سليمان بوصوفه من لندن: اختار له القائمون عليه مستودعا كبيرا للسلع؛ كي يعبر عن عفوية وبساطة الفنانين العرب الذين عرضوا صورهم الفتوغرافية وأفلامهم القصيرة.
(بيتردراك يابيك) وهو فنان من أصل صربي؛ طاف بنا في أرجاء المعرض؛ وبابتسامة عريضة بدأ يشرح مغزى اللوحات المعروضة في قالب تشويقي فني؛ بيتردارك عاشق المدن والثقافة الشرق أوسطية تلقى دعما ماديا من مؤسسات بريطانية تُعنى بالإبداع، واستطاع أن يشحن تلك الاعمال من دول عربية عدة: من القاهرة ودبي ومن عمّان والقدس.
أول لوحة تستوقف الزائر هي عبارة عن صورة فوتوغرافية مكبرة للفنان العراقي نديم كوفي وهو في سن الثالثة يحمل دراجة هوائية؛ بجانبها صورة أخرى للمكان وقد حُذفت منه صورة الطفل:
نديم المقيم بهولندا وجد في هذه التقنية أكبر تعبير عن بُعده عن وطنه العراق؛ حيث هناك خيط رفيع بين الوجود واللاوجود! ذلك اللاوجود الذي يمكن أن يكون الموت أو الغربة التي اختارها الفنان.
دائما عن شجون العراق وهمومه ولكن بقالب فني وهزلي اختار الفنان العراقي محمد عبد الله المقيم بإسبانيا أن يُعبر عن وجود المنطقة الخضراء (في بغداد) بتصفيف شجيرات صغيرة حول أسلاك شائكة! تعبيرا عن انتصار الحب و الحياة على الحصار والانعزال.
من مصر أراد الفنان خالد حافظ أن يعبر عن الطبقية التي تعيشها المجتمعات العربية وحتى العالمية ؛ وذلك بلوحة تلفزيونية قسمها إلى ثلاثة: كل قسم يحمل لونا مختلفا؛ وقد اختار خالد الألوان التي عادة ما تحملها أعلام الدول العربية ؛ فداخل مربع اللون الأبيض الذي يتوسط اللوحة يقف شاب بهندام أنيق؛ وهو تعبير عن الطبقة المتوسطة؛ على يمنيه عسكري يحمل مسدسا داخل اللون الأحمر؛في إشارة إلى الحكم و القوة والبطش؛ وداخل اللون الأسود؛ يقف جزار يلبس عباءة وعمامة ما يشير إلى الطبقة الفقيرة!
من الأردن شاركت الفنانة هيلدا حياري بلوحة تركيبية جميلة حيث وضعت مجموعة من الطرابيش أمام صورة لشفاه أنثوي أحمر في إشارة إلى نظرة الرجل الشرقي الجنسية إلى المرأة؛ صورة الشفاه تظهر ثم تختفي للإيحاء بأن هؤلاء الرجال يحلمون بامرأة جميلة ومثيرة.
عن حلم السلام، شاركت ناشطة السلام الإسرائيلية أوريت آشلي التي تركت القدس لتعيش في لندن بصورة لرجل دين يهودي وعلى صدره شارة تقول(فلسطين حرة) لكن الصورة التي تظهر في الجدار سرعان ما تختفي؛ للتدليل على وهم السلام الذي تعيشه الأجيال الحالية سواء من الفلسطينيين أو الإسرائيليين.
العنصرية كانت حاضرة من خلال فيلم قصر شارك به المخرج العراقي قتيبة الجنابي حيث عرض حوارا أجراه مع الشاب العراقي نصير جزائرلي الذي تعرض لاعتداء عنصري في احد مطاعم لندن؛ قتيبة ختم حواره بالدعوة إلى نبذ العنصرية التي لا تعرف جنسا ولا دين.
طارق الغصين: فلسطيني ولد بالكويت ويدرّس في إمارة الشارقة؛ شارك بصور عديدة؛ حاول أن يكشف من خلالها كيف تحولت صورة العربي لدى الراي العام الغربي إلى ذلك الإرهابي الذي يُدبّر المكائد! طارق اختار أن يلتقط صورة له يظهر فيها ملثّما ويمر أمام طائرة؛ محاولا كسر الصورة النمطية.
وفي آخر المعرض تشارك الفنانة المقدونية (ندى برجل)؛ برسم يحمل خطا عربيا يقول (لنا الغد) للتعبير عن حبها للثقافة العربية؛ وعشقها للحياة.
المعرض جميل وجدير بالزيارة وسيدوم إلى غاية السابع من سبتمبر أيلول.