تخوف دولي من تعرض الاثار للتخريب والدمار

واهتزت اعمدة بعلبك مدينة الشمس



كتب فادي عاكوم




يبدو ان الحملة الاسرائيلية المنظمة لتدمير اسس وقواعد الاقتصاد اللبناني بدات المرحلة الثانية، حيث يبدو انها ستشمل هذه المرة المواقع الاثرية المنتشرة على كافة المناطق اللبنانية من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب، حيث ذكرت التقارير الصحافية تعرض اعمدة هياكل بعلبك الاثرية الى التصدع بفعل الغارات المتلاحقة على المناطق المحيطة بالمنطقة الاثرية، وكانه لم يكفها ما تعرضت له من حروب على مدى القرون الغابرة، وزلازل اهتزت له المنطقة، كما ذكر ايضا عن تعرض اثار صور للتخريب بفعل الغارات المتلاحقة، والكلام عن الحجر في وقت يذبح فيه البشر قد يراه البعض مجحفا في حق ارواح الشهداء الذين سقطوا بسبب مغامرة الوعد، فمن المعروف ان السياحة هي عصب الاقتصاد اللبناني وتشكل المواقع الاثرية الركن الاساسي بالخارطة السياحية.


وقد وجهت الاونيسكو نداءً لتحييد الاثار اللبنانية واعربت عن تخوفها من تعرضها للتخريب في ظل الغارات الاسرائيلية المتواصلة على الاراضي اللبنانية، والاثار اللبنانية متنوعة وتعود لمختلف العصور الغابرة منها الفنيقية والكنعانية والاغريقية والرومانية .

بعلبك

وبعلبك تلقب بمدينة الشمس الرومانية وتمتاز بمعابدها التي تكتنف الأسرار وبحجم الأحجار والتقنيّات الهندسية المستعملة في البناء، وتقع في وادي البقاع وقد أنشأها الفينيقيون كمركز عبادة لبعل، إله الشمس، وخلال الحقبة الهيلينيّة ، أطلق عليها الإغريق إسم هيليوبولس أي مدينة الشمس، وعرفت مجدها مع وصول يوليوس قيصر الذي حوّلها الى مستعمرة رومانية.

وقد اختارها الرومانيون، نظراً لمواقعها الجغرافي الاستراتيجي وأهميّتها الزراعية ، لتكون الموقع المختار لبناء أكبر الهياكل الرومانية التي عكست ثروة وقوة الامبراطورية الرومانية , وقد استمرت عمليات البناء اكثر من مئتي عام واشرف على عملية البناء اباطرة رومانيون مختلفون، وهيكل جوبيتر وهو أكبر هيكل روماني
ويمتاز باعمدته الستة الباقية،اما هيكل باخوس فهو أفضل هيكل محافظ عليه في الشرق الأوسط حتى اليوم،
وهو أصغر من هيكل جوبيتر , لكنّه أكبر من البارثينون في أثينا. ولم يتوصل المؤرخون والخبراء حتى اليوم الى معرفة الهدف من بنائه او لاي عبادة كان مكرسا، وهذه ناحية لا تزال غامضة في التاريخ .

وهيكل فينوس وهو عبارة عن بناء مع قبّة يقع في جنوب شرقي الموقع الاثري حوّله البيزنطيون الى كنيسة للقديسة بربارة، وقد دمرّ الامبراطور الروماني ثيودوسيوس مذابح هيكل جوبيتر واستعمل حجارتها لبناء كاتدرائية كبيرة فوقها، يُمكن رؤية بقاياها قرب درج الهيكل كما ويمكن رؤية بقايا مسجد أموي قرب مدخل الأكربولس . وقد تم إبّان الفتوحات العربية تحصين بقايا الهيكل وأطلق العرب على المنطقة إسم القلعة .

مهرجانات بعلبك

وهي من اعرق واول المهرجانات الغنائية في منطقة الشرق الاوسط، ومهرجانات الصيف من ابرز معالم صناعة السياحة وكانت قد قلصت عروضها او ألغتها العام الماضي متأثرة بالوضع الامني والسياسي الذي اعقب اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري، وقد اجلت لجنة مهرجانات بعلبك الدولية حفل الافتتاح في اليوبيل الذهبي لانطلاق مهرجاناتها الذي كان مقررا ان تحييه المطربة اللبنانية فيروز ليل الخميس.

وكانت فيروز قدمت لاهالي مدينة بعلبك مساء يوم الاربعاء قبل بدء العمليات العسكرية عرضا من مسرحية quot;صح النومquot; للأخوين رحباني التي كان من مقررا ان تقدمها ليل الخميس على ادراج بعلبك الاثرية الرومانية بإشراف نجلها زياد الرحباني.