حملة قطرية رسمية وشعبية لمقاطعة المنتجات الدانمركية

خالد طه من الدوحة


تشهد قطر هذه الايام حالة عارمة من السخط والغضب الرسمي والشعبي جراء الرسوم الكاركاترية التي نشرتها احدى الصحف الدانمركية والنرويجية تسخر من خاتم الانبياء وامام المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وقد تفاعلت المجمعات التجارية الكبرى والجمعيات الاستهلاكية والعديد من محلات السوبر ماركت والبقالات مع حملات مقاطعة المنتجات الدنماركية فيما عبر العديد من الناس عن استيائهم البالغ مما اقدمت عليه الصحيفة من عمل مشؤوم، وطالبوا باتخاذ إجراءات شديدة بحق الدنمارك ووقف استيراد كل المنتجات الدنماركية من أي دولة تقوم بالاساءة للإسلام حتى يكون ذلك عقابا رادعاً على مثل هذه التصرفات التي تتناقض مع مبادئ الحضارة والتقدم التي تدعيها هذه الدول.

وقد تبنت شركة الميرة للمواد الغذائية الاستهلاكية حملة لمقاطعة المنتجات الدنماركيةو قررت بالفعل عزل جميع المنتجات الدنماركية ومنع بيعها من الجمعيات الاستهلاكية وارجاعها لوكيلها المعتمد، بالرغم من الخسائر المادية التي سوف تسفر عن هذا القرار،

و بدأت الجمعيات الاستهلاكية الاخرى اعتبارا من أمس بتفريغ المنتجات الدنماركية التي تصل إلى 100 منتج تقريباً واحلال البدائل عنها، هذا إلى جانب استصدار اشعار تعلن فيه عن توقف تسويق وبيع المنتجات الدنماركية حتى اشعار آخر،

وحسب تاكيدات يوسف زغموت مدير عام شركة الميرة فقد تم ايقاف عرض جميع المنتجات النرويجية والدنماركية، هذا إلى جانب اشعار جميع الموردين والوكلاء بهذا القرار حتى يتم تبليغ الحكومة الدنماركية بقرار شركة الميرة،و اضاف قمنا بتفريغ جميع المنتجات الدنماركية من 31 فرعاً تابع للشركة وتم اشعار العملاء بهذا القرارالذي لاقى ترحيباً وتأييداً واسعا من قبلهم مؤكدا انه لم يصل أي رد فعل سلبي اتجاه ما قامت به الشركة باعتباره قرار جاء داعما للمقاطعة واحتجاجا على التمادي الذي حدث تجاه نبي الإسلام،

وقال زغموت ان المنتجات الدنماركية لدينا تشمل 80 ـ 100 صنف، وأغلبيتها من المنتجات الطازجة من الألبان والاجبان والمثلجات كالدواجن وغيرها هذا إلى جانب بعض صنوف البسكويت والشيكولاتة، ولقد فرغت جميع تلك المنتجات واحلال البدائل عنها من منتجات منافسة مصنعة في دول أخرى، كفرنسا وبعض الدول العربية، ومهما وقعت خسائر مادية بسبب هذا القرار، فسوف نعوضه من خلال المنتجات الأخرى وسنكون في حقيقة الأمر قد حافظنا على ديننا ومبادئ اخلاقياتنا وهذا ما يهمنا في الأمر، فلم نفكر حينما اتخذنا هذا القرار بالجانب المادي بقدر ما كان غيرة على ديننا ودفاعا عن رسولنا الكريم، فما قمنا به هو الصواب

مؤتمر حاشد

وعلى نفس الصعيد اطلق نادي الجسرة الثقافي نداءا لرجال الاعمال لوقف التعامل مع المنتجات الدانمركية والنرويجية وقد لاقى النداء تجاوباً وتفاعلا من رجال الأعمال والشركات، وكان أول المتجاوبين شركة البيت الحديث ومجموعة شركات الأصمخ في تطبيق هذا الحظر

كما ينظم النادي مؤتمراً إسلامياً مصغرا تحت شعار (في زمن الصمت المخزي ) بقاعة الريجنسي مساء السبت المقبل بالدوحة بحضور العديد من العلماء والمفكرين يتقدمهم الشيخ يوسف القرضاوي ليكون بمثابة حملة في وجه المتطاولين على الرسول الكريم وتفعيل المقاطعة الاقتصادية ومن المنتظر ان تتمخض عن المؤتمر توصيات سترفع إلى كل من وزارة الخارجية والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي واتحاد الدول الأوروبية.

مع الناس

وقد عبر الشارع القطري عن امتعاضه من هذه المهزلة التي تسمى بحرية الراي :

يقول طارق قبيصي الاساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم شيء غير معقول ولا نقبلها ويجب ان يكون لنا رد فعل بمستوى الفعل نفسه ومن لا يحركه ايمانه أو ضميره، فسيكون اسلامه موضع شك من هنا فان المقاطعة هي أقل شيء يمكن فعله للتعبير عن حبنا لرسولنا

اما خالد فيقول: يجب مقاطعة البضائع الدنماركية مقاطعة كاملة لأن التعرض لشخص الرسول الكريم أمر عظيم ولا يجوز السكوت عنه، ويجب أن نبذل كل ما بوسعنا للتعبير عن احتجاجنا ورفضنا واستنكارنا.

ويرى محمد عبدالله ان مقاطعة البضائع الدنماركية هي أفضل ورقة ضغط لدى الشعوب الإسلامية لارغام الحكومة الدنماركية على الاعتذار والتعهد بعدم تكرار الاساءة. وعلى الجميع ان يساهم فيها لتكون أكثر وقعا وأكثر فاعلية. وأنا بدوري وعند سماعي النبأ شرعت بتنفيذ المقاطعة قبل صدور الدعوات لها. وارجو من الإعلام في جميع بلدان العالم أن تعرف المسلمين بهذه المنتجات وبالماركات التجارية التي نتعامل معها. وأن يستمر دور الاعلام في تأجيج المقاطعة ولا يتخذ منها فرقعة إعلامية، تموت بعد اذاعتها.

وقالت لينا: على مستوى عائلتي بدأنا المقاطعة منذ سماعنا الخبر، وهذا هو أضعف الإيمان، ونتمنى على الحكومات الاعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي وجميع المسلمين في دول العالم الأخرى أن يوحدوا مواقفهم اتجاه هذه السابقة الخطيرة من الدنمارك، وأن لا تكون ردود الأفعال إلا بأفعال لا بأقوال عقيمة، ولا أؤيد قطعا الرد عليهم بالمثل فان ذلك سيزيد الأمور سوءا. وانما اريد أن يكون الرد الشعبي الإسلامي والحكومات الإسلامية وياع ومؤثراً ليشكل رادعاً قوياً لدى الجهات الأخرى التي تتطاول على الإسلام بين الحين والآخر.

من جهته أصدر المجلس البلدي المركزي بيانا عبر فيه عن احتجاجه للإساءة بالرسول صلى الله عليه وسلم والتي اقترفتها وسائل الإعلام في الدنمارك والنرويج حيث طالب العضو سالم النابت بمقاطعة جميع المنتجات الدنماركية وتنظيم مسيرة شعبية تندد بهذه الافعال المشينة

وعبر المجلس البلدي المنتخب لنعبر عن شجبه واستنكاره وغضبه الشديد تجاه المساس بالنبي الكريم، ودعا كافة الهيئات والمؤسسات والأفراد إلى عدم التعامل مع هاتين الدولتين على أي مستوى كان، ومقاطعة بضائعهما ومنتجاتهما حتى يتم تقديم اعتذار رسمي عن تلك الإساءة