إهداء
إلى كل طفل عربي..
من أجلكم هذا الحلم
الذي قد لا يتحقق لا اليوم ولا غداً..
فاعملوا أنتم عندما تكبرون على تحقيقه،
من أجل أطفالٍ غيركم لم يولدوا بعد...

نحو جريدة يومية عربية للأطفال

مقدمة
الإيمان بدور الإعلام البنَّاء يفرضُ تركيزاً على تطور وسائل إعلام الطفل، وعلى كل تجربة جادة وفاعلة، بحثاً عن جديد يستمد من التجارب السابقة ما يساعد على الارتقاء والنهوض والتفرد. والحـديث عن الطفـولة، همّ شاغل وقلق دائم لكل من أخذ من عالم الطفولة بطرف، فساحة البناء الإنسـاني التي كانت طوال قرون مسوّرة بسياج الأسرة والمجـتمع الضيّق، اتَّســعت بشـكل لـم يسـبق له مثيل، فغيّرت المفاهيم، وشوّهت كثيراً من القيم الإنسانية، بعد أن كان غرسُها سهلاً، فيمن نشَأ وتربَّى في أحضان الفضيلة.
وبعد أن كانت الأسر الصغيرة تعيش في أمان داخل بيوتها، زاحمتها مؤثرات كثيرة، أبرزها الإعلام بأنواعه.
ولما كانت وسائل الإعلام ضيفاً دائماً، مرحباً به في كل بيت، أصبحت شريكاً فاعلاً للأسرة والمجتمع والمدرسة في تربية الأبناء، منذ لحظة ولادتهم، بل وقبلها، لما تحدثه من تأثير على نفسية الآباء في أسلوب الحياة، وقد يدمن الطفل على وسائل الإعلام، والتلفاز تحديداً، لانتشاره الواسع وسهولة متابعة برامجه، فيألف وجوه المذيعين والمذيعات والممثلين والممثلات أكثر مما يألف وجوه الناس من حــوله، وبذلك ينشأ متأثراً بالإعلام عامة، وببرامج الفضائيات بشكل خاص، بكل ما فيها من فوائد وأضـرار ومحاسن ومساوئ.
ونتفق تماماً مع كثير من الاتهامات التي تساق إلى قطاع واسع من وسائل الإعلام، لما لها من يد طولى في بناء الثقافة أو هدمها، وربما كان الهدم مصاحباً في الفترة الأخيرة لمعظم وسائل الإعلام، وخصوصاً السمعية البصرية، لذا فإننا نذهب مع القائلين إلى أنّ الإعلام أضحى بإمكانياته الحديثة والمتطورة يؤثر في حياة المجتمع بفاعليّة مذهـلة، فقد بات مَعلَماً أساسياً، يقدِّم أفكاراً وقيماً ومعايير وأنماط سلوك واتّجاهات ومواقف حياة. وتجاهل دوره الخطير، تجاهل للواقع، وربما يؤدي ذلك إلى إيجاد نماذج بشرية مشوّهة.
وقد تنبه كثير من الباحثين إلى خطر ما يواجه الأطفال من محاولات تغريب، وأدركوا اتساع دائرة الخطر في المرحلة الأخيرة، لأنَّ الطّفل أضحى أحد أهم أهداف وسائل الإعلام، لأنَّه أكثر مفاصل المجتمع وَهناً واستعداداً لاستقبال ما يعرض عليه.

ومن هذه الأسباب وغيرها ندرك أهميّة وسائل الإعلام، وضرورة إصدار جريدة يومية للطفل كوسيط أساسي بنّاء، يثقّفه ويرقّيه، ويشكّل شخصيته المستقبلية الرائدة القائدة كما يجب أن تكون.. وليس ذلك بعسير إذا اجتمعت النوايا الطاهرة وتناصرت العزائم الصادقة.

السمات العامة

لكل وسيلة إعلامية سمات خاصة توسم بها، تمنحها قدراً من اهتمام المستقبِل المتلهّف دائماً إلى اكتشاف الجديد الفريد.
وجريدة الطّفل العربي المقترحة ليست مجرد مستوعبات معرفية، بل وسيط تعليم وتوجيه وبناء.. تقوم على خطط واعية شكلاً ومضموناًً، تُعَد القيم التربوية رأس عملها، تسري في أوصالها وتفاصيلها..
جريدة الطّفل تعتمد على تحالف وثيق بين الشكل والمضمون لإيجاد واحة رحبة من الإبداع تضم جمهوراً عريضاً، وإذا كان الإعلام عامَّة رسالة وصناعة، فإنَّ لصناعة هذه الجريدة - فضلاً عن أهميتها الفنيَّة - دوراً في توصيل مضمون الرسالة المقدمة وفكرتها. وللصناعة دور موازٍ للرسالة، لا يتمثل في مجرد توفير عناصر جماليّة أو تسويقية. وبعبارة أخرى: إنَّ الشكل يمكن استثماره وتكييفه لخدمة المادة الممتازة، فيكون النجاح أكبر حجماً وأشدَّ وقعاً، فتحقق الرسالة أهدافها جنباً إلى جنب مع الصناعة.

ولهذه السمات رؤية عامة - شكلا ومضموناً ndash; موجزها:

أولاً: من حيث الشكل:

الشكل وعاء تقدَّم به الرسالة، وكلَّما كان المظهر برَّاقاً كان الإقبال مرتفعاً، على ألا يكون في الشكل خداع أو تضليل، حتى لا يشعر الطفل أنَّه كان ضحية غشٍّ واحتيال. وتستخدم في الشكل كل فنون الإخراج الصحفي الممكنة، ووسائل الطباعة الحديثة، من ألوان ورسوم وحروف وخطوط... مع مراعاة أنَّ جمهور القراء صغارٌ يملُّون بســرعة إذا لم يكن التشويق مستمراً ومرتفعاً ومطَّرداً من صفحة إلى صفحة، بالشَّكل أولاً بما يخدم المحتوى..
ويدخل ضمن إطار الشكل القالب اللغوي، فاللغة المستخْدمة في مخاطبة الطفل إعلامياً سهلة مبسّطة، ولا يكون التنميق مقصوداً باللفظ والرسم، أو بأي مظهر إعلامي آخر، كهدف في حد ذاته، ولا يكثر منه حتى يُقحم في النص، فيثقل كاهل المرسِل وينفّر المستقْبِل، فتضيع الرسالة على الطريق، ولا يرجى منها بعد ذلك حَصــــاداً، فيذهب الجهد سدى، وقد يفقد المرسِل ثقة المستقبل من الجولة الأولى، فيخسر جمهوره ويكون صعباً عليه استرجاعه مرة جديدة.
أما الأســــلوب فيكون بسيطاً رشيقاً ممتعاً جذاباً، بعيداً عن التعقيد، مغايراً تماماً للكتابة العلمية أو المدرسية التي تهيمن عليها الشدَّة والصَّرامة، حيث تقدَّم التعابير السهلة الأخَّاذَة الرصينة، والكلمات الخفيفة الرنَّانة، كيلا يملّ الطفل فيعرض عن جريدته الهادفة إلى أي وسيلة ترفيهية أخرى.. وقد تكون مخرِّبة.
ومن سمات الجريدة تميُّز الصورة والرسمة في إيصال المعلومة، فالصورة قد تكون أبلــغ في بعض الأحيان من الكلمة، إذا كانت تعبر عن أهدافها بوضوح، فالصغير لا يميل كثيراً إلى قراءة النصوص الجامدة، ولا حتى الاستماع إليها أو مشاهدتها، والصورة كما يرى كثير من الخبراء قد تحقق ما تعجز عنه آلاف الكلمات.

