الجشع جعلهم يستغلّون الموقف للبحث عن الثراء مقابل تأمين الطلب
طالبو البخشيش السوريين يُقلقون العائدين من لبنان




سعيد الجابر من الرياض


عانى الكثير من العائدين إلى السعودية من الأوضاع الأمنية المرعبة التي خلّفتها الحرب على لبنان نتيجة مفاجآت حزب الله في صيف هذا العام، ومع كل الظروف الصعبة التي واجهتهم إلاّ أن البعض من المواطنين في سورية استغل الموقف للبحث عن الثراء السريع مقابل توفير الأمان لاولئك الراغبين في العودة إلى وطنهم أو محلّ إقامتهم، واستغلوا الذين يخدمون العائدين من لبنان ذلك بما يسمّى quot;البخشيشquot; أو الإكرامية (كما يطلق عليها في المنطقة) التي جعلت الكثير يحزن من التوقيت السيئ لطلب المال مقابل تخليص الجواز أو الحجوزات أو كرت صعود الطائرة أو خدمات يحتاجها العائدون.


تحدّث لـquot;إيلافquot; السيد احمد المقداد(لبناني) أثناء وصوله لمطار الملك خالد الدولي بالرياض عن موقفه في مطار دمشق الدولي فقال: quot; كنت قد خرجت من لبنان منذ الصباح، وأنا في الطرق إلى مطار دمشق لأتواجد قبل وقت إقلاع الرحلة الذي سيكون الساعة الثامنة مساءً، وعندما وصلت إلى المطار الساعة الخامسة كانت الصالات تعج بالمسافرين والطوابير على قص كرت صعود الطائرة، إذ أن وصولي إلى الكاونتر سيكون صعب مما سيؤخرني عن الرحلة، ومع التساؤلات هناك أرشدني أحد الموجودين إلى أن احد الموظفين بالمطار يمكنه أن يساعدني وعندما ذهبت إليه ألمح إلى بأن الرحلة ستقلع إذا ما أنهيت كروت الصعود لـ12 شخص معي، وفي تلك اللحظة طلب مني 200 دولار ما جعلني أقدمها إليه مقابل الخلاص من معاناة النكبة التي لن أنساهاquot;.

من جانبه ذكر السيد مازن (لبناني الجنسية) لـquot;إيلافquot; أن رحلة العودة من بيروت إلى دمشق كلّفت في ظل الأيام الأولى للأزمة مبلغ 3500 دولار للمواطن السعودي والخليجي بشكل عام، بينما تقدّر تكلفة الرحلة للمواطن اللبناني إلى سوريا 2500 دولار، وهو ما يجعل الكثير من أصحاب السيارات يستغلّون الموقف ويبحثون عن الثراء بشكل سريع رغم الظروف الصعبة والنكبة المأساوية.

وتحدّث محمد ابوخالد (سعودي) عن ارتفاع الأسعار بشكل يوحي بالطمع والابتزاز في المساكن والشقق والفنادق بدمشق العاصمة السورية فقال:quot; عندما خرجنا من لبنان إلى سوريا فوجئنا بارتفاع الأسعار لكل المواد الاستهلاكية وفي مقدمتها رغيف الخبز، وبالنسبة للفنادق فحدّث ولا حرج وكأن المستثمرين قد طمعوا في ظل الظروف التي يعاني منها العائدون من لبنان كالتعب والإرهاق ليستغلوا الموقف ويرفعوا الأسعار بشكل كبير جداً وخصوصاً لمواطني دول الخليج.

من جانبه أكدت السيدة أم هشام (لبنانية) أن رحلة العودة من لبنان إلى السعودية مروراً بسورية كانت مليئة بالأحداث التي لا تُصدّق، حيث فضّلت عدم الحديث لـquot;إيلافquot; خلال تواجدها في مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة الرياض في وقت متأخر من مساء الأحد الماضي، ولكن بوادر التعب والإرهاق كانت الدليل الذي يؤكد معاناة العودة في ظل الأزمة.

وذكرت إحدى السيدات السعوديات اللاتي عانين من الابتزاز أثناء رحلة العودة أنهم قوبلوا بفوضى عند الحدود السورية اللبنانية نتيجة ارتباك الوضع العام مشيرة إلى تيسير أمر مرورهم عبر دفع الكثير من الأموال لموظفي الجوازات والجمارك، كما فوجئوا بعدم حمل سائق الحافلة التي تقلّهم لجواز السفر، مما دعا السلطات السورية لمنع دخولهم فظلوا واقفين على الحدود لما يقارب 3 ساعات. ولم تنفرج هذه الأزمة إلا بعد حضور أحد المسؤولين بالسفارة السعودية في دمشق، فواز الشعلان، الذي أدخل الحافلات برخص قيادة سائقيها على كفالته بعدما أجرى اتصالاته بالمسؤولين المختصين في سوريا.

كما استاءت أسرتها مما وصفوه بالاستغلال عن طريق تيسير مرور السياح القادمين من لبنان بدفع الكثير من الأموال. وأضافت أن الأمور تيسرت بعد ذلك حيث اتجهوا إلى الفندق وفي الصباح أقلعوا بطائرة العاشرة.

إلى ذلك أفادت مصادر مطلعها أن إجمالي عدد القادمين من لبنان عبر سوريه بلغ أكثر من ‪ 120 ‬ألف شخص من كافة المعابر بين البلدين حتى يوم الثلاثاء الماضي، وذلك منذ بدء الحرب على لبنان كما ذكرت وكالة (ارنا).

وأوضحت المصادر، أن القادمين هم من حاملي جنسيات دول أجنبيه، كايطاليا وكندا وسويسرا والنمسا ودول اميركا اللاتينيه وفرنسا والمانيا، بالإضافة إلي سياح من دول الخليج الفارسي وعدد من العمال السوريين.

وكانت مصادر مسؤوله في معبر quot;جديده يابوسquot; علي الحدود السوريه مع لبنان قالت لمراسل (ارنا) أول الأسبوع الماضي، أن quot;عدد القادمين المسجلين تجاوز ‪ 35 ‬ألفا من مختلف الجنسيات بما فيها العمال السوريون العائدونquot;.

ومنذ بدء الحرب على لبنان عملت معظم الدول، وخصوصا منها الغربية على ترحيل رعاياها من لبنان إلى دمشق وقبرص، حيث تم تنظيم رحلات جوية إضافية لاعاده هؤلاء إلى دولهم.