الاقتصاد الفلسطيني بعد فوز حماس


خلف خلف من رام الله

يرى مراقبون أن الاقتصاد الفلسطيني يقف الآن على أعتاب مرحلة مجهولة بعد فوز حركة حماس في أغلبية مقاعد المجلس التشريعي، وبخاصة أن الاقتصاد الفلسطيني ما زال في مهد التطور وستؤثر عليه أي هزة محتملة، ويتخوف البعض من قيام الدول الداعمة بوقف مساعداتها للسلطة، وقد دعا يوسي بيلين أحد المسؤولين الإسرائيليين موفد الرباعية الدولية جيمس وليفنسون إلى اشتراط مواصلة الدعم الاقتصادي للسلطة الفلسطينية باعتراف حماس في إسرائيل، ومن ناحيتهم أكد اليوم قادة حماس أن حركتهم لا تعترف في إسرائيل سوى كدولة محتلة.

وفي حديث لـ إيلاف مع الخبير الاقتصادي الفلسطيني سمير حمتو قال: الأمور لغاية الآن ما زالت غير واضحة فيما يتعلق بمستقبل الوضع الاقتصادي، نظراً لكون الأمور غير واضحة بشأن موقف حماس من تشكيل الحكومة، وأضاف حمتو: ولكن نتوقع أن تشكل حماس حكومة ذات طابع تكنوقراطي، وهذا أن حدث من المتوقع أن يؤدي لتحسين وضع الاقتصاد الفلسطيني حيث أن ثقة المجتمع الدولي ستتعزز بالحكومة الجديدة تدريجيا، وبالتالي سيقبل المجتمع الدولي بالأمر الواقع، وسيعمل على دعم هذه الحكومة خاصة أن حماس أعلنت أنها قادرة على تطبيق برامج إصلاح حقيقي، ووعدت بوضع حدا للفساد الذي ضرب جذوره في مؤسسات السلطة.

وأشار حمتو أنه في حال تحقق هذا الأمر فان نظرة المجتمع الدولي ستتغير تدريجا إزاء حماس، وبالتالي سيشعر المواطن بتغيير ملموس على حياته، لأن تطبيق برامج إصلاح يعني ضمان علاج لمشاكل اقتصادية عانى منها المواطن منذ فترة طويلة نتيجة احتكار مقدرات الشعب الفلسطيني في يد فئة قليلة متنفذة، ونوه المختص بالشؤون الاقتصادية لكن حتى يتحقق ذلك قدر يحتاج إلى عدة شهور أو على الأقل عام من الآن.

واختتم قائلا: ولكن بشكل عام فأن الأمور تدعو إلى التفاؤل بأن نشهد بعض التحسن على الصعيد الاقتصادي خاصة إذا ما توجهت الحكومة الجديدة إلى عمق العربي والمستثمرين الفلسطينيين.

وفي أول ردود فعل رسمي لحركة حماس بعد إعلان فوزها قالت أنها مستعدة لتمديد التهدئة في حال التزمت إسرائيل بذلك، وقد بدأت حركة حماس في مهرجاناتها في كافة المدن الفلسطينية احتفالا بفوزها في أغلبية مقاعد البرلمان الفلسطيني، وتجوب في هذه الساعات مسيرة من 10 ألف مواطن مدينة رام الله من مؤيدي حماس، وتأتي هذه الاحتفالات بعد تأكيد مصادر من لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية فوز حماس الكاسح واعترف قادة فتح بالهزيمة، هذا وتتواصل ردود الفعل العالمية والعربية على فوز حماس،

وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس أن موقف الولايات المتحدة لن يتغير من حماس، مضيفة أن الشعب الفلسطيني يريد السلام رغم فوز حماس، ومن جانبه، قدم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات اقتراحا وسطا بين السلطة وحماس بإحالة ملف المفاوضات لمنظمة التحرير، وتعكف حركة فتح وحماس في الوقت الحالي على دراسة أبعاد المرحلة المقبلة، ومن المقرر أن تعلن النتائج النهائية للانتخابات التشريعية الفلسطينية بشكل رسمي الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش من اليوم الخميس يتبعها خطابا وصف بالتاريخي للرئيس الفلسطيني محمود عباس.