ثانياً: من حيث المضمون:
يتحدث بعض الباحثين عن نظرية تدعى التأثير المباشر أو قصير المدى، ومفادها أنَّ علاقة الفرد بمضمون الوسيلة الإعلاميَّة، علاقة تأثُر مباشر وتلقائي، فالإنسان الذي يتعرض لأيَّة وسيلة إعلامية يتأثر بمضمونها مباشرة وفي فترة وجيزة، فمثلاً: إذا شاهد الإنسان في التلفاز مشـاهد قتل، فإنَّه بالضرورة بناء على هذه النظرية، سوف يحاكيها ويحاول تطبيقها.
وبغض النظر عن مدى الاتفاق أو الاختلاف مع الكلام السابق، فإنّ المضمون الإعلامي عامة ينعكس على تصرفات الأبناء وأفكارهم، لكنّ القول بالتأثير الحتمي قد يلقى تحفظاً لدى قطاع عريض من الباحثين، لأنَّ الإنسان ليس كائناً سلبياً، يتأثَّر بكل ما يصادفه، بمعزل عن تركيبته الفردية وبيئته الاجتماعية، وهذا لا ينفي بالطبع إمكانية حدوث تأثير متى توافرت عوامل ومتغيرات أخرى لها علاقة بالإنسان نفسه، وبالوسيلة الإعلامية ومضمونها، خاصة إذا كان الأمر متَّصلاً بالطفل والناشئة.
وقد تتفاوت المضامين في تأثيرها، وربما يحدث التأثير نتيجة تكرار ومغالاة.
ولكي تستطيع الجريدة المقترحة تأدية أهدافها وإحداث التغيير الإيجابي المرجو، من المستحسن أن تستثمر أساليب العـرض دون إخلال بأهداف المضمون، وكلما كان المضـمون جـــاداً وهــادفاً وراقياًً كان التأثير عميقاً وصلباً والتبليغ مؤثراً وفعالاً، ولو جاءت الثمار يانعةً في موسم آخر.
والتنوع في محتوى الجريدة يجعل المستقبِّل متحفِّزاً باستمرار لتلقي كلَّ جديد، كما أنّ التنوع ضروري لاستقطاب الأطفال من ميول مختلفة. فالجريدة اليومية يجب ألا تقصِــر مهامها على الترفيهِ والتسليةِ وصبِّ المعلومات، بل يجب أنْ تعيش الواقع بتفاصيله كيلا تكتفي بعرض سير الماضين وبطـولاتهم، أو حشد القصص دون مساحة من الواقع، تجعل ما يتلقاه الطفل نظرياً أمراً يعيشه ويطبقه ويختبره بنفسه، فتثير اهتمامه وتربطه بالعالم المحيط به، وتشعره بأهمية دوره الذي يمكن أن يؤديه إذا أفسح له مجالٌ لذلك. فمضمون الجريدة لا يُبث أو يُنشر هكذا دون دراسة أو تقويم وتمحيص، ليصبح المتلقي أكثر عمقاً ومعرفة وقدرة على التحليل والاستنباط وربط المعلومات والخروج بمعطيات وأفكار جديدة.
وهناك أبــــوابٌ كثيرة تدخل في التبويب العام، بمضامين معينة ومساحات مناسبة، بحسب أهمية كل منها، مع مراعاة تطويع هذه الأبواب وتيسيرها لطاقات المستقبل الصغيرة المحدودة. فهناك السياسة والاقتصاد وفروع الثقافة المختلفة والرياضة والمعلومات العامة والسياحة واللغـة والمخترعات والفكر والأدب والتراث والفــن، وغيرها.. على أن تقـدم كل هذه المواد بما يتناسب وأعمار الأطفال. فلا تكون غرضاً لوحدها، ولا يكون هدفها حشوَ رأس الطفل بمعلومات كيفما اتفق، فتختلط عليه الأمور، ولا يستطيع بعد ذلك متابعة ما يقـــدم إليه بسهولة، فيمل وينفر.
ويتكامل محتوى الجريدة لتحقيق أهداف التربية، فكيف نحذِّر الطفل مثلاً من مخاطر التدخين، ثم نقدم له إعلاناً يصور المدخن بطلاً أو فارساً شجاعاً سليم البنية. ومن هنا أهميَّة إبعاد الصبغة التجارية عن إعلام الطفل، والنظر إليه كرسالة سامية، تبني الإنسان أولاً وأخيراً.

الخصائص العامة للجريدة المقترحة

- مادة قصيرة مشوّقة في الحجم والصورة والحرف.
- أهداف واضحة، تسهل على الطفل استخلاصها بأدنى مساعدة من الغير.
- الصور المادية والمعنوية واضحة ومنطقية في تسلسلها، خالية من التناقضات، وقد يكتنفها بعض الغموض الذي يثير عقل الطفل دون أنْ يوقعه في حيرة.
- تجنُّب عرض مواد العنف والرعب والإجرام والمواقف البشعة، حتى وإن كانت في قالب الذم، والبعد عن الخرافة والتهويل والخوارق.
- يُفضل أنْ يكون أبطال النصوص الأدبية في سن الطفل المستهدف، وأنْ تكون الأحداث تشبه أنشطة الطفل اليومية مع خيال مستحب يطلق قدرات الطفل الخفية.
- تجنب الوعظ المباشر والتكلف والمبالغة في المثالية.
- تجنب الاسترسال في المواقف الجانبية والتركيز على الموضوع.
- تطعيم المادة بشيء من الطرافة.
- الابتعاد عن التركيب اللفظي المعقَّد والمعاني المركبة.
- الاعتماد على تصوير المعاني وتجسيدها من خلال الكلمة المطبوعة النابضة بالحياة والجاذبية، وتحويل الصفحات إلى لوحات فنية ذات جمال آسر، تيسر القراءة وتنمي حاسة التذوق الفني.
- الاهتمام بتجويد الصور بأنواعها: فوتوغرافية، رسوم، ساخرة، توضيحية.. مع ما تتميز به من لغة تعبيرية يستطيع الأطفـال فهمها والتأثر بها.
- التركيز على توافر جميع ميزات وسائل الاتصال المطبوعة وخاصة الصحف اليومية العامة، ما ييسر للطفل فرص الاختيار من بين المواضيع المتاحة في الجريدة، وتتيح له إمكانية التحكم في ظروف التعرض، وقراءتها في أي وقت أو أي ظرف يشاء، كما يمكن أن تستغرق الوقت الذي يناسبه في القراءة حسب مقدرته اللغوية ومستوى الفهم، وأنْ يعود إلى قراءة الجريدة أو مواضيع معينة منها متى شاء.
- إنّ جريدة الطفل تتحول مع الوقت إلى صديق له، وتنشأ بينه وبين صفحاتها وشخصياتها وأبطالها وكتَّابها.. علاقة حميمة، يرسم لهم صوراً في خياله، يثق بهم إلى حد كبير، يتفاعل معهم، يستفيد من تجاربهم وخبراتهم، يتعلم من علومهم ومعارفهم، بل قد يصل الأمر إلى درجة التوحد، ما قد يؤدي في النهاية إلى نتائج باهرة تحقِّق البناء المقصود.

