تميم قصة السندريلا لكن إياك أن تخبرها لأي من أولادك قبل النوم
بعد شهر... لا معلومات جديدة وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء!
سوزان تميم وقصة الهروب إلى... المسرح


زيد بنيامين من دبي: لم تكن سوزان تميم تعلم انها بفتحها الباب أمام قاتلها في الثامن والعشرين من يوليو الماضي، ستفتح الباب أمام قصة ملأها العنف، الجنس والاسرار، وعلى الرغم من عدم خشيتها الوقوف على المسرح لتقدم الاغاني بين فترة واخرى لجمهور لم يعد يعرفها، الا ان هذه السيدة الصغيرة كانت تجد على المسرح المكان الوحيد لتكون بعيدة عن الاخطار، وعلى الرغم من كونه الملجأ لها كان الصعود على المسرح متقطعًا.. وتشبه مجلة دير شبيغل الالمانية قصتها بأنها (قصة السندريلا... لكن اياك ان تخبرها لأي من أولادك قبل النوم!).

بعد اثنتي عشرة دقيقة من فتحها لذلك الباب، كان حياة الفتاة البالغة من العمر 31 عامًا قد انتهت، كما تنتهي بسرعة (فلاشات) مصوريها الذين طالما وقفت امام عدساتهم في منتصف العقد الماضي، وعلى الرغم من أن حياتها كان غامضة وقد مرت دون تفسير لاسباب عدم وقوفها على المسرح بانتظام كبنات جيلها، كانت نهايتها مثيرة ايضًا، فرأسها قطع ولم يقطع، وجسمها قد تم مسه، ام لم يمس بالطعنات، والقاتل عرف ثم اختفى ثم مات ثم بعث من الرماد.

بعد ان انتهى القاتل من مهمته، تأكد من ان القبعة ما زالت على رأسه، عدلها لتخفي عينيه وليسير امام كاميرات المراقبة التي وضعت في العديد من الاماكن التي مر بها، وعلى الرغم من الدقائق التي مرت بطيئة عليه الا ان الرجل ركب الطائرة بعد ان اخذ نفساً طويلاً ظناً منه ان المهمة انجزت بنجاح ترك خيطًا وراءه... سيقود الجميع الى مصر.

يعتقد ان (البطاقة الائتمانية) التي تركها القاتل خلفه دون ان يعلم قد قادت الى القاتل، وخلال تتبع ذلك الخيط كانت الصور تتوالى، زوجها عادل معتوق في الواجهة، ثم رياض العزاوي وهو رياضي عراقي مغمور يبحث عن الشهرة بنسب بطولة العالم الى نفسه على الرغم من تعدد الاتحادات والجهات الرياضية التي تمنح مثل هذا الالقاب (بعد ان يكسب الانسان العالم كله، ويخسر نفسه) والملاك الذي ساعد هذه الفنانة في مصر ووقف الى جانبها محاولاً الزواج منها بعد تطليقها من زوجها معتوق.

وكما هي الحكايات البوليسية، فإن اخر من تشتبه فيه قد يكون هو المجرم، وبناء عليه كان المشتبه به يجلس في القاهرة على الرغم من أن الشرطة في دبي لم تعلن جنسيته.

كان الظهور الابرز لسوزان تميم قد تم عام 1996 وعمرها لم يكن ليتجاوز التاسعة عشرة في برنامج مسابقات تلفزيوني يحتضن المواهب الغنائية وقد استطاعت هذه السيدة جمع موهبة الغناء الشعبي والكلاسيكي ووصلت الى المرحلة النهائية والتي مثلت البداية لمغنية ستثبت نفسها في المشهد الغنائي الصاعد بعد خمس سنوات من ظهور القنوات الفضائية العربية.

كان المغنون اللبنانيون الناتج الاساسي لانتاج القنوات الفضائية خلال هذه الفترة لابل اعتبرت السلعة التي صدرها اللبنانيون الى الخارج، فهذا البلد لا يتمتع بثروات نفطية، او معادن، والمغنيات من هذا البلد يعتبرن رمزًا للاثارة والجنس والقدرة على الامتاع في عيون باقي رجال الدول العربية.

في المقابل عرفت سوزان تميم كيف تسوق نفسها بلغة هذا الجزء من العالم، مجموعة من عمليات التجميل، تكبير الصدر، نفخ الشفايف، لتبدأ مهمتها في الشرق الاوسط (الكبير) بعكس كوندوليزا رايس التي اتبعت طريقة اكثر ايلامًا!، وقد نجحت كما يبدو في البداية باصدارها البومين كانت تدور جميعًا حول كلمة (حبيبي) بينما كان يظهر المحبون بصورة نمطية في اغنياتها... وبفضل عمليات التجميل ايضًا... ستكتسب هذه الفتاة عيونًا اشبه بعيون القطط.

كان الرجال في حياتها يتغيرون بسرعة كما يتغير الرجال في تصوير اغانيها ولكن شتان بين المشهدين... فالمشهد الاول سيقودها الى الموت والمشهد الثاني سيقودها الى الشهرة... ولو الى حين.

خلال حياتها القصيرة تزوجت سوزان مرتين، كان زواجها الثاني قد قاد الى مدير اعمالها الذي ساهم في دعمها اعلاميًا ربما بشكل لم يرد له الاثنان، فمعاركهما الاعلامية ستزيد من جماهيرية سوزان (الفضائحية) وليست (الموسيقية)، وكان الجمهور بدوره يوجه السهام لها ربما ليسمع جزءًا جديدًا من الفضائح، كمن يرفع جزءًا آخر من قطعة الملابس عن جسد امرأة سعيًا للحصول على جسدها كاملاً.

وقد قررت تميم الهرب الى القاهرة بعد ان كانت قد وقعت مع زوجها عقدًا للاحتكار يمتد لعشر سنوات وهناك ستلتقي برجل اعمال مصري سيطويها تحت جناحيه.

وبعد أن لعب دور (المخلص) لفترة من الزمن ستنتهي العلاقة بين الاثنين قبل ثمانية اشهر من مقتلها في شقتها في دبي ويقال (اذا اعاد التاريخ نفسه مرة.. فهذه دراما، وان اعاد التاريخ نفسه مرتان.. فهذه مهزلة) لكن التاريخ كان يعيد نفسه للمرة الثالثة مع تميم.

الزواج من رجل والهروب منه الى رجل ثاني لتتزوج منه ثم الهرب مع رجل ثالث لم تستطع الزواج منه على الرغم من محاولاتها، وفي الوقت نفسه معرفة رجل رابع من اجل الحصول على جنسية بريطانية عن طريق الزواج .. عاشت كطريدة .. وعرفت ذلك.. وربما كانت مستعدة لتقبل النتيجة ايضاً... الساندريلا لم تتزوج اميرها في النهاية ولكن نهايتها كانت سوداء.. الم اقل لك (قصة الساندريلا.. لكن اياك ان تخبرها لاي من اولادك قبل النوم!).

لمراسلة الكاتب: [email protected]
مواضيع سابقة للكاتب: http://www.elaphblog.com/zaidbenjamin