الدعم الذي حصلت عليه لانك جئت نتيجة عملية ديمقراطية ودستورية، بذات الوقت الكثيرون ليسوا حريصين على بقائك في منصبك هذا لكن حريصين على ان تتم اقالتك بنفس الطريق الدستوري الذي اوصلك الى هذا المنصب اللعين والذي حولته وشركائك السياسين الى طاولة للعب القمار ووصلت الذروة اليوم حين تحول ثمن بقائك في هذا المنصب بركة دماء وازهاق ارواح لشباب عراقيين كل ذنبهم الاول والاخير هو اختلافهم معكم في نظرتهم للامور الجارية في عراق اليوم واقصد هنا التيار الصدري على وجوه الخصوص، اضافة الى امور اخرى اكثر خطورة وهو خلافهم الجوهري مع حلفائك الجدد في المجلس الاعلى الاسلامي. وانت اعرف الناس بانك وكل حزب الدعوة بكل فروعه وتسمياته القديمة والجديدة لاتملكون ولو واحد بالمائة من الرصيد الجماهيري للتيار الصدري، ولن تكون مفاجاءة اذا اخبرتك بانك وصلت الى هذا المنصب اللعين بدعم واضح وصريح وقوي من التيار الصدري ومن حزب الفضيلة وبعض المستقلين في قائمة الائتلاف مقابل مرشح المجلس الاعلى عادل عبد المهدي.

الذي يجري اليوم في البصرة وفي مدن عراقية رئيسية اخرى ومن ضمنها بغداد، لايمكن وضعه في خانة محاربة الارهاب والخارجين على القانون او اوكار التخريب كما يحلو لك ومن خلفك ان يسميه. وتقع في وهم كبير اذا توقعت ان العراقيين ممكن ان تعبر عليهم مثل هكذا بضاعة كاسدة. فالشرارة الاولى بدات بالضبط بعد ان جاء العم quot; تشيني quot; نائب الرئيس الامريكي الذي اجبر عادل عبد المهدي على المصادقة على قانون quot; مجالس المحافظات quot;!! وهنا كان جرس الانذار الاول لانكم جميعا تعرفون ان التيار الصدري سوف يكتسح هذه المجالس بكل قوة تصل الى حد شبه التفرد الكامل في كل محافظات الجنوب والفرات الاوسط وايضا بغداد العاصمة. و شخصيا لست مهتم باي حزب او جهة سوف تصل الى هذه الواجهات المهمة والخطيرة في عراق اليوم بل ان الالم كبير جدا لان احزاب معينة فقط استفردت بكل الاساليب المشروعة وغير المشروعة على هذه المجالس. وغاب عنها الاهم والاكبر من الاحزاب دائما في التاريخ العراقي وهم الشخصيات المستقلة والثقافية والاكاديمية والمهنية. وهنا لااقصد المستقلة على طريقة quot; استقلال quot; الشهرستاني وزير النفط او الشيخ العطية نائب رئيس البرلمان العراقي فمثل استقلال هولاء هو نكته مسخة من نكات هذا العصر العراقي العجيب الغريب.

ان جوهر المشكلة في البصرة هو تهريب النفط والمخدرات التي كانت ومازالت تتم بمشاركة جميع هذه الاحزاب ومنذ خمسة سنوات متواصلة وصلت ثرواتها الى حد التخمة لدى هذه الاحزاب جميعا دون استثناء. وهذا حال جميع النقاط الحدودية الاخرى في البلد، لكن البصرة لانها ام الثروة والنفط ولانها ام الميناء المفتوح، لذلك كان عدي وقصي اولاد الصنم الساقط يبيعون النفط بخمسة دولارات الى اولاد رفسنجاني والان الاصنام الجديدة يهربون النفط ويبيعونه بنفس السعر وياتي البريء جدا الاخ الشهرستاني ليشتري من ايران نفس هذا النفط العراقي المسروق بمائة دولار للبرميل الواحد. وما ان تصل الصهاريج ساحة سعد في وسط البصرة حتى ترجع مرة اخرى الى ايران وهكذا دواليك اللعبة مستمرة منذ خمسة سنوات.
كل هذه الحقائق وغيرها الكثير يعرفها المالكي ورفاقه الاخرين المستفادين من قواعد هذه اللعبة المفضوحة. في وقت اهل البصرة وغيرهم يحاصرهم الجوع والعوز وتحاصرهم ايضا حوالي عشرة مليشيات مسلحة تابعة جميعها الى احزاب السلطة وهذا البرلمان الملعون. هذه المليشيات تفرض على نساء البصرة لبس الحجاب في وقت هم انفسهم يسرقون اموال الشعب. وهذه المليشيات تطالب العراقيات المسيحيات بلبس الحجاب في نفس الوقت الذي يستبيحون فيه دماء الابرياء والشخصيات المهمة من الاطباء والمهندسين والطيارين والفنانين والاعلاميين وكل موهبة عراقية مميزة.