الأهداف التربوية

تسعى جريدة الطفل إلى تحقيق أهداف تربوية تنموية كثيرة منها:
- تنمية ذكاء الطفل وقيمه ومعارفه، وتعزيز المشاركة الفاعلة والابداع والابتكار والسلوك الاجتماعي المقبول في المجتمع، وتشجيع المهارات المختلفة مثل القراءة والتذوق الأدبي والفني والجمالي.
- تعديل السلوك وتوظيفه لخدمة المجتمع.
- تدريب الطفل على العيش في بيئة الكبار من خلال نقله إلى عالمهم بواسطة الأخبار السياسية والاقتصادية والثقافية التي تقدم في الصحف اليومية العادية.
- إشغال الوقت بما هو مفيد.
- مواجهة الأفكار الفاسدة ومقاومتها.
- اكتشاف الموهبة ورعايتها.
- إشباع حاجات الطفل النفسية والعقلية.


هل الفكرة ممكنة التنفيذ؟
إصـدار جريدة يوميَّة للطفل العربي أمرٌ لم يتحقق حتى الآن، رغم وجود دعوات كثيرة في هذا الجانب، ووجود تجارب رائدة لإصدار جرائد أسبوعية أو ملاحق شهرية وأسبوعية لصحف عربية يوميَّة، ولعل السـبب يعزى إلى فقدان التمويل، وعدم وجود اقتناع حقيقي من الجهات النافذة ذات القدرة والنوايا الطيبة.
بيدَ أنَّ السنوات الأخيرة أسفرت عن تحديات عجزت وسائل البناء في المجتمع عن مواجهتها بشـكل فاعل لأسباب عدة، ما يلقي على إعلام الطفل مهمات جسيمة.
وتحسّس الواقع وجديّة الفكرة تصبح ممكنة التنفيذ، وليست مجرد أحلام..

وهنا يطرح هذا التساؤل: هل نحن بحاجة حقاً إلى جريدة يومية للأطفال العرب؟

ولعل وجود جريدة يومية للطفل ليس ترفاً والحاجة تزداد يوماً بعد يوم لذلك، في ظل الفوضى الإعلامية الفضائية وما يتعرض له الطفل يومياً من هجوم مركز.
لكنَّ الإصدار يحتاج إلى إمكانيات ضخمة، عليها أن تتوافر كمصدر تمويلي ثابت قبل بدء التنفيذ، حتى لا تصطدم بعقبات كثيرة، حيث ستقوم معركة حقيقية، لتأمين مكافآت متخصصين نادرين في مختلف المجالات، بدءاً من المبدعين في التحرير والتأليف والرسم والإخراج إلى الطباعة والتوزيع؛ والتجارب السابقة لا توحي بإمكانية قيام الجريدة نفسها بتغطية تكاليفها ذاتياً، بواسطة الاشتراكات والمبيعات والإعلانات، ما يستدعي وجود جهات نافذة داعمة، تعي عظم المسؤولية وفداحة الأخطار.
وإصدار جريدة طفل يوميَّة لا يعني مجرد إضافة رقم جديد، فهنالك أسباب كثيرة تجعل من فكرة الإصدار ضرورة عصرية ملحّة، انطلاقاً من أهمية الجريدة نفسها، كونها تصل إلى أكبر شريحة من القرَّاء الأطفال، ومن خلالها نستطيع البناء المجتمعي الحقيقي، والبناء الثقافي التربوي التعليمي..
وهناك أسباب كثيرة تمثل دافعاً لإصدار الجريدة، تحتاج إلى تبني أسس علميَّة واضحة، تستشف من التجارب والخبرات السابقة معينها، لتجنب الأخطاء، وتطوير الجوانب المضيئة، وحشد اهتمامات المختصصين، لإنتاج جريدة لها تأثير بنائي شامل، ولا تكون مجرد إضافة، بل فعلاً متحققاً مؤثراً ومستمراً.
وهذا يستدعي قيام جهة متخصصة بعملية الإصدار، واقترح هيئة رسمية عليا تابعة لجامعة الدول العربية، مكلفة من مجلس وزراء الإعلام العرب.
ولايعني ذلك أن تكون الجريدة تابعة للجامعة العربية، تفرض سياسات معينة أو آراء محددة..
وبعد إقرار المشروع ترصد الميزانية اللازمة، وتقتصر على الجانب التنفيذي الذي يسبق مرحلة الطباعة والتوزيع التي يتم يتم عرضها على الصحف العربية الكبرى في كل بلد عربي، وبعد الاتفاق ترسل صفحات الجريدة يومياً عبر الأقمار الصناعية إلى كل الصحف المتفق معها لتطبع في آنٍ واحد وتوزع في وقت واحد، فتكون جريدة الطفل اليوميَّة مرفقة بصحيفة تقدم أفضل عرض من حيث الجودة وعدد النسخ والتوزيع، ويمكِن الاستفادة من الصحيفة ومكاتبها ومحرريها لتغطية موضوعات محلية، أو من مكاتبها حول العالم..

التصور العام المقترح
1 - الاسم:
بما أنّ المضمون يقرأ من عنوانه، فإنَّ اسم الجريدة يجب أنْ يعكس السِّمة الحقيقية لهـا، ما يـوحي للطـفـل وأولياء الأمور المنهج الذي تسـير وفقه، والطفل الذي تخاطبه.
ومن الضروري أن يحوي الاسم إشارة واضحة وصريحة، تعلمنا فوراً أنَّها للأطفال، وليس لعموم الأطفال، بل للطفل العربي تحديداً. وتتقيد بأسلوب خطابها الموجه لجمهورها، فلا تقدِّم مواد لغير الأطفال، وإنْ كان متوقعاً أن يقرأها الكبار ويحرصون على متابعتها.

2- الشريحة العمرية المستهدفة:
توجه الجريدة إلى كل الأطفال، مع تركيز على المرحلة الوسطى ما بين مراحل الطفولة المبكرة وبين مرحلة الشباب. وتحدد المرحلة المستهدفة ما بين 8 و16 عاماً، مع إمكانية تخصيص صفحات للأطفال الأصغر سناً والأكبر قليلاً، وتتسق جميع مواضيعها وأبـوابهـا ورسـومـها ولغتها ضمن هذا الإطار، مع مراعاة حـاجـات هـذه المـرحـلة العمريِّة وما يمكـن أن تتطـلبه من جريدتها اليومية.

