نزول إجباري في سوق الأسهم السعودية بسبب عدم معرفة أسماء الموقوفين

د. طارق كوشك

أقفل سوق الأسهم السعودية في يوم أمس عند مستوى 14819 نقطة بعد أن تم تداول 84.1مليون سهم في 288.6 ألف صفقة بلغت قيمتها 23.6 مليار ريال تم توزيعها على القطاعات على النحو التالي:

القطاع

المبلغ بملايين الريالات

نسبة التغير

البنوك

518.1

-0.55

الإسمنت

432.5

-1.60

الكهرباء

1638

-1.39

الزراعة

1860

-1.33

الصناعة

9066

-1.98

التأمين

62.7

-.096

الخدمات

8744

+0.16

الإتصالات

691.4

-2.58


من الجدول أعلاه يتضح لنا أن أكثر القطاعات تأثرا بهذا النزول كان قطاع الإتصالات الذي نزل بنسبة 2.58 % ثم القطاع الصناعي الذي تأثر سلبا بما نسبته 1.84 % ثم قطاع الإسمنت الذي تأثر سلبا بما نسبته 1.46 % تلاه قطاع الزراعة الذي تأثر سلبا بنسبة 1.33 %. كما يتضح من الجدول أن قطاع الخدمات كان القطاع الوحيد الذي قاوم النزول على إستحياء حيث زاد بما نسبته 0.23 % متأثرا بإرتفاع شركة البحري و تهامة و المواشي و طيبة و ثمار و شمس و الفتيحي و جرير و مبرد التي أقفلت للمرة الثالثة على التوالي على أعلى سعر يمكن أن يصل إليه سعر السهم في يوم أمس دون أن يكون هناك مبرر علمي أو حتى منطقي بإستثناء الإندفاع الجماعي نحو الشراء من قبل صغار المستثمرين طمعا في تحقيق ربح سريع.

إن المتابع لتداول يوم أمس سيكتشف حقيقة غريبة جدا إذا قارن أسعار الشركات التي انخفضت في يوم أمس مع رسومات التحليل الفني لها. فعلى سبيل المثال فقد كان الرسم البياني المستخرج من التحليل الفني لكل من شركة الغاز و الكابلات و حائل الزراعية و إسمنت تبوك تشير بوضوح على أن هناك احتمال قوي على أن أسعار هذه الشركات سوف ترتفع في يوم أمس الأحد إلا أن الذي حصل و بكل أسف هو عكس ذلك و هو الأمر الذي يثير تساؤلا عما إن كان سوق الأسهم السعودية في هذه الأيام يخضع للتحليل الفني أم أنه خاضع لرغبات صناع السوق و مستثمريه؟! إن إستمرار السوق بعيدا عن الأسس العلمية يمثل خطرا على استمرارية السوق يتطلب فعلا قيام الجهات المسؤولة بمراقبة السوق و متابعة الصفقات التي تخالف التحليل الفني بدون مبرر مقنع.

إن المتابع أيضا لصفقات يوم أمس سيكتشف أن هناك شركات قوية تم الابتعاد عنها من قبل صغار المستثمرين على الرغم من كبر حجم كمية الطلب الواحد على الشركات القيادية . فعلى سبيل المثال فسهم سابك تعرض لعمليات ضغط شديدة أدت إلى نزول سعره إلى 1602 بعد أن وصل إلى 1641 ريالا ، هذا دليل قاطع يؤكد أن الغالبية العظمى من كبار المستثمرين و صناع السوق يتوجهون بهدوء الى القياديات مع العمل على رفع أسعار الشركات الضعيفة محاسبيا و هو الأمر الذي يثير تساؤلا عما إن كان هناك مشروع توريط لصغار المستثمرين في أسهم شركات ضعيفة بأسعار عالية جدا لا يستطيعون الخروج منها إلا بخسارة فادحة أو الانتظار لمدة عام آخر لمن أراد عدم البيع بخسارة؟

بخصوص هذا اليوم الإثنين فإن التحليل الفني على ما يبدو لن يكون مجزيا أبدا إلى أن يستيقظ البعض من غفلتهم التي أجبرتهم على الإبتعاد عن أسهم لا ينبغي خلو أي محفظة منها و هي الأسهم القيادية التي أتمنى فعلا أن تعود إلى مكانتها الحقيقية لتقود السوق إلى الوجهة الصحيحة حتى لا يتعرض سوق السهم السعودية إلى نكسات نحن في غنى عنها . هذا كما ينبغي ملاحظة قيمة التداول قد بلغت 23 مليار ريال و هو مبلغ يفوق المتوسط اليومي مما قد يشير إلى إمكانية حدوث جني أرباح غير مستبعدة قد توصل بالمؤشر إلى 14600 نقطة. لذا فإن الإحتفاظ بسيولة مقبولة أمر محبذ جدا.