بهية مارديني من دمشق : أنتجت الظروف الاقتصادية والوضع المعيشي الصعب الذي لا يخفي على أحد في سوريا ، مشكلة من المشاكل الاجتماعية المتعددة ، وهي ظاهرة اتجاه معظم الشبان عند اختيار زوجة المستقبل إلى وضع شرط واحد وقبل أي شرط اخر وهو أن تكون الزوجة موظفة تساعده على أعباء الإنفاق المنزلي الآخذ من ازدياد الى ازدياد ، وهناك في المقابل باتت تقل تلك النسبة من الشبان الذين كانوا لا يفضلون عمل المرأة لأنه كما يقولون غيابها يؤثر على الحياة الأسرية بشكل عام من الزوج إلى الأولاد، لكن هل الشبان الذين يختارون المرأة الموظفة هم على حق؟ أم الذين لا يفضلون المرأة الموظفة هم على حق؟ ايلاف رصدت كافة الشرائح السورية .

يقول وضاح : إن هذا العصر بما فيه من تكاليف وأعباء معيشية كبيرة فرض على الزوج البحث عن زوجة موظفة لتشاركه في الإنفاق، ولا مشكلة في مشاركة المرأة في التكاليف لأن ذلك يصب في النهاية في مصلحتها ومصلحة أولادها وزوجها، فأما أن تنجح الأسرة ككل أو لا، بالإضافة إلى أن الزوجة الموظفة لا تكون متطلبة كثيراًَ لأنها تعرف حجم الراتب مقارنة بحجم المصاريف، لكن في النهاية ظروف الحياة هي التي تحتم على الشباب وضع مثل هذا الشرط.

سامر (موظف): عندما فكرت بالزواج فكرت في فتاة موظفة، لأن ظروفي المادية لا تساعدني في تكوين أسرة وخصوصاً أن التكاليف المعيشية مرتفعة من تأمين منزل إلى الفرش إلى المصاريف كلها حسبتها ورأيت بأن الموظفة ستساعدني في دفع إيجار البيت وفي جلب نصف الأثاث من خلال التقسيط من راتبها، ولا أرى أي مشكلة في اختيار الموظفة، ونحن متفاهمان منذ البداية على هذه الأمور وما في جيبي في جيبها وبالعكس ونحن سعداء بحياتنا، لماذا يسمى الزوج والزوجة شريكان لأنهما يتشاركان في كل شيء وهنا مفتاح سر السعادة الزوجية، لكن حين يجعل الشاب من الراتب أو ماذا تملك الفتاة الهدف الأساسي هذا ليس طبيعياً لأنه في الأصل يكون بخيل يبحث عن كنز لا عن زوجة.

فهد يقول: الزوجة الموظفة منفتحة أكثر وعصرية أكثر أنا من النوع الذي لا أحب أن تبقى المرأة حبيسة المنزل وأفكارها محدودة بين المطبخ وزوجها وتربية أولادها. أحب المرأة ذات الآفاق الواسعة بالإضافة إلى أنها تخفف من الأعباء الاقتصادية.

مدين: إن وظيفة المرأة له ناحية سلبية و ناحية إيجابية، فالموظفة تكون أكثر تحضراً من ربة المنزل نتيجة الاحتكاك الدائم بالمجتمع والذي يعتبر مدرسة بحد ذاته، لكن من الناحية السلبية إن غيابها سيؤثر على أطفالها إضافة إلى غياب الأب وبالتالي هناك مشاكل نفسية يعاني منها الأطفال نتيجة عدم إحساسهم بالراحة والأمان في ظل غياب الأهل. أنا أبرر للشاب التي تكون أحواله المادية ضعيفة ويبحث عن فتاة موظفة لكني ألوم الشاب المادي التي يبحث فقط عن الراتب ولو كانت أحواله ميسورة.

اما المعارضين لعمل المرأة فلهم وجهة نظرهم:

ممدوح: أنا لا أعارض عمل المرأة ككل لكن أعارض العمل الذي لا يناسب طبيعة المرأة، فالمدرسة والطبيبة والممرضة لا أرى عيباً في ذلك أما بعض الأعمال لا يجب أن تدخلها المرأة وبشكل عام لا أحبذ الزوجة أن تكون موظفة لما تعود بالضرر على الأسرة وخصوصاً الأطفال، فالمرأة خلقت لزوجها ولبيتها ومهما وصلت المرأة إلى مراتب عليا تكون نهايتها إلى بيتها زوجها وأولادها.
محمود: لم تفلت دوائرنا إلا بعد دخول المرأة إلى المجال العملي، صحيح أن هناك نساء مبدعات لكن دخول المرأة إلى العمل وفي أغلب الأوقات تذهب المرأة للعرض فقط في الوظيفة ولا تفيد إلا القليل وبذلك تكون قد شغلت مكان الشاب الذي لديه مسؤولية تكوين أسرة، فقط لتعبئ وقتها، فدخول المرأة إلى العمل جعل نسبة البطالة كبيرة بين الشبان غير ذلك تراها تستعمل أنوثتها للوصول إلى مراتب لا تستحقها طبعاً لا أحكم على جميع النساء لكن الغالبية منهن بالنسبة لي لا أقبل أن تكون زوجتي موظفة لأنني أرى ما تتعرض له المرأة ضمن الدوائر وهذا حرام، ولو افترضنا أن الموظفة تأخذ راتبها وتساعد فيه زوجها، لكن هل يكفي هذا الراتب إلا لشراء المكياجات والثياب ولوازمها الخاصة.

أما رأي النساء فكان واضحا وحازما :

رولا: لا أرى عيباً في أن يبحث الشاب عن فتاة موظفة بعد أن وصلت إلى ما وصلت عليه من غلاء المعيشة، مشاكل الإنفاق كبيرة، وحين يكون الزوجان موظفين منفقان على المنزل حسب دخلهما تصبح الحياة أكثر تنظيماً وأخف عبئاً على الرجل والمرأة لكن إذا لم يكن هناك اتفاق حول طريقة التصرف بالدخل تنشأ مشكلات جديدة، لكن في كل الأحوال من واجب المرأة مساعدة زوجها وهذه الطريقة لمساعدة الزوج بأن تصرف على البيت أو على الأولاد.

سحر: ليتني لم أكن موظفة لأن وظيفتي رتبت علي أعباء كثيرة فعندما تزوجت فرحت بأفكار زوجي التحررية وأن المساواة بين المرأة والرجل واجب لكن بعد الزواج بدأ يتكل على راتبي المرتفع نوعاً ما في مصاريف المنزل الأساسية وسكت في البداية لأنني خجلت من مطالبته بالصرف على البيت وبعد قدوم ولدنا الأول أصبح يتملص من المسؤولية أكثر فأكثر وهكذا حتى أصبح يتجرأ ويطلب مني النقود بعد أن ينتهي راتبه الذي يصرفه على سهراته ولباسه. وما تزال المشاكل متأججة بيننا بسبب إهماله واتكاله علي.

حنين (عازبة): تقول أتمنى أحياناً لو أنني موظفة وأحياناً لا فأكثر من شاب عندما تقدموا لخطبتي وعلموا أني لست موظفة ابتعدوا عني ومنهم من رضي بالوضع لكن المحيطين به سواء أهله أو أقاربه عملوا على إبعاده بحجة أنك أنت شاب وأي واحدة تتمناك، أبحث عن واحدة موظفة تعينك على الحياة هل ستجلب عبئاً عليك، فكلما حدث معي مثل هذه المواقف أتمنى أحياناً لو أني موظفة وأحياناً أقول الحمد لله أنني لم اقترن بشاب يطمع بالراتب آخر الشهر. لكن الفتاة بالأساس تبحث في زماننا عن وظيفة لأنها تقضي سنوات عديدة في الدراسة ويكون لديها طموح كبير لكنها لا تلبس أن تصطدم بالواقع بعد التخرج لأن الوظائف نادرة ما تتوفر إلا إذا كان هناك (واسطات)، أيضاً الوظيفة تعطي للفتاة نوع من الاستقلالية والثقة بالنفس فهي تأخذ ثمرة تعبها مهما كانت ضئيلة وتفرح بها آخر الشهر دون أن تطلب من أبيها أو أخيها أو زوجها مصرفها وتبقى مكسورة طوال العمر.

سهير: لا ضير في أن تساعد المرأة زوجها لكن أن يتكل الزوج على زوجته بشكل كبير أنا ضد ذلك فلا أحد يستطيع إجبارها على الصرف في المنزل وتبقى هي وضميرها لكن لا يعقل أن ترى الأم أولادها بحاجة إلى شيء وتحرمهم منه إذا كان لديها المال والشاب البخيل أو الذي يكون هدفه مادي تستطيع الفتاة معرفته منذ أن تقدم لخطبتها بأن تقول له بأن هناك احتمال أن تستقيل أن تفكر بترك العمل بعد أن ترزق بطفل لأن عملها سيؤثر على المنزل ستعرف إن كان دافعه مادياً أم لا فإذا كان كذلك سينسحب شيئاً فشيئاً، وهكذا تكشفه على حقيقته.