3 - مـوعـد الإصــدار:
معظم صحف الطفل العربي ومجلاته تكاد تكون شهرية، ومنها ما يصدر أسبوعياً، وبعضها يصدر بشكل متقطع، وربما تتوقف عن الصدور بعد فترة قد تطول أو تقصر.
ونظراً لأنَّ الجريدة المقترحة تطمح لأنْ تغزوَ عالم الطفل وفكره وقلبه، ولكي تحقق أهدافها المرجوة، عليها أن تحافظ على علاقة دائمة ومستمرة بجمهورها، فمن الأهمية أنْ تصدر بشكل يومي ثابت، في موعد صباحي محدد، وتوزَّع مع الصحف العادية التي يتم الاتفاق معها، ويبدو لنا أن فترة الشهر وحتى الأسبوع فترة طويلة نسبياً، تبعد الطفل عن مطبوعته ولا تشدُّه إليها بشكل مستمر، وربما ينسى قصصها المتسلسلة، ويفقد ميزة الالتصاق بها، وحرصه على امتلاكها، لانشغاله طوال الأسبوع أو الشهر بأمور أخرى مع منافسة قوية من الإعلام المرئي الكاسح.
ولا يخـفى أنَّ انتظام صـدور الجريدة يومياً يجعـل الطـفل حريصاً على الحصول عليها، فيترقبها، ولعل تتابعها المنتظم ينشئ بين الطفل وجريدته علاقة شخصية وجدانية راسخة، تجعله يبحث عنها إنْ لم يجدْها في المكتبة التي يعتاد الحصول عليها منها، أو يشجع والده على الاشتراك في الصحيفة التي توزعها، مع إمكانية الاشتراك بها لوحدها بسعر رمزي، ما يجعل الطفل متابعاً مجدّاً، قلقاً في حال تأخرها أو عدم تمكنه من الحصول عليها لسبب من الأسباب، متحفزاً إلى متابعة موضوعاتها، ما ينمي في نفسه روح المتابعة والانتظام والثبات، ويدفعه للبحث عن الجديد في المكتبات، نظراً لبحثه الشخصي عن الجريدة، الأمر الذي يعرِّفه بعدد كبير مما هو معروض على الرفوف، وقد يدفعه حب الاستطلاع للمطالعة الدائمة، ما ينمي لديه المعرفة والقدرة على التمييز ما بين الجيد والرديء.

4- الأهـــــــداف:
من الطبيعي أن يكون للجريدة أهداف تسعى إلى تحقيقها بعيداً عن الأهداف الربحية المادية، ومن الطبيعي أن يكون لها هدف عام، وأهداف تفصيلية، تنبع كلها من النظرة التربوية الجادة تجاه الطفل.
أما الهدف العام والأول: فهو بناء شخصية الطفل بناء متكاملاً ما يجعله متميِّزاً فريداً مبدعاً شكلاً ومضموناً، لتمكينه بالتعاون مع مختلف وسائل التربية في المجتمع، من أن يتحلى بصفات سامية، يجب أن يتمتع بها، وبذلك يكبر الطفل مصقولاً بالعلم والمعرفة والإيمان، فضلاً عن الأخلاق الحميدة.
ومن الأهمية أن تتسق الأهـداف مع الأدوار التي على الجريدة أن تؤديها في خطتها الساعية إلى بناء شخصية الطفل، حيث تعمل الأهداف في اتجاهات رئيسية منها: إيمانية وتربوية وتعليمية وجمالية وترفيهية...
وقد يبدو للوهلة الأولى أن تحقيق هذه الأدوار مجتمعة أمر عسير، غير أن الرؤى البعيدة، وخطة العمل، ورصد إمكانيات كافية، مادياً وبشرياً، يجعل الطموح ممكناً، وربما لا تتحـقق جميع الأهداف في كلِّ صفحة وموضوع، كما أن تطبيق الأدوار كلهـا عملياً في جميع الصفحات قد يكون أمراً غير متاح ولا مستساغ، إلا أنَّ التكرار المنهجي المدروس، وامتزاج الشكل بالمضمون، وتسخير الصورة والرسمة والفكرة والكلمة والأسلوب والإخراج والألوان... يجعل الهدف شيئاً ملموساً، والوصول إليه أمراً ميسوراً، شرط تضافر جميع الأساليب الصحافية، فنياً وتحريرياً، لتحقيق الأهداف التفصيلية وصولاً إلى الهدف العام.
ومن المطلوب أن تكون الأهداف متمِّمة للوسائل التربوية الأخرى في المجتمع، لأن ذراع الجريدة مهما كانت قوية، فإنها لا تستطيع أن تصل إلى عقل الطفل وقلبه بمعزل عن معونة الأسرة والمدرسة والمجتمع ووسائل الإعلام الهادفة الأخرى.
والأهداف تتحقق من خلال الأدوار التي تظهر آثارها تدريجياً على الطفل، ويمكن لذويه أنْ يلاحظوها عليه مع مرور الوقت وشدّة التصاقه بالجريدة.
والجريدة المقترحة ستشكل دافعاً وحافزاً رائعاً للطفل، تحمل المتعة والتسلية والثقافة، تكون صديقه الحميم، يحملها في حقيبته المدرسية، يطـالعها بين الحصص، يشارك زملاءه في الأفكار التي تحتويها، ينمي حصيلته المعـرفية، من علوم وتـربية وفـن وفـكر ومقـدرة على النقاش والحوار وإثبات الذات، في أسلوب بعيد عن الكتاب، يجده مثالاً حياً في الأحداث الواقعية التي تُنقَل له بأمانة، في السياسة والاقتصاد والاجتماع.. فضلاً عن التمثيليات المصورة، والقصص السردية، والرسوم المعبرة، والأناشيد المحببة...
وتتنوع أهداف الجريدة مع تنوع مواضيعها، التي قد تتبدل من عدد إلى آخر، مع الحفاظ على شخصيات محددة يرتبط الطفل بها، ويشعر أنَّها تفهمه كما أنَّه يفهمها. وتأخذ الجريدة مكانتها من خلال أهدافها المتعددة، التي تنعكس بدورها سلوكيات بنائية راسخة.

