تفكر بالتحول إلى مساهمة عامة:
مجموعة الفهيم الإماراتية تبيع فنادقها لتجنب المتاجرة بالخمور

طفرة الفنادق عند طريق الشيخ زايد
تاج الدين عبد الحق من أبو ظبي: قالت مجموعة الفهيم التجارية الإماراتية إنها باعت الفنادق الرئيسة التي تملكها تجنبًا لبيع الخمور. وقال محمد الفهيم عميد اسرة الفهيم لـ quot;إيلافquot; إن الصفقة التي ابرمتها المجموعة مع مستثمرين محليين وأجانب تتضمن بيع سلسلة فنادق كراون بلازا في ابوظبي ودبي، إضافة إلى فندق ساندز في ابوظبي. ويحتل كروان بلازا موقعًا استراتيجيًا في شارع الشيخ زايد بدبي فيما يتوسط كراون بلازا ابوظبي شارع الشيخ حمدان. أما فندق ساندز فيتوسط شارع الشيخ زايد في وسط العاصمة.

ولم يفصح محمد الفهيم عن قيمة الصفقة، إلا أن مصادر اقتصادية اماراتية قالت انها تتجاوز مليار درهم. ولا تتضمن الصفقة سلسلة فنادق جولدن توليب التي تدير فنادق اقتصادية وشققًا فندقية لا تبيع الخمور. وقال الفهيم إن بيع فنادق كراون بلازا وساندز لا يعني الخروج من الاستثمار في القطاع الفندقي، لكن هذا الاستثمار سيكون ضمن شروط ابرزها الا يتضمن بيع الخمور .

وتعتزم المجموعة بناء مجمع فندقي في منطقة مابين الجسرين في ابوظبي وهي المنطقة التي تشهد طفرة انشائية في اطار توسع البناء في خارج مدينة ابوظبي الحالية على الطريق بين ابوظبي ودبي وابوظبي والعين .

ورغم ان محمد الفهيم نفى ان يكون بيع الفنادق قد اثار خلافا بين افراد اسرة الفهيم المالكة للمجموعة ، الا ان مصادر رجال الاعمال القريبين من اسرة الفهيم يتحدثون عن وجود خلافات بين فريقين داخل الاسرة التي يبلغ عدد الاخوة الذكور فيها 8 اشقاء وعدد غير معروف من البنات. واضافت ان الخلافات بين الاخوة تتركز على الكيفية التي تدار بها اعمال المجموعة .

يذكر ان ادارة المجموعة آلت للشقيق الثالث في الاسرة سعيد عبد الجليل الفهيم الذي ترأس مجلس ادارة المجموعة والى عامر الفهيم الذي اصبح رئيسا تنفيذيا للمجموعة . اما عميد الاسرة محمد الفهيم الذي كان الرئيس التنفيذي للمجموعة في عهد والده الراحل عبد الجليل الفهيم وترأس مجلس ادارة المجموعة بعد وفاة مؤسسها فقد تخلى عن موقعه في ادارة المجموعة منذ حوالى اربع سنوات، واعلن عن تقاعد مبكر. لكن ذلك الاعلان لم يسكت اصوات تحدثت عن خلافات بين الاخوة على طريقة ادارة اعمال المجموعة خاصة وان خروج محمد الفهيم من رئاسة المجموعة تزامن مع خروج طه الفهيم من رئاسة قطاع الفنادق فيها. واستقلال بعض الاخوة في اعمال خاصة جديدة غير مرتبطة بالمجموعة.

وتقول مصادر اقتصادية ان الخلافات بين الاشقاء في مجموعة الفهيم ليست تنازعا على الملكية بل اسلوب الادارة . اذ ان ملكية المجموعة موزعة على حصص حسب الشريعة الاسلامية قبل وفاة مؤسس المجموعة عبد الجليل الفهيم الذي تحسب من حدوث خلافات بين ابنائه خاصة وانهم ليسوا اولاد ام واحدة.

وقد جنبت الصيغة التي وزعت فيها الملكية بين افراد الاسرة ، مجموعة الفهيم الخلافات وظلت المجموعة متماسكة على مستوى الاعمال، كما ان العلاقات الشخصية بين الاخوة ظلت جيدة ولا تعرف خلافات عميقة بينهم.

ويقول محمد الفهيم ان فكرة التحول الى شركة مساهمة عامة هو خيار مطروح، مشيرًا الى ان عملية التحول بالنسبة إلى المجموعة ستكون سهلة لأن احجام الحصص معروفة. وترى مصادر في وزارة الاقتصاد ان تحول مجموعة متعددة الاعمال كمجموعة الفهيم لن تكون سهلة لأن عملية تقييم الاصول ستكون عملية طويلة ومعقدة . لكن هذه المصادر اوضحت ان المجموعة يمكن ان تتحول على اساس قطاعي الى عدد من الشركات المساهمة.

ويقول الفهيم ان الاسرة لن تتخلى في كل الاحوال عن كامل القيمة الرأسمالية للمجموعة وان عملية التحول ستكون متدرجة حيث ستطرح نسبة من رأسمال المجموعة او اي من الشركات التابعة لها للاكتتاب العام وقال ان النسبة قد تصل اولا الى 30 % حسبما نص عليه قرار وزارة الاقتصاد الخاص بالسماح للشركات العائلية بالتحول لشركات مساهمة ومن ثم يمكن رفع نسبة ما يطرح للبيع من اسهم المجموعة بالتدريج.

وأكد الفهيم ان المجموعة لديها وضع مريح ماليًا واداريًا، وأنها لا تستعجل التحول الى شركة مساهمة عامة وتفضل ان تتم عملية التحول بشكل صحي ومتدرج. وحسب قوله نريد ان نكون نموذجًا للاخرين فنجاح عملية التحول عندنا تعني اعطاء حوافز للاخرين وتشجيعهم على حسم التردد الذي ينتاب بعضهم عندما يتعلق الامر بالتخلي عن جزء من الملكية التي لها في نفوسهم شيء من الارتباط العاطفي.

تجدر الاشارة الى ان اعمال مجموعة الفهيم موزعة بين عدد كبير من المجالات منها قطاع السيارات فهم وكلاء لسيارات المرسيدس والجيب في ابوظبي وقطاع العقارات حيث يمتلكون مجموعة كبيرة من البنايات التجارية والتجمعات السكنية في ابوظبي ودبي ومناطق اخرى في الدولة وقطاع الفنادق والسياحة والتجزئة فضلا عن مساهمات في العديد من الشركات المساهمة العامة . ولا توجد تقديرات دقيقة لقيمة موجودات واصول المجموعة الا انها تقدر ما بين عشرة مليارات و 20 مليار درهم.

ويعد مؤسس المجموعة عبد الجليل الفهيم واحدًا من الرعيل الذي ارتبط بعلاقات صداقة وثيقة برئيس دولة الامارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان .اما ابناؤه فإن معظمهم عمل في المجموعة باستثناء عبد الله عبد الجليل الفهيم الذي كان قائدا للقوات الجوية في اوائل الثمانينات . وعامر الفهيم الذي اختير عضوا في المجلس الوطني الاتحادي.