من جانب اخر لعبة مسخة ان تخرج على التلفاز وانت تتكلم بالتلفون مع بعض رؤوساء العشائر الذين يؤيدونك كلا حسب مصالحه الضيقة. مثل هكذا تصرف يذكر العراقيين بصور الصنم الساقط عندما كان يستخدم هذه الصور لتمرير رسائل معينة. ثم لمصلحة من تشق انت ومن معك صف العشائر العراقية في الجنوب والفرات الاوسط. ولمصلحة من هذه حرب التضاد النوعي حين يقتل الانسان اخيه او ابن عمه وابن جلدته!! او انك تتبع خطوات الصنم السابق حين صنع لنفسه مااطلق عليه الشعب العراقي حينها استخفافا quot; شيوخ التسعينات quot; وها انت تصنع فئة quot; شيوخ الالفينات quot;!! عليك ان تختار ان تكون رجل دولة ومؤوسسات او تكون quot; حجي quot; كما يطلق عليك ويناديك اعضاء مكتبك!! ان الخلط بين الاثنين لايمشي اطلاقا ولايجد له موطيء قدم في العراق وان من يدعمك اليوم بصوته العالي النشاز كما فعل quot; جماعتك quot; في قائمة الائتلاف العراقي لن ينفعوك غدا لان اغلبهم اصبح رموز للمناصب والنهب والاختلاس ليس الا...، وان من يدعمك من جبهة التوافق كما صرح البعض فهذا يلعب لعبة دموية وطائفية خطيرة المفروض لاتكون انت quot; مطيتها quot;. لاتتعلم ان تكذب على نفسك ولاتتصرف مثل النعامة انت الان تحارب اكبر تيار في الشارع العراقي وانت تامر بقتل اولاد واخوان ابناء المقابر الجماعية وابناء وعوائل المفقودين من ضحايا النظام السابق الذين صعدتم على تضحياتهم واوجاعهم الى مناصبكم اللعينة.. وان محافظات مثل الناصرية والسماوة والعمارة وبابل والكوت وبغداد والنجف وكربلاء وكل الفرات الاوسط اصبحت خارج سيطرتك، بل ان البصرة نفسها خارج السيطرة. ولم يبقى الهدوء لحد الان الا في جزء صغير من منطقة الهندية التي تنتمي لها، وهذا يذكر العراقيين بانتفاضة شعبان عام 1991 حينها لن يبقى للصنم السابق سوى العوجة واثنين من المحافظات المعروفة الولاء مسبقا. ولقد تم اليوم تشيع جنازتك الرمزية في كل مدن بغداد من الكاظمية ومدينة الصدر والشعلة واغلب المدن البغدادية الاخرى في اشارة الى نهايتك. فهل هولاء الملايين مخربين وخارجين على القانون وفقط وانت وحلفائك الذين لاتشكلون الا نسبة ضئيلة في الشارع العراقي اصحاب القانون!؟ الم تتعلم من تجربة صدام مع التيار الصدري بكل جبروته كانوا يتحدونه ويصلون الجماعة في الكوفة والنجف وكل مدن العراق، الم تتعلم من تجربة اياد علاوي مع الصدريين بكل الدعم الامريكي والعربي الطائفي لم يستطيع تغير المعادلة وسقط صدام وعلاوي وذهب الاثنين كلا حسب استحقاقه. لقد خاطب قديما معاوية اهل البصرة قائلا ( جئتكم بسيفين الاول سيف الرحمة والاخر سيف النقمه، اما سيف الرحمة فقط سقط مني في الطريق وحظر معي السيف الاخر ) ويبدو انك اليوم مدفوعا غير واعي لما تقوم به فقدت سيف الرحمة وهذا هو انتحارك الحقيقي. فلا تطيل التأمل لملم حقائب ملابسك ورص ماتستطيع من حقائب quot; الغنائم quot; و استخدم معك هذا المصطلح لاني اعرف البعض يبحث عن مخرج شرعي لبعض الاختلاسات المليونية من ثروات العراقيين. فانت تلعب بالشوط الاخير وان طال قليلا في الفترة القادمة. ولان الصدريين ورغم بعض سلبياتهم لكنهم ليس تنظيم القاعدة الارهابي ولاحتى جند السماء. هولاء ابناء الارض العراقية الطيبة وهولاء الفقراء ابناء الفقراء الذين سرقت ثرواتهم لثمانية عقود مازالت مستمرة حتى يومنا هذا. هولاء هم الابطال الذين حموا بغداد ان تتحول الى امارة زرقاوية او لادنية وهولاء من وقف بوجه المد الطائفي quot; العربجي و القومجي quot; في بغداد وافشله بدمائه وتضحياته. وهم من حمى اهالي بغداد من ان يتحولوا الى عبيد وخدم وتوابع عند ازلام الصنم البوكيمون شركائك في سلطة اليوم الذين رجعوا باسماء جديدة وهيئات جديدة في الحكومة والبرلمان والهيئات!!. ألم يفسر لك مستشاريك الخمسة والسبعين من اقربائك واصدقائك ورفاق حزبك، لماذا هذا البرود في التغطية الاعلامية العربية لعمليتك العسكرية الفاشلة في البصرة؟ ولماذا هذا السكوت الغربي والامريكي على الجرائم التي ترتكب في عمليتك بحق ابناء الجنوب والفرات الاوسط وامتدادهم الكبير في بغداد؟ ولماذا مثلا اخرست قائمة التوافق واخرست هيئة علماء السنة برئاسة حارث الضاري!؟ ولماذا فجأة وبدون سابق انذار اعلن دعمه الغير مسبوق لك طارق الهاشمي وعدنان الدليمي!؟ بل اخرس حتى عمرو موسى والحلي!؟ وايضا الم يفسرون لك لماذا اختفت من الواجهة خلال هذا الاسبوع بعض العمائم التي سئمنا من رؤيتها بين البرلمان وخطبة كل يوم جمعة وهي تبيع الكذب والوهم على العراقيين!؟ ومن جانب اخر الم يذكرك هولاء الخمسة وسبعين مستشار ان بوكيمون العراق السابق حكم واعدم لانه قتل عدد اقل بكثير من الذين اعلن ناطقك العسكري في البصرة من قتلهم خلال يوم امس!؟ ناهيك عن المدن الاخرى و اربعين اخرين فقط في مدينة الصدر!؟ الم تعرف بالفطرة او بالخبرة ان الايام سجال!! وان حبل مشنقة صدام مازال موجود!! وان العراقيين في تاريخهم الطويل ومع الاسف الشديد والالم الكبير عشاق لجر حكامهم بالحبال!! اذا فاتت كل هذه الاشارات المهمة عن مستشاريك quot; الاكارم quot; اذن لماذا يستهلكون ملايين الدولارات من خزينة العراقيين شهريا!؟