5- الخصائص والمميزات:
تتعدد خصائص الجريدة ومميزاتها من حيث الشـكل والمحتوى والجمهور المستهدف، ولعلَّ من أبرزها أنها:
أولاً: موجهة إلى شريحة عمرية محددة من الأطفال العرب أو الذين يعرفون العربية، وربما يتابعها الكبار أو الأصغر سناً، ويستفيدون منها، وهذا التحديد يختلف عن كثير من إعلام الطفل الذي لا يحدد شريحة المستقْبِلين، ويتفاوت الأسلوب والمستوى من كاتب إلى آخر، ومن صفحة إلى أخرى، وهذا التنوع، وإنْ كان مسْتساغاً في بعض المطبوعات، فإنَّ جريدة الطفل العربي يقتصر خطابها على جمهورها المقصود دون غيره والعمل من أجله، وإن تنوع جمهورها وقرأها الكبار والصغار.
ثانياً: الجريدة لا تنطق باسم دولة محددة ولا جهة حزبية أو عقدية، وتتخذ منهج الاستقلال والتميز.
ثالثاً: تنشد العالمية، ولا تحصر نفسها ضمن أطر محلية ضيقة، لأنّ خطابها موجه لجميع الأطفال الناطقين بالعربية والعرب على وجه الخصوص، وتخطط لترجمة مواضيعها وإصدار طبعات بمختلف لغات العالم، ونشر صفحاتها العربية والمترجمة على الإنترنت.
رابعاً: تصدر يومياً في صفحات محدودة بدايةً، وتكون في حجم الصحف العادية، ويوم الجمعة تصدر بصفحات أكثر، كون هذا اليوم هو يوم عطلة في معظم الدول العربية.
خامساً: لا تهدف إلى إشاعة أفكار توجُّه معيّن، لأنَّها لجميع الأطفال العرب، في إطار الشريحة المستهدفة.
سادساً: لا تتوخى الربح، ولا تسمح للإعلان بأنْ يحتل مكان النص أو أن يقدم سلعاً تخالف الهدف العام. ولتخفيف الأعباء المالية والتخلص من تكلفة الطباعة والتوزيع، اقترحنا أنْ تتطوع صحيفة يومية في كل بلد عربي لتبني جريدة الأطفال لتصدر مع الصحيفة وتوزع مع أعدادها يومياً، وهي بذلك ترفع توزيع الصحيفة المحلية وتزيد من مشتركيها، ولا يكون عمل الصحيفة المحلية سوى الطباعة والتوزيع مع إمكانية المساهمة بالعمل التحريري أو الفني من خلال مقر جريدة الأطفال الرئيسي، وتصل إليها الصفحات مخرجة وجاهزة للطباعة من المقر الذي يحدد لاحقاً بعد عرض الأمر على الدول العربية كافة لتقديم مقترحاتها..
سابعاً: تخضع الصَّحيفة مواضيعها للإشراف السياسي والديني والتاريخي والتربوي والنفسي، وتخصص لذلك مجموعة من المستشارين، دون أن يكون ذلك مجرد تكريم لهؤلاء، بل يكلفون بأعمال محددة ومهمات أساسية.
ثامناً: يتم اختيار العناصر البشرية بدقة متناهية، ويخضعون لدورات متخصصة لرفع كفاءتهم، وتطوير إمكاناتهم باستمرار.
تاسعاً: تهتم جريدة الأطفال بدراسة الميول القرائية للشريحة المستهدفة بالتعاون مع جهات متخصصة، وبواسطة تحقيقات ميدانية، واستبيانات عامة.
عاشراً: تقيم الجريدة علاقات مباشرة مع الأطفال، ويحتك المحررون والرسامون وسائر العاملون فيها، بشريحة القرَّاء مباشرة، بواسطة الرسائل أو الاتصالات الهاتفية والالكترونية، أو عبر زيارة أماكن وجود الأطفال من مدارس ونواد، ودراسة احتياجاتهم ورغباتهم، ومحاولة تحقيقها من خلال صفحات الجريدة.
الحادي عشر: تقدم صحافة متخصصة للأطفال، وتتميز بعناصر بشرية مؤهله، ذات خبرات طويلة، وقدرات عالية موهوبة ومجربة ومحترفة، لأنَّ الجريدة تؤمِن بأنَّ صحافة الأطفال ليست محل تجريب وتدريب، ولكن باستطاعة الجريدة أن تساعد من ترى لديه الموهبة الكافية للمشاركة تمهيداً لخوض هذا المضمار مستقبلاً، وخاصة من الأطفال والناشئة.
الثاني عشر: تحرص على الأسلوب البسيط الجاد الواضح المتجدد الممتع والمفيد، وانتقاء الألفاظ والعبارات والموضوعات.
الثالث عشر: تركز على الجانب الفني، وتحرص على اختيار الرسامين الموهوبين، القادرين على المواءمة بين الألوان وابتكار الرسوم المتوافقة مع النص، التي بإمكانها أن تقدم فوائد ربما تفوق النص نفسه، أو على أقل تقدير تدعمه بشكل كبير، وتساعده ليؤدي غرضه بيسر وسهولة، وتسهم بمساعدة الطفل في استيعاب النص وتقبله دون مجهود كبير.

6- سعر الجريدة وتوزيعها:
شريحة القراء من الأطفال، وهي تعتمد مادياً على من هم أكبر سناً، وربما يظن هؤلاء أنَّه من غير الضروري شـراء الجريدة إذا كان سعرها مرتفعاً، في حال جعلها منفصلة وتباع بشكل منفرد - مع تفضيلنا أن توزَّع هدية مع صحيفة محلية في كل بلد عربي - ويمكن طرح أعداد محدودة تباع مستقلة في المكتبات أو يتم الاشتراك بها بسعر رمزي، حتى لا تشكل ثقلاً على ميزانية الأسرة، ولا سيما في المناطق الفقيرة، وبذلك نضمن وصول الجريدة إلى أكبر عدد من القراء، ما يحدث التأثير المطلوب.
وفي حال طرح الجريدة منفردة يجب أن يكون سعرها متوافقاً مع الحالة الاقتصادية لكل بلد؛ حتى تكون في متناول الجميع، وألا تحرم منها بعض الدول بحجة عدم وجود مردود مادي مجز، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة تقديم تسهيلات وتخفيضات مشجعة، واشتراكات بنصف الثمن للطلاب الفقراء والأيتام ولمن لا تسمح لهم ظروفهم بدفع الاشتراك كاملاً، إذ يكفي أن يسدِّد هؤلاء تكاليف الطوابع البريدية.
ويتم تخصيص عدد وافر من النسخ كاشتراكات مجانية، وتشجيع المقتدرين مالياً على الاشتراك الممتاز، بأن يدفعوا اشتراكاً عالياً على سبيل الدعم، وتغطية الاشتراكات المجانية، لإتاحة الفرص أمام مناطق تجمعات الأطفال، من مدارس ونوادٍ ومراكز وقصور ثقافية ومكتبات عامة، للاستفادة والاستعانة بالجريدة، كإحدى وسائلها في نشر المعرفة وتحقيق التسلية المفيدة للأطفال، ووضع تلاميذ مدارس الأقاليم والمناطق النائية، ضمن لائحة أبرز المناطـق المستهدفة، وفي دائرة الاهتمام، من حيث التحرير والتوزيع، فتلك المدارس يجب أن تُخصص لها نسخ مجانية، حيث تقل في بيئتها سبل الثقافة والترفيه المبـاح التي تـتوافـر لطفل المدينة والمناطق الثرية، وتقـل في المناطق النائية الفقيرة إلى حـد النـدرة، وهذا يضاعف من أهمية الجريدة، التي تهـدف إلى بناء شخصية الطفـل بعيداً عن مبدأ الربح والخسارة.

