تلظَّتْ أجنحةُ الرُّوحِ
ترنَّحَتْ فوقَ أحلامِ اللَّيلِ
ليلٌ غابَ عن الوعي
غابَ عن حبورِ السَّكينةِ

قلبٌ في مهبِّ البكاءِ
نواحُ الأمَّهاتِ الثكالى
عبرَ في أنينِ الموجِ
في غبشِ الشَّفقِ
تاهتِ الذَّاكرة في محارقِ السُّؤالِ
سؤالٌ معفَّرٌ بالأسى
سؤالٌ من لهيبِ النَّارِ
من فرارِ الأماني
وقفَ جهابذةُ الشَّرقِ
يعلنون موتَ البراعمِ
موتَ الماءِ والهواءِ
انشراخٌ في وجنةِ القصيدةِ
دخانٌ من لونِ العتمةِ
ينمو في سماءِ حلقي
في أكوامِ الحنطةِ
فرَّتْ بعيداً حبَّاتُ المطرِ
ضجرٌ يتوالدُ في بؤرةِ ضجري
ضجرٌ يزلزلُ قامةَ الحرفِ
ضجرٌ ولا كلَّ الضَّجرِ
ضجرٌ ولا تكلُّساتِ الحجرِ
تبقَّعَتْ أحلامُ الصِّبا
رُعْبٌ على خدودِ الطُّفولةِ
جنَّ جنونَ المدائنِ
مدائنُ أجمل القصائدِ
جفَّتْ دمعتي فوقَ خفقةِ القلبِ
أشواكٌ في حنايا الشُّوقِ
تآكلَ الشّوقُ فوقَ هديرِ الموتِ
فوقَ دموعِ الأزقّةِ
تهاطلَتْ حبَّاتُ الجمرِ
من فوانيسِ السَّماءِ
حرقَتْ جفونَ الينابيع
خرَّتْ نجمةٌ فوقَ أوجاعِ اللَّيلِ
عبرتْ غمامةٌ حبلى بالأسرارِ
فوقَ مدينةِ الأحلامِ
تقرمَتْ قميصُ الحياةِ
سبَحَتْ بعيداً فراخُ البطِّ
قططٌ على تخومِ البحر
هربت من شفيرِ الغدرِ
لمَ يعُد للانسِ أماناً
قططٌ هاربة من طُفوحِ الدِّماءِ
متى سيعقد الانس وئاماً
معَ أسرابِ القطا
معَ مروجِ الخميلة
معَ دموعِ المدائن؟!

ستوكهولم: 15 ـ 5 ـ 2008
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]