قبل ما يقارب العامين من الآن حضر أكثر من 220،000 شخص من سكان مدينة مسقط. عاصمة سلطنة عُمان والتي لا يتجاوز عدد سكانها ( العاصمة ) النصف مليون نسمة، حفلة هيفاء وهبي. ولعدم وجود قاعة حفلات ولا حتى ملاعب رياضية في كل عمان تستوعب ذلكم الكم الهائل من محبي الحياة لذلك اُقيم المهرجان على ساحل بحر عُمان!!


يومها كتبت مقالة قارنت فيها العدد 220،000 الذين حضروا لمشاهدة جمال وحركات هيفاء وهبي قبل غناءها مع آولئك الذين يحضرون مواعظ شيخ الشيوخ وخطيب الخطباء ( المفتي ) يوسف القرضاوي أيام الجمع الذي لم يستطع مريدوه جمع ولو مائة ( مؤمن ) أمام السفارة البريطانية التي لم تمنحه تأشيرة دخول بلادها ( الكافرة ) لغرض العلاج ومن ثم سب دينهم في عقر دارهم جزاءاً للمعروف!!!


وها اليوم تنعقد في البحرين جلسة طارئة للبرلمان كي يصدر قراراً بمنع الشعب البحريني من تكحيل عينه بالجمال وكتم أنفه عن أستنشاق النسيم العليل وغلق فمه من أن يردد الفرح مع هيفاء وهبي التي تغني للحياة فهل إجتمع البرلمان القطري لإدانة بريطانيا تظامناً مع الشيخ الذي يدعو إلى الآخرة..


بلا ريب أن البرلمان البحريني سيصدر القرار. وسيُحرم البحرانيون من رؤية هيفاء وهبي وهي تتغنج أمامهم ولكن المنع سيكون بمثابة شهادة إنتصار للفن والفنانين على أن مبغضيهم يدركون جيداً مدى ضعفهم أمام إرادة الحياة رغم كل جنجلوتياتهم الخرافية التي يملأؤون فضاءآتنا بها يومياً بوجوهم المكفهرة العابسة.


آه لو سمح لهيفاء وهبي أن تنادي ( وواتها ) للتظاهر والنداء ب ( عاوزين هيفاء ) لتمزقت طبلات آذان أصحاب ( الحرام ) من كثرة الصارخين بها، عندئذن ليقارنوهم مع عدد الذين وقفوا أمام السفارة البريطانية في الدوحة وهو يتوسلون بها لمنح شيخهم فيزة الدولة ( الكافرة )


ألا تفقهون؟؟؟


حسن أسد