7 - الإعــــلانـات:
بما أنّ الجريدة رسمت لنفسها خطة واضحة بعيدة عن الربح المادي، كان لزاماً عليها ألا تعتبر صفحاتها مجالاً إعلانياً، يأخذ من الطفل حقه بالحصول على جريدة بكامل صفحاتها، ولا ينافس الإعلان مواضيعها. ورغم هذا المبدأ، لا بد من التعامل مع الأمر بواقعية، فالوسيلة الإعلامية تحتاج إلى مصادر مالية لتواصل الصدور بانتظام، وحتى لا تكون أسيرة الجهة التي تصدرها، فإذا أمكنها تغطية تكاليفها بالاشتراكات والمبيعات والإعلان؛ فإنها تصبح قادرة أكثر على التجدد والتطور.
ويمكن أن يقدم الإعلان بشكل بعيد عن الشكل المعتاد في الإعلان في مطبوعات مشـابهة، فعند الحديث عن أهمية التطور والتكنولوجيا مثلاً، يمكن الإعلان عن جهاز حاسـوب مثلاً، وعند الحـديث عن الوقت وأهميته يمكن الإعلان عن نوع معين من الساعات، وعند الحديث عن فضل العلم والعلماء يمكن الإعلان إصدارات تراثية أو حديثة، وعند تناول موضوعاً رياضياً يمكن الإعلان عن أندية الأطفال الرياضية.. وهكذا، شرط أن يخلو الإعلان من التدليس وألا يسخَّر الموضوع المنشور لخدمة الإعلان.
8 - الناحية الفنية:
ترى الجريدة في خطتها أنّ للشكل أهميّة خاصة، بل إنَّ هذه الأهمية لا تقلّ عن المضمون، وبما أنَّ طريقة عرض اللوحات المرسومة والمادة المكتوبة في جريدة الطفل تتطلب موهبة خاصة جداً وقدرة عالية على التوفيق بين الشكل والمضمون مع ذوق رفيع، فإنَّ ذلك يقتضي انتقاء مجموعة من المخرجين والرسَّامين والخطاطين والمصورين المحترفين، فضلاً عن منفذين قادرين على العمل على أحدث الوسائل.
والإخراج عمل فني بالدرجة الأولى، يعتمد على الموهبة والخبرة الطويلة والإمكانات المتاحة، وينبغي لجريدة الطفل اليومية ألا تهمل هذا الجانب، وتعنى عناية خاصة بالجانب الفني، وتحرص على مستوى متميِّز من الإخراج، والطباعة العالية الجودة.
وللرسوم دور بارز في توصيل الفكرة، والباحثون يؤكدون أهمية دور الرسوم عموماً في حياة الأطفال، وفي صحافتهم خصوصاً، ودور الرسوم في كل الأعمال التي تقدم للطفل ليس مجرد تكامل بين الكلمات والرسـوم، فالرسـوم ليـست مجـرد شرح أو تعليق أو حلية، إنّها: (حـوار مع النص وإضافة إليه وإبداع جديد مكافئ له).
وتحاول الجريدة توظيف رسومها وصورها تربوياً في أشكال فنية متعددة، حسـبما هو متاح، مثل القصص المصورة أو السردية، أو المعبرة عن موقف ما، ما يسهم في تأدية النص لأهدافه المتوخاة. وهنا تطـرح قضية المزاوجـة بين مضـامين النص، وإيحـاءات الرسمة والصورة، كأنَّ يكون هناك علاقة تبادلية، يخدم كل واحد منهما الآخر، بشكل تكون النتيجة أكثر وقعاً وأشد أثراً.
وجمالية الشكل قد تؤدي دوراً أكبر من جمالية المضمون، فلو قدمنا مضموناً رائعاً بثوب ضعيف باهت رثّ، فسوف تفقد الجريدة جمهورها، فكان لزاماً أنْ يكون الشكل الخارجي بمثابة الطُعْم اللذيذ، الذي يجذب الأطفـال إليه ويشـدهم إلى قـراءة الجريدة ومطـالعة ألوانها وحروفها البراقة ورسومها الساحرة المتفائلة.
ولا شكّ أنّ سيادة الفرح والبهجة بعيداً عن الجهـامة وحشد الكلام ورصّه متتابعاً، تحقق الأهداف بكلمات قليلة - لكنَّها ذات معنى - ورسومات جميلة هادفة، ومساحات ملونة تؤمّن قدراً عالياً من الراحة وفضاءات من الرؤى، تجعل الأطفال يقبلون عليها بتلقائية، بحثاً عن فائدة هنا أو تعليق هناك أو إشارة من هنالك، وهذه الأمور كلها تقود الطفل دون أن يشعر إلى الغايات الأساسية التي تصدر الجريدة من أجلها.

9 - اللغة والأسلوب:
من المؤكد أنّ الجريدة وسيلة تعليمية مهمّة، عليها أن تثري لغة الطفل، وأنْ تقوم على تفهم وفهم اللغة والأسلوب اللذين يراد استخدامهما من أجل تحقيق الأهداف والأدوار، وهذا يقتضي أن تكون الألفاظ المستخدمة بسيطة ومفهومة ومناسبة للقراءة الخاطفة، فالجريدة لا تأخذ دور الكتاب، بل هي جرعة أساسية، يحتاج إليها الطفل لفترة زمنية حسبما يتاح له من وقت. ومن الضروري أن تكون الكلمات والتراكيب سهلة الفهم في سن الطفل المستهدف، وهذا يقتضي مراعاة قاموس الطفل اللغوي. وبما أنّ هذا الأمر غير محسوم تماماً، لأنّ الأطفال يتفاوتون عقلاً وفكراً وثقافة، نظراً لعوامل متعددة، فإنّ ذلك يبين صعوبة تقدير لغة الكتابة للأطفال، وتزداد الصعوبة لأنَّ الجريدة لا تتوجه إلى مجتمع محدد أو منطقة معينة، لأنها تخصّ الطفل العربي في كل الأقطار العربية الشاسعة.
من هنا نطرح التسـاؤل التالي: كيف يمكن لجريدة الطفل أن توفق بين كل هؤلاء؟
أن تسـتخدم اللغة العربية المبسطة، والابتعـاد عن اللهجـات المحـلية، وتجنب الألفــاظ الغريبة المعقدة، وبذلك يرتبط الطفل بجريدته ويزداد عشقاً للغته، ويتخلص من الشوائب التي علقت بلسانه بسبب اللهجات العامية والكلمات المستوردة، وتنمو لغته الفصحى بشكل سليم.
ولتحقيق أكبر قدر من الإفادة، فإنّ الجريدة التي تهدف أيضاً إلى تحسين النطق عند القارئ الصغير، تقوم بضبط معظم حروفها بلون مختلف عن لون الكلمة.
أما من الناحية الأسلوبية، فإنَّ الأسلوب الرفيع المبسط، يجعل الوصول إلى الأهـداف أكثر سهولة ويسـراً، ما يقتضي الابتعـاد عن المحسنات اللفظية غير الضرورية، التي لا تفيد الطفل من حيث المعنى أو الهدف المرجو، أو تعلي من مستوى الأسلوب، لأنّ مهمِّة النصَّ الموجّه للطفل أن يسعى أولاً إلى إيصال الفكرة بشكل سليم، لا إيجاد نص غريب متخم بألفاظ غير مستعملة أومحسنات بديعية مهملة، وغيرها من أساليب الشعراء والبلغاء التي يُهدف من ورائها إظهار البراعة الأسلوبية والبلاغية، وهذا بالتأكيد أمر لا يعني الأطفال، بل على العكس من ذلك تماماً، ستفقد الجريدة اهتمامهم، وقد ويتركونها ولا يعودون إليها مرة ثانية.
وهـذا يقتضي أنْ تكـون الألفـاظ خفيفة على اللسان والأذن، قصيرة المقاطع، مألوفة النطق والاستعمال ومستخدمة في سياق مناسب يحتمله النص، حيث إنّ لغة الأناشيد تختلف عن لغة القصة، ولغة التراث تتباين عن لغة العلوم، ولغة التسلية هي غير لغة السياسة.. وهكذا.
والطفل لا يريد من جريدته أن تكون مدرسة ثانية، ولا حتى أباً أو أماً آخرين، والتهاون في هذا يؤدي إلى هروب الطفل من جريدته إلى إعلام آخر، ربما يكون هداماً.
لذا فإنّ اللغة المعروضة للطفل في سياق النصوص والرسوم يجب أن تكون بسيطة وتحوي إيقاعا محبباً، تكون رغم بسـاطتها غنية في محتواها سلسة في أسلوبها، مفهومة في مضمونها، سامية في أهدافها. لأنَّنا إلى جانب السعي للرقي بمستوى القارئ الصغير اللغوي والثقافي، يجب أن نسعى إلى الارتقاء بقدرته على تذوُّق الكلمة ونقد النصوص، والتمييز بين الجيد والرديء، شكلاً ومحتوى.
كذلك يجب أنْ يكون الأسلوب متزناً، بعيداً عن الشدَّة والتوجيه الحاد المباشر، وأنْ تخلو النصوص من القدح والذم والهجاء والاستهزاء والألفاظ المستهجنة، وأنْ تكون النصوص مطعَّمة بأساليب تربوية تراعي الدقة وجلاء الأفكار ووضوح الأهداف، والابتعاد عن الأساليب الركيكة الضعيفة، وخصوصاً في النصوص المترجمة، التي يُلجأ إليها عند التماس أهداف بنائية منها، مع صياغتها بلغة عربية سليمة.

