شاؤوا، وسيطروا على أموال الدولة التى اصبحت ملكهم فبذخوا فى بناء القصور واقتناء الجوارى والغلمان، وأهملوا شئون جيوشهم فلم يزودوها بما يكفى من المال والسلاح ولم يقوموا بتقوية الحصون، وقام معظم خلفائهم (عدا قلة لا تتجاوز أصابع اليد) بكل المنكرات التى لا يرتضيها دين ولا ضمير. ولتثبيت حكمهما قامت الدولتان الأموية والعباسية بأغداق الأموال على مرتزقة الدين والكتاب الذين باعوا أقلامهم بدراهم معدودة لتلفيق أحاديث نسبوها الى الرسول الكريم، ومازالوا يفعلون ذلك حتى فى عصرنا هذا، غير عابئين بنتائج أعمالهم المشينة هذه وما يترتب عليها من دمار للبلد وتقتيل لأبنائه.


ها قد مضى سبعمائة وخمسون عاما على هذا الحدث الجلل الأليم، ومازال البعض من أصحاب المصالح الخاصة ينادى بأخذ الثأرمن (الرافضة)، دون أن يلتفت الى الأخطار المحدقة بالعراق وأهله، وكان الأولى بهؤلاء، لو كانوا مسلمين حقا ويريدون الخير لبلدهم وامتهم، لطلبوا من الناس نسيان الماضي والعفو والمغفرة للجار والقريب والنسيب، فان العفو والمغفرة هي من أحسن الصفات الانسانية وأنبلها، والحقد والكراهية من أخسها وأحطها.
(يا أيها الذين آمنوا اذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذى اليه تحشرون) القرآن الكريم ndash; سورة المجادلة ndash; آية 9

(انتهى الجزء الثانى ويتبعه الجزء الثالث الذى سيدور حول : حكم الايلخانيين والجلائريين،وأسرة قراقوينلو، واسرة آق قوينلو، والصفويين، واسرة كلهر الكردية، والأتراك العثمانيين، وصولا الى الاحتلال البريطاني للعراق سنة 1917).

عاطف العزي

المصادر الرئيسة:
بغداد مدينة السلام: ريتشار كوك و ترجمة فؤاد جميل وتقديم وتعليق العلامة الراحل الدكتور مصطفى جواد
دليل خارطة بغداد: الدكتور مصطفى جواد وأحمد سوسة
شجرة الدر للمؤرخ الأديب جرجي زيدان
موسوعة وكيبيديا