. اتحدى اي قائمة برلمانية عراقية شيعية وسنية ان تتنازل عن وزاراتها بعيدا عن المحاصصة الطائفية. كما فعل التيار الصدري حين تخلى عن ستة وزارات لاجل العنوان الوطني الذي هو اكبر من كل العناوين الاخرى واكبر من كل احزابكم التي تحولت الى عناوين للتجارة والمزايدة. نعم البندقية والسلاح يجب ان تكون فقط بيد الدولة، لكن الدولة التي يحكمها ابناء المؤوسسات وليس quot; الحجي والزاير quot;!! ونعم القانون يجب ان يكون فوق الجميع دون استثناء. لكن هذا القانون يجب ان يكون مع الجميع وليس استثناء لمليشيات معروفة الولاء مسبقا. ونعم يجب عدم اطلاق طلقة واحدة اتجاه ابطال الشرطة والجيش لانهم ابناء العراق المضحيين. لكن لايجب ان تكون هذه الاجهزة بيد من يحاول ذبح ابناء التيار الصدري ومن على شاكلتهم لاهداف سياسية مفضوحة. كان الاحرى بك ان توفر فرص عمل لهولاء الشباب وفرص زواج ومقاعد للدراسة وفرص حياة كريمة تليق بتضحياتهم وكان الاحرى بك ان تسافر انت والجوقة التي معك الى البصرة قبل اشهر طويلة للعمل على توفير الامن والماء والكهرباء والوقود والخدمات الاخرى وخطط الاعمار لا وانت تحمل سيف الموت والتهديد والوعيد الخائب.. لقد خسرت ايها الفريق الحجي الركن. المزعوم.


محمد الوادي
[email protected]