10- السياسة التحريرية:
تقوم الجريدة على سياسة تحريرية واضحة، مثل:
أ ) الالتزام بقواعد النشر على اعتبار أنها جريدة أطفال عربية، وتمنع عن نشر كل ما يمس المعتقدات والقيم بسوء، مهما كان بسيطاً، وإدارة التحرير مسؤولة تماماً عن كل ما ينشر، من نصوص ورسوم وصور وإعلانات، وتكون المصفاة النهائية ولا تسمح بنشر أي موضوع دون مراجعة شاملة ومعمقة، حرصاً على الدور الذي تقوم به.
ب ) تعيِّن الجريدة مراجعاً للتدقيق اللغوي، يشرف على المصححين، ويكون مؤهلاً لكشف الأخطاء، وعلى دراية كبيرة في تشكيل الحروف، وبالشعر والأناشيد وكشف أي خلل في المعنى أو في الوزن، يراجع النصوص قبل الإخراج، ويتحمل مسؤولية التدقيق.
ج) تناط مهمة مراقبة النصوص الدينية بمتخصص، مع توفير المراجع اللازمة، والابتعاد عن قضايا الخلاف، والتأكد من أن ما ينشر من فتاوى وأحكام دينية وقصص إسلامية.. كلها متفق عليها ولا خلاف بشأنها، وهذا من شأنّه أنّ يخرج الجريدة من الدوائر الضيقة ويجعلها لجميع الأطفال بلا استثناء.
د) تحـظر الجريدة نشـر مواضيع وصـور تثير الغرائز، أورسوم مخلة بالآداب أو تظهر مخالفة شرعية، باستثناء حالة نقد هذه السلوكيات الخاطئة وتبيان موطن الخلل، ويتبع ذلك إرشاد إلى مكارم الأخلاق.
هـ) تعيِِّن الجريدة مستشاراً تربـوياً، تناط به مهمة مراجعة النصوص، ودراسة الصـور، يملك صلاحية إعادة المواد للصياغة من جديد، أو رفضها تماماً، في حال اعتقاده أنّ في ظاهرها إفادة تربوية وفي باطنها أخطاء يمكن أن تزرع قيماً سلوكية خاطئة تؤدي إلى عكس ما هو متوخى منها.
وإلى جانب المستشار التربوي، من المستحسن وجود مستشار متخصص في علم نفس الطفل، لأنه قادر على البحث في كل ما يدركه الطفل، كيف يتعلم وكيف يتذكر وكيف يصمم، وكيف يفكر وكيف يتخيل وكيف يبتكر، ولماذا يثور، ولماذا ينفعل، لماذا يحب ويكره، ولماذا يخاف ويغضب؟
ويساعد المستشار إدارة التحرير لتأدية رسالتها عبر دراسة طبائع الأطفال الموجهة إليهم المجلة، وتوضيح النتائج لإدارة التحرير، ليتصرفوا بناء على الملاحظات المبنية على أسس علمية واضحة، وبإمكان المستشار أن يحدد حاجات الأطفال النفسية، وما يتوقعونه من جريدتهم.
ولا يعني ذلك ـ أي وجود المستشارين ـ أن لا يهتم المحررون والكتاب والرسامون والمخرجون بالجوانب النفسية والتربوية، بل عليهم أن يدعموا موهبتهم الصحفية، وأن يكونوا على درجة عالية من الكفاءة، وأنْ لا تلقى المسؤولية كاملة على عاتق المستشارين.
و) تمتنع الجريدة عن نشر مواضيع نشرت في صحف ومجلات أو كتب، أو أنْ تعيد نشـر صـور ورسوم منشورة، ولو كانت قديمة العهد، إلا في حدود ضيقة جداً، كأنْ تفرض المادة نفسها لقوتها ومستواها، ورغبة بالاستفادة منها من جديد، أو أنْ تكون نُشرت في وقت سابق دون أن تلفت الانتباه، وقد يقتضي حدث ما إعادة نشرها لموافقتها مع المناسبة. كما أنّ الجريدة تمتنع عن نشر مقالات بأسماء مستعارة، ولا تلقي الألقاب على الكتّاب ولا تنشر ألقاب الإطراء، وتلتزم بإعادة الموضوعات التي ترسل إليها في حال عدم الموافقة على نشرها إلى أصحابها، وعلى الكتّاب أن يلتزموا أدبياً بعدم إرسال موضوع نشر سابقاً، ولو تم ذلك، فإنّ الجريدة تعتذر عن نشر أي موضوع لهذا الكاتب مستقبلاً، حرصاً على مكانة الجريدة التي تسعى إلى التميز والتفرد.
ز) تحرص الجريدة على تنويع أبوابها، وعدم تأطير نفسه وتضييق الخناق منعاً لتسرب الملل إلى نفس الطفل، بشرط أنْ توجد شخصيَّات ثابتة في كل عدد، تقدِّم مواقف تربوية عاليَة الجودة، تهدف إلى غرس القيم والسلوكيات الحميدة، بأساليب علمية، بعيدة عن العشوائية، على أن لا تحشـر النصوص بشكل ينفر القارئ الصغير.
فالتنوع يجب أن يرتبط بخيط رفيع، لكنه صلب، ويمكن أنْ يخصص كل عدد لمعالجة مجموعة قضايا ذات وجه واحد، مثل قضية الصدق، حيث بالإمكان تناول قصة من التراث ومن الواقع ومن الخيال، وأحاديث نبوية وآيات قرآنية وعبر تاريخية، كلها تصب في خدمة ترسيخ قيمة الصدق في نفس الطفل..
ولا يخفى أهمية إفساح المجال للطفل كي يعبر عن رأيه بكل حرية، فلا يتدخل المحرر في مساهماته إلا في بعض التحسينات اللغوية، ولا تنشر فقط المساهمات التراثية أو التي تهدف إلى التسلية فقط، كما هو ملاحظ في كثير من صحافة الطفل العربية، وعلى الجريدة أن تشجع مشاركات الأطفال، وأن يكون باب مساهمات القراء متحركاً مرناً، كما أنَّ بعض الأطفال يملكون موهبة الكتابة أو الرسم، ومن المفيد للجريدة ولمستقبل الطفل أن يستفاد من هؤلاء، دون التوقف عند النشر فحسب، بل تقدم مكافآت مناسبة، ما يجعل من هؤلاء كتاباً محترفين ورسامين ماهرين في المستقبل. وبذلك تستطيع الجريدة أن تتغلغل إلى عقل الطفل وقلبه، ويصبح بإمكانها إرشاده إلى الطريق السوي في مختلف المسائل التي تتعرض لها في صفحات، وتثير لدى الطفل الانفعـالات الكامنة، وتحفزه نحو المثل العليا التي تبثها في أعدادها المتفرقة.

الأبواب المقترحة
من المهم أن تكون صفحات الجريدة المقترحة مشابهة للصحف العادية إلى حد ما من حيث الشكل والمضمون، وأن تكون هنالك محطات للسياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة، فضلاً عن المواضيع التقليدية التي تهم الطفل، فتقدم الأخبار السياسية بجرعة مناسبة دون خوض بالتفاصيل، وتكون الصفحة الأولى شاملة منوّعة، وفيها مانشيتات مثل صحف الكبار تماماً، وقد تكون سياسية أو علميّة أو ثقافية..
أمّا القصص على أنواعها (سردية ndash; حوارية ndash; مصورة) فمن المهم ألا تحتل أكثر من ثلث الجريدة، على أن تتنوع وتختصر، باستثناء بعض القصص المسلسلة التي تربط الأطفال بالجريدة فيحرصون على الاحتفاظ بها ومتابعتها، حتى لا يكون كل عدد مستقلاً بذاته، فيمكن للقارئ الصغير ألا يقرأ العدد التالي، ثم يعود للعدد الذي يليه دون أن يشعر بفراغ حـدث نتيجة إهماله، أو نتيجة أي سبب آخر منعه من الحصول على العدد الذي يفتقده.

ومن الأبواب التي قد تطرحها الجريدة:

- الأخبار: بما أن الجريدة تسعى إلى بناء شخصية الطفل العربي بناء حضارياً متكاملاً، فإنَّ عليها أنْ تواكب الأحداث المعاصرة وخصوصاً القضايا التي تهم الطفل القارىء، من ثقافية وتربوية وعلمية وفكرية.. وحتى سياسية، فيشعر الطفل أنه واحد من المجتمع، يفهم الأحداث الجارية ويطلع عليها بأسلوب مبسط.

- المقـــال: تغفل صحافة الأطفال نشر مقالات قصيرة، يمكن وضعها في زوايا بعض الأبواب، حيث تستطيع طرح مجموعة من الأفكار ترتبط بالأبواب التي تطل عبرها، والجريدة تركز على استثمار الزوايا لنشر مقالات تمسُّ مشاعر الأطفال وقلوبهم، وتحدثهم بشكل مباشر، وبكلام صادق، بعيداً عن أي توريّة ونفـاق، حيث تطرح مواضيع مختارة بعناية، دون إثارة حساسيات مـن أي نـوع. وتراقب المقالات بشكل دقيق من قبل إدارة التحرير، لأنّ الجريدة مسؤولة عن كل ما يكتب فيها، وليس هنالك أي اعتبار بأن يقال إنّ المقالات مذيلة بأسماء أصحابها تمثل رأي كاتبها ولا تمثل بالضرورة رأي المجلة، فكل حرف وكلمة وصورة، يجـب أن تسير وفق منهج محدد.

- الاستطلاعات: تقوم الجريدة باستطلاعات حية متنوعة، ما يؤدي مثلاً إلى إشباع رغبات الطفل بالتعرّف إلى البلاد العربية، حيث يكون الاستطلاع عن مدينة تاريخية، يلقي الضوء على ماضيها وحاضرها، وأشهر من نبغ فيها، وكيف يعيش أبناؤها في عصرنا الحاضر، وتقدم المعلومات بشكل دقيق دون إطالة أو دخول في التفاصيل، لأنّ ما يهمنا هو إعطاء أكبر قدر من المعلومات الأساسية التي يمكن أن تفيد الأطفال في مستقبلهم، وتشعرهم بأهميتهم، ومدى اتساع بلادهم.

- المغـامر الصـغير: وهـو طفل في سن الشريحة المسـتهدفة، لا يتميز بزي محدد، فيشعر معه جميع القراء بأنّه صديقهم، فيأخذهم معه في مغامراته للتعرف إلى جديد العلم والتنقل في البلاد، ومعالجة المشكلات التي تعترض الأطفال، والإجابة عن مختلف التساؤلات الدينية والعلمية التي قد ترد إلى أذهانهم.
- التسلية: يشكل هذا الباب محطة راحة وترفيه، من هنا فإنَّ على الجريدة أن تراعي هذا الجانب وتفرد صفحة على الأقل للتسالي والألعاب والطرائف، وأنْ لا يقتصر المرح والفرح على هاتين الصفحتين فحسب، بل من المفيد أن تنبذ المجلة الجهامة عن سائر صفحاتها، وتحاول الدخول إلى القلوب قبل العقول من خـلال الصورة والرسمة، والكلمة الرشيقة الأنيقة.. والثوب الجميل القشيب.

- العالم الصغير: من الضروري رعاية الأطفال المبرزين، ونشر اكتشافاتهم واختراعاتهم، مهما كانت بسيطة، والأخذ بأيديهم نحو الرقي في مجالات العلوم المختلفة، ونشر زوايا أسبوعية تهدف إلى تعليمهم بعض الاختراعات البسيطة أو الاختبارات التي يمكن أن يقوموا بها بأنفسهم داخل المنزل أو في الحديقة، دون أن تسبب الأخطار.

- الفنان الصغير: ومن المهم ألا تنشغل الجريدة بالمواضيع والرسوم والطباعة والتنفيذ والإخـراج، دون محـاولة التعاطي مع الطفل بشـكل مباشر، لإظهار مواهبه الفنية، في مختلف المجالات المباحة، لأنّ هناك أطفالاً موهوبين بالرسم، وبالخط العربي، والتصوير، وسائر المهارات اليدوية الفنية. ومن الخطأ أن لا تعنى الجريدة بهؤلاء، بل يجب أن تنشر أعمالهم تشجيعاً لهم، وتساعدهم على تطوير مواهبهم وصقلها، ويمكن للجريدة أن لا تكتفي بذلك، بل يمكنها أنْ تقيم معارض للوحات والأعمال الجميلة، وتقدم جوائز قيمة للفائزين، وبذلك تتحقق الأهداف بشكل أسرع، وفي جمهور أكبر، يشكل فئة الموهوبين، وهم الفئة التي ستبرز في المستقبل، ويؤمل منها أن تحقق الكثير.

- التحقيق الصحافي: يمثل التحقيق الصحافي جانباً مهماً من صحافة اليوم، ويحتل حيزاً أساسياً في الصحف والمجلات الخاصة بالكبار، لكن هذا الاهتمام ينقُص بشكل كبير في صحافة الأطفال، ون